التربية الروحية وتغذية قيم الخير

كلمة اليوم
غاية التربية الروحية تغذية قيم الخير فى قلب الانسان لكي يكون اقل انانية وقسوة واكثر رحمة بالاخرين وبخاصة الصعفاء والايتام والعجزة والاطفال , فمن تغذت شجرة الخير فى نفسه نمت وكبرت وامتدت اغصانها الى كافة قواه البدنية وتحكمت فى قراراته واختياراته ..
عندما خلق الله الانسان اوجد فيه نواة الخير وهي كامنة فى فطرته الاصلية الا ان تلك النواة لا يمكنها ان تنبت وتخرج من باطن الارض الا اذا سقيت بالماء العذب وتمت رعايتها وحمايتها من موجات البرد القاتلة ولفحات الشمس المحرقة , شان تلك النبتة كباقى النبات يحتاج الى رعاية دائمة وتنمية وسقاية ..
لا شيء يضعف تلك النبتة الفطرية الاصيلة فى كيان الانسان كالاهمال الذى يصرف الاهتمام عن تلك النبتة ويتركها فى ارض جرداء قاحلة لا تنبت فيها اية زهور ولا تكبر فيها اغصان الشجر ..
امران يدفعان تلك النبتة الفطرية للذبول والضمور :
الاول :الجهل باهمية الحفاظ على صفاء الفطرة وطهارة القلب من كل الاوساح وازالة الركام امام النفس لكيلا تنشغل بالركام عن متابعة الطريق المعبد لكل السائرين الى غاياتهم المرجوة..احذروا الجهل باهداف الدين فالدين له غايات ومقاصد اذا انتفت اهدافة ووقع تجاهل مقاصده فلا دين بغير كرامة الانسان..
الثانى:الظلم ولا شيء كالظلم يطفئ كل الانوار المضيئة فى القلوب ويجعل تلك القلوب معتمة مظلمة قاسية قلما تستجيب لمشاعر الرحمة او تشعر بتانيب الضمير, فلا شيء فى تلك القلوب القاسية سوى الصمت والموت فلا تتحرك ولا تنفعل امام ماسى الانسان ومعاناته والامه..
ما اقسى قسوة الانسان وهو لا يشعر بالرحمة ولا يستجيب لنداء اخيه الانسان ,واحيانا قد تدفعه قسوته للاساءة الى الاخرين والعدوان عليهم.. ..
غاية الدين ان ينمى تلك الفطرة الصافية لكي تدفع الانسان للاعمال الصالحة التى تنفع الانسان وتخفف من الامه وتجعله موطنا لرحمة الله التى تتجاوز قساة القلوب من رموز الشر واعداء الانسان وتتخطاهم وتتجاهل امرهم ..
ما اروع الانسان وهو يترصد رحمة الله بنقاء سريرته وصفاء قلبه وينتظر سحائب الرحمة تسقى ارضه العطشى وتروى حبات القمح التى ما زالت تنتظر هطول الامطار لكي تخرج من مخبئها وتستقبل دفء الشمس وضوء القمر..

( الزيارات : 952 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *