البيت السعيد هو البيت الدافئ بالمحبة

 

علمتني الحياة

أن البيت السعيد ليس هو البيت الأوسع والأجمل ، ولا البيت الذي يملك الرجل فيه المال والمرأة الجمال ، ولا البيت الذي تقام فيه كل ليلة الأفراح والليالي الملاح ، ليس هذا هو البيت السعيد ، وقد يعاني أصحاب هذه البيوت من الفراغ والشقاق والنزاع ما يجعلها بيوت شقاء وآلام .

والبيت السعيد قد يكون بيتاً متواضعاً صغيراً يعيش أهله حياةً بسيطة ً ، ولكنه بيت دافئٌ بأهله ، يسعى كل فرد فيه لإسعاد الآخر ، ويحترم كل فرد فيه حقوق الآخر ، فلا أنانية فيه ولا كلمة نابية ، ولا يتطلع أهله من خلف النوافذ إلى بيوت الآخرين الأكثر جمالاً وسعةً ومالاً ، هذه الأسرة السعيدة المتعاونة المتكاتفة التي تتطلع إلى الغد بابتسامة الأمل ، ترى في جهد الأب جهاداً محموداً ، وترى في سعي الأم لخدمة أسرتها تضحية جسيمة ، ويسعى كل طفل للاعتماد على نفسه والإسهام في تحمل المسؤولية ، والكلّ يبني ويعمل ويرى النور الذي يبحث الكل عنه نور الأمل والمستقبل الأفضل ، هذه الأسرة سعيدة بواقعها ، وفخورة بتعاونها ، وفرحة بما تحققه في كل يوم ولا بدّ إلا أن تنجح هذه الأسرة في تكوين مستقبلها وإعداد أبنائها لتحمل المسؤولية ، وشباب هذه الأسرة مهيئون للنجاح في دراستهم وعملهم ، لأنهم نشؤوا في بيت دافئ بالمحبة وبين أبوين التقيا على هدف نبيل في تكوين الأبناء وإعدادهم للمستقبل ، بعيداً عن المشاجرات الأسرية والمظاهر الوهمية والاهتمامات السطحية .

وتكوين أسرة مسؤولية كبيرة ، وإعداد جيل جديد جهاد يستحق التضحية ولا بد من تعاون كل من الأب والأم في بناء البيت السعيد فسعادة البيت بما يحققه وينجزه، ولا سعادة في بيت تسوده الأنانية وتتحكم فيه المنازعات العائلية ، ويبحث فيه كل فرد عن سعادته بعيداً عن الآخرين.

( الزيارات : 1٬724 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *