التراث وفاء لا تبعية

كلمات مضيئة ..التراث ..وفاء لاتبعية  

تراث الاجيال السابقة هو ما تركوه بفضل جهدهم من آثار ومنجزات وافكار وتجارب أسهمت في. خدمة مجتمعها. ونهضته العلمية والثقافية ، ولكل مجتمع آثاره. ومنجزاته وما أضافه من. افكار عبر فيها عن نفسه ، هذا التراث. جهد انساني. ناتج عن الانسان. ، وله مصادر متعددة ، أهمها. الدين. من خلال اصوله النصية ، وهذا من الله تعالي عن طريق. الوحي والنبوة ، وهناك ما هو ثمرة لجهد عقلي في تفسير او تأويل لذلك النص ، وهذا التراث ينسب لصاحبه. ولمجتمعه ، ويحتمل الصواب والخطأ ، وقد يكون صالحا لعصره ومعبرا عن حاجة ذلك العصر ، وليس صالحا لعصر اخر ، وقد يكون مفيدا ويمكن الاستفادة منه في كل عصر. ، الدين هو المصدر الاهم لذلك التراث ، وكلما حسن فهم الدين كان ما يستمد منه اكثر رقيا. وبخاصة فيما يتعلق بتنمية. قيم. الخير واحترام الحياة. وكل حقوق الانسان والاستقامة. في السلوك. ومشاعر الرحمة. بالمستضعفين. ، اما المصدر الثاني لذلك التراث فهو. المصالح الاجتماعية المشروعة ، ولا يمكن تجاهلها او التخفيف من أهميتها ، ومن اهم. مقاصد الدين تحقيق المصالح. المشروعة. للخلق. فيما ارتبطت حياتهم به من الاسباب ، ودفع الحرج عنهم. ، ما ارتبطت به الحياة به فهو حق لصاحبه. ولا يحرم منه. ، ولا يمكن تجاهله. لمن يستحقه ، وغاية الدين هو تمكين الانسان من حقوقه التي أكرمه الله بها ، والتراث. احد مصادر المعرفة الانسانية ويجب الاستئناس به والاستفادة منه كجهد انساني يعبر عن عصره. ، لاقداسة للتراث لانه جهد. اجيال يعبر عن. حاجات مجتمعها ، الدعوة للاستغناء عن التراث جهل حقيقي ولا احد يقول به ،. انه نافذه للتأمل. فى تجارب الاجيال ، ولا احد يغلق تلك النافذة المطلة على الماضى ، والدعوة لتقديس التراث وعدم تجاوزه هو جهل ايضا ، لانه يتجاهل دور الانسان وقدراته ويعطل عقله. ويوقف مسيرة الانسان ، وهذا يتنافي مع ثوابت التكليف وكمال مسؤولية الانسان عن قضاياه واختياراته ، التراث. منه ما هو مفيد وغني الدلالات ويعبر عن قيم. راقية يحتاجها مجتمعها ويعمق فكرها و يسهم في تطور مجتمعها ، وقد يتضمن إضافات حقيقية الى فكر مجتمعه. وتراث الانسانية ، ومثل هذا التراث يستحق ان يوجه الاهتمام اليه للاستفادةًمنه اولا والإضافة اليه ثانيا لكي ينمو ويكبر ويصبح صرحًا عاليًا ، وهناك من التراث ما يعبر عن حاجات مجتمعه ، ولا يتجاوز ذلك المجتمع  الى غيره من المجتمعات اللاحقة ،  ، وهذا التراث يحتفظ به كتراث يعبر عن عصره ، مالا يفيد مجتمعه يظل كتراث ويحتفظ به كما يحتفظ بكل المقتنيات ذات القيمة  الثمينة ، ومالا قيمة له. من جهد الاجيال فلا مبرر للانشغال به عما هو اكثر اهميةمنه ، ليس كل جهد يستحق ان يحتفظ به ، تراث السابقين الناتج عن جهد العقول يجب ان يخضع لميزان القيمة اولا والحاجة اليه ثانيا ، مالا قيمة له ولا حاجة اليه فيجب الاستغناء عنه ، ليس كل تراث يستحق ان يحظي بالاهتمام ، ويجب تصنيف التراث بحسب أهميته اولا. وبحسب إسهامه في رقي مجتمعه ثانيا ، وكتب التراث. من المخطوطات تخضع لمعايير الجودة والفائدة ، فليس كل مخطوط يستحق الاهتمام به، يجب اختيار الافضل منها. والغني بقيمته. العلمية. والمفيد الذي يضيف شيئًا. ، هناك ما يستحق ا ن يتم إحياؤه وخدمته والتعريف به ، وهناك من تلك المخطوطات. مالا يضيف شيئًا من تلك المخطوطات ، وهذا ينطبق علي جهد المعاصرين فما يقرأمنه هو الذي يتضمن اضافة حقيقية ويستحق القراءة ، وهناك مالا يستحق ان يقرأ ولا يقتني ولو فى مكتبة مهملة ، احياء التراث هو الإضافة اليه لكي يسهم في تقدم مجتمعه. ، وقد طرحت هذه الفكرة في احد الدروس الحسنية في عام 1978 عندما تكلمت عن منعطفات في مسيرة الثقافة الاسلامية ، المبالغة في تقديس تراث الأقدمين ليس. ظاهرة إيجابية في عصر يجب ان نمسك بمقود التصحيح والتجديد , التراث  بقيمته وليس باقدميته ، نريد الجديد والمفيد من جهدنا في بناء ثقافتنا وتطويرها لكي تواكب عصرها ومصالح مجتمعها. ، التقليد ليس ظاهرة محمودةلانها تتضمن تعطيل العقل عن اداء. دوره في الفهم. وهذا  دليل خلل وتخلف وجهل ، كل مجتمع مؤتمن علي عصره وعليه ان يضيف شيئًا في الصفحة المخصصة له ، التراث لا جل الانسان وليس الانسان لاجل التراث ، مالا يفيد فلاحاجة اليه , الحفاظ على التراث لا يعنيى تقديسه  ولا يعنى الانشغال به ، يجب ان ننتج فكرنا ونغني ثقافتنا بجهد الجيل المؤتمن علي عصره ، لم اكن احب فكرة القداسة للجهد الانساني الذي مصدره العقل ولا للانسان ولو كان ذلك الانسان عالما كبيرا او فاتحًا عظيمًا ولا للتاريخ فلا قداسة للتاريخ وليس كل ما وصلنا منه صحيحا , ومن طبيعة الانسان انه يبالغ فيما يروية مدحا لمن يحب وذما لمن يكره ، ولاًمبرر للمبالغات في عصر كثرت فيه المبالغات والأوهام. ، لا بد من نظرة نقديةً فاحصة مجددة تؤمن بالانسانً كمصدر للمعرفة التي يريدها الله والتي تقود الي الله ، ولا اجد في التقليد فضيلة ابدا ، فما كان من اختصاص الانسان فيجب علي ذلك الانسان ان يهتم به ، لا عذر له فيما عطل عقله فيه ، فالمخاطب يجب ان يفهم ما خوطب به ، ولا احد. يتجاوز مقدار فهمه وسعته وهو المكلف به ، ويجب ان نتجاوز عقدة التراث ، فمن هاجم التراث فهو جاهل لان ذلك التراث هو ملك من. أنتجه ، واهله احق به ، ومن اراد لذلك التراث ان يمنحه صفة القداسة التاريخية ، فهذا دليل الجهل والتخلف والتبعية ، وهذا مخالف للتكليف ، علاقة كل جيل بتراثه هي علاقة وفاء لا تبعية فيها ولا قداسة , الوفاء يستدعى  الاحترام الواجب الذى يستدعى الاتواصل والاستمرارية , اما التبعية  فهي منهج خاطئ لانه يؤدى الى تعطيل العقل عن اداء مهمته  ولا شيء يبرر التبعية , ويجب ان نجرد الوفاء من تلك القداسات التى تكبر مع الايام وتترسخ الى ان تصبح منهجا للتقليد , وليس هناك جيل يملك مالا يملكه الجيل اللاحق له , الاجيال متكا فئة وتتفاضل بعطائها واسهامها فى اغناء المعرفة من غير تلك القداسات التاريخية للاعلام وللافكار وتلك محنة المجتمعات عندما تتخلف  تستسلم   لما هي فيه وتخشى ان تتجاوزه او تخالفه وتجد فيه الكمال التى تبحث عنه , لاتبعية ولا وصاية ولا قداسة وكل شيء يخضع لمنهج نقدى لا يجامل فى بحثه عن الحق الذى هو مسؤولية كل جيل  ان يبحث بنفسه عن الحق الذي يترجح له انه الحق لا غياب للانسان  فالمكلف هم الاحياء وهم المخاطبون والمؤتمنون , ولا احد خارج الاسوار لكيلا تكون الفروع اصولا فيتفرغ لها من لا يحسن فهم الاصول ويبتدئ الانزلاق  نحو الجمود والتخلف  والانحراف , كل جيل يجب ان يترك بصمته وان يضيف شيئا عن عطائه  يعبر به عن عصره ومجتمعه , التغيير منج العقلاء لمواكبة حركة المجتمع , ويجب ان يبرز ذلك التطور من خلال ما يكتبه الانسان فى بدايته وما يكتبه فى نهايته , من لا يتجدد فكره نحو الاكمل فلا يمكن الثقة به ,  لان الحياة متجددة   لان الفكر يواكب  الزمن الذى يعيشه , الفكر الانسانى يتطور باستمران فى رحلة البحث عن الكمال , منعطفات الانحدار كثيرة وحتمية , ولكن المهم ان تستمر مسبرة التصحيح المتجدد , ان لم يكن نحو الافضل والاكمل فعلى الاقل الا يقع الانحدار وتلك محنة الثقافات والحضارات  , مازالت رحلة الحقوق الانسانية تتعثر بالرغم من كل شعارات الحرية والعدالة والكرامة , مواجهة الجهل والظلم والفساد والطغيان مهمة شاقة , وتحتاج الى تضحيات كبيرة , اذا لم يقع الاهتمام بتكوين ذلك الانسان  تربية وتكوينا عن طريق اصلاح النظم والقيم والقوانين فالمسيرة متعثرة , لا بد من اصلاح المفاهيم لكي تعبر عن المقاصد  التى ارادها الله تعالى كاداة لتحرير الانسان والشعور بكامل انسانيته ..

 

 

 

  •  

 

( الزيارات : 542 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *