التعدد ظاهرة حضارية

كلمة اليوم
الاسلام واحد وليس متعددا..التعدد يكون فى طريقة الفهم وهوتعدد ايجابي ومفيد ويعبر عن غنى الفكر وقدرات الانسان على التعايش فى ظل التنوع الثقافى والفكرى ..لا يمكن للتنوع ان يكون سيئا وضارا , ولا يمكن رفضه لان الانسان متعدد فى التكوين ومختلف فى القدرات الفكرية , وقابلياته للمتغيرات متعددة , وتراث الانسانية غنى بعطاء الانسان فى مجال المعرفة لاكتشاف الجديد من ابداع الحياة وقدرات الانسان ..
التنوع حتمي ما دامت مكونات الانسان الفطرية والتربوية والعقلية ليست متماثلة ولكنها لا يعنى ان تكون متناقضة او متنافرة او متصارعة فالحياة تتسع لكل ابداعات الانسان فى مختلف الاجيال للتعبير عن ذاتيته , ومن ضاق بالتعدد فهذا دليل الجهل فالتعدد ظاهرة انسانية , وهي التى تعطي للحياة جمالها ومتعتها وتدفع الانسان للتنافس الحميد فى سبيل اغناء التجربة الانسانية اولا والرقى بالمفاهيم الى الاكمل والافضل الذى يحقق طموح الانسان وينهض به ويعلمه كيف يحترم الانسان وكيف يتعايش معه فى ظل قيم حضارية للتعايش والتساكن , فالاخر حيث كان شريك لك فى الانسانية ويملك كل ما تملكه وليس من حقك ان تتعالى عليه او تنكر عليه بعض حقوقه التى اكرمه الله بها ..
لا وصاية للانسان على الانسان فى اي امر من اموره , ولا يمكن تجاوز او تجاهل اي حق من حقوق الاخرين , والله تعالى هو خالق الكون وهو رب العالمين وليس ربا لفئة من الناس حيث كانوا دون الاخرين ورحمة الله تتسع لكل عباده ورعايته عامة وشاملة , والمعيار الوحيد للتمايز والتفاضل هو العمل الصالح الذي يحبه الله ويرضاه من عباده ولا مكان لغير الصالحين عند الله الا اذا رجعوا الى الصواب واقلعوا عن سلوكيات الظلم والجور والعدوان على الاخرين .
.والكلمة الطيبة صدقة وهي اداة التواصل بين الانسان والانسان , لا احد يرفض الكلمة الطيبة الا اذا كان مريض القلب معتل المزاج , وهؤلاء المرضى يحتاجون الى مساعدتهم على التغلب على امراضهم الناتجة عن الغفلة عن الله والابتعاد عن الطريق الذى يقودهم اليه ..
لن ينهض الانسان الا اذا تربى على قيم الفضيلة فى السلوك وكان نقي النفس صالحا فى عملة يحب الخير لنفسه ولكل الاخرين , ويحترم حقوق كل الاخرين فى حياتهم وكرامتهم ودفاعهم عن وجودهم ..
هذه هي رسالة الدين فى الحياة ان يكون الانسان صالحا نقي الباطن صافي النفس يسعى لاعمال الخير ويجد سعادته فى اسعاد الاخرين فلا يمكن ان تكون سعيدا الا اذا منحت السعادة لمن حولك من اسرتك او من جوارك اوممن انت تتطلع للتعايش معهم و فالسعادة تتمثل فى قدرتك على اسعاد الاخرين لكي يسهم الاخرون فى اسعادك..

( الزيارات : 1٬208 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *