الايمان والشرك

كلمة اليوم
الايمان درجة قلبية لا يمكن معرفته الا بما يعبر عنه من اقوال وافعال ، والشرك درجة قلبية ويتمثل فى ايمان المشرك بوجود شريك لله فى خلقه وتدبيره ، وهو مشرك بما يعتقده فى قلبه ولولم يصدر عنه سلوك الشرك ، فما هو فى القلب هو المعيار ، ومن آمن بالله الواحد الاحد الذى لا شريك له وكان يؤمن فى قلبه بعدم وجود شريك لله فلا يمكن اعتباره مشركا ابدا ولا يجوز وصفه بالشرك مهما صدر عنه من انزلاقات انفعالية او مغالاة فى التعبير عن عواطفه تجاه من اعتبرهم مقربين الى الله ، ولا مكان للصالحين فى قلب المؤمن الا بسبب اعتقاده بانهم من اولياء الله الذين يحبهم الله ، ولا شرك فى هذا ابدا ، لا رتباط علاقة هؤلاء بالله تعالى ، اما من يشبه محبة الصالحين بالاوثان فهذا جهل كبير ، فالاوثان ليسوا مقربين الى الله وانما هم اوثان صنعها الانسان بيده ، اما اولياء الله فمحبتهم هي محبة لله ولرسوله وليست لذواتهم ولا لصفة فيهم ، اوانما لقربهم من الله ، ومن وصف المسلم الموحد المحب الصادق بالشرك فقد ظلمه اشد الظلم وافترى عليه بما يجرح مشاعره وقذفه بأبشع صفة هي الشرك ، وهذا عدوان على الانسان ، ولا يوصف المسلم الموحد بالشرك مهما فعل ، قد يخطئ التعبير عن ايمانه وعواطفه ولكنه لا يوصف بالشرك ابدا لان الشرك لا يتحقق الا بالايمان بوجود الشريك مع الله ولا احد يؤمن بان الانبياء والصالحين شركاء مع الله فى الخلق والتدبير والامداد ، فان نُسب اليهم شيء من الكرامة فهي من الله لهم وليست من انفسهم لان الشريك لا بد الا ان ينفرد بشيء فى الخلق والتدبير مستقل عن شريكه ،ولا يمكن لاي مسلم ان يقول بهذا وهذا ينفى عن اي مسلم صفة الشرك بالله ..

( الزيارات : 1٬410 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *