الانظمة الاستبدادية لا تدوم

 

علمتني الحياة

أن الأنظمة الاستبدادية إلى زوال ، وأنّ الشعوب قد ترضى بها مرغمة ولكن لا تصبر عليها ، وعندما يبلغ الاستبداد قمته السيئة تكون نهايته حتمية ، وهذا مصير كلّ الاختيارات الخاطئة والمظاهر السلبيّة ، فالخلل لا يدوم ، والشعوب ولو رضخت للعبودية حينا فإنها تتطلع باستمرار إلى الحريّة ، والثورة ضدّ العبودية لا تنضج إلا عندما يبلغ الظلم مداه الأبعد ، وعندئذ تتحرّك النفوس للدّفاع عن الحريّة ..

وكلما نمت مشاعر الاعتزاز بقيم الحريّة ضاقت النفوس بكلّ المظاهر التي تجسد مظاهر العبودية ، فالعبودية ليست مجرد نظام يقوم على الرقّ ، وإنما هي سلوك الاستسلام والرضوخ وعدم مقاومة القيم الخاطئة، فالنفاق والتملق والسكوت على الظلم والخوف من رموز الاستبداد والتقرّب إليهم كلّ ذلك من آثار سيطرة قيم العبودية في المجتمع ، وقد تراجعت هذه القيم الفاسدة بفضل ثقافة الحريّة التي انتشرت في معظم المجتمعات ، فما كان مقبولاً في الماضي لم يعد مقبلا اليوم ، وأصبح المواطن يخجل مما كان يفعله في الماضي من الرضوخ والاستسلام لأيّة قوة ظالمة ومتحكمة ، وكانت العبودية واقعاً مقبولاً وأصبحت اليوم مرفوضةً ومخجلةً ، وتراجعت الأنظمة الاستبداديّة وأصبحت تخفي حقيقتها تحت عباءة من المظاهر الديمقراطية ولو كانت شكليّة ، وأصبحت الشعوب أكثر شجاعة في التعبير عن إرادتها في الحريّة والمطالب بحقوقها المشرعة ، والجيل المقبل لن يقبل بما نقبل نحن به اليوم ، وسيكون أكثر تطلعاً للحريّة وأكثر رفضاً للتبعية والوصاية الأجنبية , وسوف يكون أجرأ من جيلنا في مقاومة الاستبداد والظلم ..

( الزيارات : 1٬560 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *