التاريخ مصدر للمعرفة

كلمات مضيئة ..التصحيح وليس التحسين

في سن الطفولة كنا نحلم كما يحلم كل الاطفال ، وكبُر الحلم في داخلنا وكدنا ان نصدقه ، هكذا هو شأن الاطفال يكبرون باحلامهم ويسعدون بما يحلمون به ، وعندما تتسع معرفتهم بالحياة تصغر تلك الاحلام كضوء في ليلة مظلمة يخفت نوره وتضعف شعلته ، كنت اتعلم من الحياة كل يوم ما تمدني به الحياة من معرفة جديدة وتجربة احتاجها لكي اضيف الجديد الي مالدي من تلك المعارف، واعترف انني كنت احب المراجعات. النقدية لنفسي وما انا فيه ، لا شيئ لا يخضع لمراجعة نقدية من الافكار والمواقف ، واعترف ايضا انني لم اكن علي حق دائما ، الافكار هي وليدة اللحظة التي تتولد فيها تلك الافكار من تلك التجربة الانسانية ، وتكبر الفكرة وتتوهج. او تصغر وتنطفئ ، كنت اردد في كتاباتي اننا يجب ان نثق بامرين : الثقة بالعقل والثقة بالعلم ، وهذه هي الخطوة الاولي في رحلة التصحيح ، التصحيح وليس التحسين ، كنت اكره كلمة التحسين ، التصحيح لكي تبرز الصورة واضحة كما هي ، اما التحسين فهي غير لائقة وغير مستحبة ، ما نحتاجه هو التصحيح ، لكي تبرز صورة الاصل كما هي عليه ، المراجعات هي المنهج الصحيح للتصحيح بشرط ان يتجرد الانسان عن ذلك الغرور الذي يصيب ضعاف الشخصية والتكوين عندما ينالون القليل من العلم فيجدون في المبالغات. مطيتهم الي قلوب العامة. ، فيعبثون بالمفاهيم. ويحكمون اهواءهم فيها. ، وفِي مجتمع. يكثر الجهل فيه تعم ثقافة المبالغات. المعتمدة علي الاوهام. للتعبير عن الشعور بالذاتية في عصر. يضعف الامل فيه ..

كلمة الثقة بالعقل هي المنطلق للتصحيح. ولكن اي عقل هذا الذي نثق به ، وكيف يمكننا ان نثق بالعقل ونحن نرتكب اكبر الاخطاء باسم العقل وباختيار عقلي. ، كل الكوارث الناتجة. عن اختيارات الانسان في الحياة. ارتكبت باسم العقل ، كنا من قبل. نقبل اشياء او نرفضها باسم العقل و ولَم نعد نراها كما كنا نراها من قبل ، ما الذي تغير، لا بد من ميزان اكثر دقة وعدلا لكي يمسك بزمام العقل وينير طريقه ، محنة العقل في تلك الانانية البغيضة التي تدفعه لارتكاب اعمال عدوانية علي الاخرين , ويري نفسه انه علي حق فيها ، العقل يحتاج الي مقود يمسك بيده لكي يمنعه من التجاوز ، مما لاحظته ان العقول تخضع لتلك القوة الغريزية الانفعالية ويصبح العقول اداتها الذي يعبد لها الطريق ، والعلم اداة بيد صاحبه ويجب ان يتجه العلم لخدمة الحياة ، وان يسهم في نمو القيم الانسانية في ذلك الانسان كالرحمة والشعور بالتكافل للدفاع عن الحياة ، لا اجد الدين خارج رسالته الاصلاحية التي تهدي الانسان. لما فيه امنه وسلامته ، الدين لاجل الحياة ، وهذا هو معني الاسلام الحق الذي هو رسالة الله لكل عياده ، يجب ان نفهم رسالة الدين كما هي ،وكما ارادها الله لاجل كمال الحياة ، لكيلا تكون الحياة بيد طغاة الارض في كل عصر ومجتمع ، لا بد من تحرير الدين من قبضة الاوصياء عليه ممن ارادوه مطية لهم ، الدين يستمد من مصادره الالهية ولا يستمد من تاريخ الانسان فى فهمة لتلك الاديان ، لا يمكن الثقة بالعقل وحده لان العقل اسير. ما يراه وما يشعر به من تلك الانفعالات الناتجة عن قوة الغريزة. وتحكمها في ذلك الانسان وتوجيه تفكيره ، وتلك هي مهمة كل جيل ان يقوم بمهمة المراجعة النقدية بهدف التصحيح ، وليس التحسين. ، التصحيح عودة للاصول. والتحسين توجيه لتلك الاصول بما يخدم الاهداف التي يراد لها ان تكون ، الحياة هي المطلوبة. لان الله تعالي ارادها ان تكون وان تستمر ،  النظم الاجتماعية. يجب ان تتجه. لخدمة الحياة عن طريق احترام الاصول التي ارادها الله لتلك الحياة ، الانسان. هو المستخلف علي تلك الحياة ان يضع لها نظامها بما يترجح له انه الذي يريده الله ،. الانسان هو المدرك لتلك الحياة بعقله. ، واداة الادراك العقلي هي الحواس المادية ، وهناك ما هو اشد اهمية منها وهي القوة الخفية التي تحرك تلك الحواس ، وهي الحقيقة الالهية التي هي سر الوجود بكل ما فيه ، وهي النور الذي يضيئ للانسان طريقه ، وهو الخير المطلق ، هناك اركان ثلاثة ضرورية لذلك الانسان المخاطب بامر الله : الايمان بالله ولا احد مع الله خلقا وتدبيرا ، والايمان يقتضي العبادة لله ،

والثاني : احترام الحياة. لكل عباد الله. ، واهمها احترام الحقوق ، وهذه هي مهمة الشريعة الالهية التي. جعل الله كمالها وختامها في الاسلام ولكل عباد الله ،

والثالث. : اقرار التكافل الانساني للدفاع عن الحياة من منطلقين: هما :  العدالة في الحقوق اولا والرحمة بين العباد ثانيا ، ولا اجد الدين خارج هذا الاصل ، وهو التكافل الانساني من منطلق احترام الحياة ، وكلمة التكافل تشمل كل معاني التكافل المادية من منطلق الرحمة الالهية، ولا اجد الاسلام خارج ذلك المعني التكافلي للدفاع عن الحياة. ،مهمة كل جيل ان يشعر بمسؤوليته كمخاطب من الله تعالي. ومستخلف علي الحياة ان يحترم تلك الاصول ذات البعدين الايماني اولا والتكافلي ثانيا بما تتحقق بها المقاصد. التي ارادها الله وبالكيفية التي يري فيها المخاطبون بها انها الاعدل. في الاحكام والارقي دلالة علي سمو ذلك الانسان المؤتمن علي الحياة .

التعليقات

 

( الزيارات : 417 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *