التصور الدينى اكثر قناعة وكمالا ..

كلمات مضيئة..التصور الدينى اكثر قناعة وكمالا
كنت كثير التامل فى عظمة الكون وحكمة الله فى الخلق , عندما اتامل ازداد ايمانا ويقينا بان الله تعالى ابدع الكون وتجلت قدرته فى حكمته , ذلك التأمل يقودنا الى الايمان , لا شيء مما كان يمكن ان يكون عبثا , معظم من قرات لهم من العلماء والمفكرين والفلاسفة القدماء والمحدثين توصلوا الى الايمان بالله وان اختلفت مفاهيمهم فى الكيفية , قلة منهم اعتبروا ان الطبيعة من خلال قوانيها السببية تتحكم فى ذلك الكون وعندما نكتشف فى تلك القوانين من خلال العلم والتجربة فمن اليسير ان نفعم اسرار الكون , ومن امنوا بالله وانه يمثل الكمال المطلق والخير المطلق اختلفوا فى كيفية العلاقة بين الله والكون , وناقشوا قضية قدم الكون وقوانين الطبيعة والسببية التى تفسر ما يجرى فيه من احداث ومتغيرات , الله تعالى هو نور السموات والارض ولكن الكيفية ليست واضحة , الايمان الدينى يقدم صورة اكثر وضوحا وقبولا من خلال النصوص المقدسة , ولم يستطع العلم التجريبى ان يقدم صورة افضل واكمل من التصور الدينى عن الكون والخلق والانسان , ولذلك تعددت الاراء فى مفهوم الله , كل العقول الانسانية لا يمكنها ان تتوصل بجهدها وادراكها للمعنى المراد , كنت اجد فى النص القرأنى تصورا اكثر رقيا وفهما وتعبيرا عن الحق , وكنت اجد فى اقوال الفلاسفة تناقضات ومتاهات وتأويلات متكلفة , ولهذا كثرت التأويلات والاراء وتباعدت , كنت افهم من النص القرآنى ما هو اكثر قابلية للفهم , الايمان بالله يدرك بالفطرة الانسانية , قوانين الطبيعة مؤشر على عظمة التدبير وحكمته لكي يستقيم معنى التكليف والمسؤولية , من اليسير ان نفهم معنى الماهية وهي الاجسام المدركة بالعقل والحواس الظاهرة وان نفهم الصورة الناتجة عنها وهي الاشياء والاجسام , وهناك الغايات المرجوة , وعندما يكون الانسان هو الصورة الظاهرة والمدركة بالعقول فان ما يريده الله هو الغاية المرجوة وهي العبودية لله والقيام باداء كل الحقوق التى تحقق الكمال وتقود الى الله , ليس المهم ان تتعدد الطرق وتختلف المناهج , ولكن المهم ان يصل الانسان الى الله , وغاية المعرفة ان تقودك الى الله , لعل الامام الغزالى كان على حق عندما اراد ان يجعل القلب هو موطن الفهم والمعرفة , والقلب تتجلى فيه الحقائق المعرفية عن طريق الصفاء الداخلى والطهارة القلبية وهي معرفة يقينية لانها لا تتناقض فالحق لا يناقض الحق وان تعددت الطرق اليه , الانسان فى نظر الاسلام هو اسمى ما فى الكون وهو المكلف والمؤتمن على الحياة , وعندما يخاطب فهو فى موطن التكريم , التفسير الدينى هو التفسير المتكامل الذى لا ترفضه العقول ولا تجد فيه تلك التناقضات , العلم اذا استقام اهله فلا بد الا ان يقود الى الحق , ولا نجد فى تاريخ الاسلام ذلك التنافر والتنابذ الذى وقع فى اروربا بين الدين والعلم , لان التكليف يعتمد على الاهلية العقلية والثقة بجهد العقول فى فهم النصوص الدينية .
( الزيارات : 622 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *