لاصبر على الجوع

 

علمتني الحياة

أنّ الإنسان يصبر على المرض ويصبر على الألم ويصبر على الظلم ولكن لا يصبر على الجوع ، وعندما يشعر با لجوع فلا حدودَ لطاقته ، ولا يحاسب الجائع على فعله ، ولا يناقش ولا يحاور ، لأنّ الجوع ملجئ لصاحبه ، وليس من العدل أن يعاقب جائعٌ إذا بحث عن طعامه ، ولا يفعل هذا مختاراً ,وثورة الجياع حتمية ، ويجب إشباع الجياع قبل أن يبلغ الجوع قمته ، وينفلت زمام الجائعين … وثورة الجياع محقّة وعادلة ، ولا يمكن السيطرة عليها …

وإذا أراد المجتمع الإنساني الأمن والسلام فلا خيارَ له إلا أن يوفّر الطعام للجائعين ، والشعوب الجائعة لا يمكن أن تموت على فراشها ، ومن المؤكد أنّها ستدافع عن حياتها بكلّ الوسائل المشروعة وغير المشرعة ، والدين لا يمكن أن يطالب الجائع بالصبر وإنما يطالب الآخر القادر على إطعام الجائع ومساعدة المسكين ، ولا يمكن للقانون أن يعاقب الجائع إذا سرق وإنّما يجب أن يوفّر له الطعام لكيلا يسرق ، وتجاهل الأقوياء والأغنياء لنداءات الجياع لا يمكن أن يستمر طويلاً ، ولا بدّ من الطوفان ، والجوع ليس ناتجاً عن قدر إلهيّ محتوم ، وإنّما هو من صنع البشر ، ومن سوء توزيع الثروة في المجتمع ، ومن تحكّم الأقوياء في مصير الفقراء ، ومن الضروريّ إعادة النظر في القوانين الوضعية لتحقق العدالة وإشباع الجياع ، ولو استقامت القوانين وعدلت لتحقق الأمن والسلام في المجتمع ولا كانت الأحقاد والثورات والجرائم ، وليس من العدل أن يكون التّرف في ضفة والفقر في الضفة المقبلة ، فهذا هو الظلم الذي لا يمكن أن يدوم .

( الزيارات : 1٬801 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *