التفاصل لا بالقرار وانما بسداد القرار

كلمة اليوم
كل ما يملكه الانسان يملكه الاخر من الارادة والحواس والعقل والاختيار الا ان الناس يتفاضلون بشيء قد لا تدركه الحواس , ولكنها ترى اثره فى حياة الانسان وبه يتميز الانسان عن الاخر ..
كل الناس يملكون القدرة على الاختيار والتمييز بين الاشياء المدركة بالعقول , الا ان حجم ذلك التمييز ليس واحدا ولا يخضع لمعيار مادي واضح , لا احد لا يملك القدرة على القرار فيما يهمه ويخصه , الا ان الناس ليسوا سواء فى حسن القرار وسداد القرار , فهناك من يملك العلم والثقافة والذكاء ولكنه لا يحسن القرار, وهناك من يحسن القرار ولا يملك اية مقومات من العلم والثقافة , وسداد القرار يخضع لموازين غير مدركة من حسن الفهم وادراك ما هو ممكن او غير ممكن , ولا بد لسداد القرار من فهم ونضج وقدرة على التوقع والتحليل الدقيق لما يمكن ان يكون او لا يكون ..لا يمكن لشيء من القرارات الكبيرة ان تكون مرتجلة او معبرة عن انفعال , ولا يمكن للصدفة ان تكون معيارا للقرارات الكبيرة فالصدفة قد تاتيك من غير توقع منك فقد ترفعك وقد تسقطك, ولكن العقلا ء يحسنون الفهم ولا يعتمدون على الصدفة وحدها , والقرار الصائب لا يملكه الا القليل من الناس , فى التجارة وفى السياسة وفى الحروب وفى السلام وفى الزواج وفى الصداقة وفى كل نشاط الانسان ..قد يخطئ الانسان فى قرار من القرارات ويصيب فى قرار اخر , ولكنه لا يمكن ان يخطئ فى معظم قراراته , هذا دليل سذاجة وتسرع وانعدام بصيرة , ومن اخطأ فى قرار فلا بد الا ان يدفع الثمن عن اي قرار خاطئ عاجلا او آجلا .. المهم فى قرارات الانسان ان يكون السداد اكثر من الخطأ , وان يكون التوقع اكثر صدقا وفهما ومعتمدا على مؤشرات منطقية , ولا عذر لمن اخطأ فى قراراته التى تتعلق بها حياته او مصيره فيكون الثمن غاليا عليه ومكلفا..
ومن خلف الستارة يطل علينا سرخفي عجيب لا يراه معظم الناس , يتراءى من بعيد ضاحكا من سذاجة ذكاء الانسان , مذكرا له بان ما يريده الله سيكون وما هو مقدر على الانسان فى الازل لا بد الا ان يكون , ومهما كانت الهمم عالية والعقول متميزة فلا يمكن لسوابق الهمم وعبقرية العقول ان تخرق اسوار الاقدار ..

( الزيارات : 1٬266 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *