التكافل لاجل تحقيق العدالة

كلمات مضيئة.. التكافل لاجل تحقيق العدالة

 ثلاث كلمات تتردد في ذهني باستمرار بطريقة تصاعدية ، من الادني الي الاعلي ، ومن النقص الي الكمال ، ومن الغريزية الي العقلانية ، ومن المادية الي الروحية , ومن الانانية الفردية الي الجماعية التكافلية التي تعبر عن الحياة. الانسانية في اسمي ملامحها الراقية المعبرة عن معني الاستخلاف في الارض وتكريم الانسان ، ولا انسانية. خارج تلك الخصوصية المقرونة بالرحمة والمحبة والشعور بالوحدة الانسانية ، تلك الكلمات هي الظلم والعدالة والتكافل ، الظلم ادني مرتبة في الوجود ويعبر عن البهيمية المطلقة بكل ما يتوقع منها من انانية ووحشية واطماع وعدوان ، تلك هي مرحلة تاريخية في حياة البشرية عندما كان الجهل والظلام والطغيان وشريعة الغاب التي تكرس قوة الاقوياء ومذلة المستضعفين ، وكانت الاديان السماوية هي النداء الاول الذي يعبر عن ذلك الافق الانساني الاول الذي يمبز الانسان من خلال الدعوة الي الايمان بالله والكفر بالطاغوت والتطلع للعدالة والتصدي للظلم والعدوان بكل صوره ، تلك هي صيحة النور الاولي  المعبرة عن الانسانية. ذات الحصائص المتميزة ، وكانت رسالة الاديان هي تحرير ذلك الانسان من ذلك الجهل الناتج عن طغيان القوي علي الضعيف واستعباده الي مرحلة الانسانية المخاطبة والمكلفة والمؤتمنة. علي الحياة ، وأول خطوة في ذلك هو الايمان بالله والكفر بالطاغوت الذي يمثل القوة المتحكمة التى تمثل الشر الذى يهدد الانسان  ، وأول خطوة. يدعيعا رموز الشر فى مجال الحكم  لتبرير الطغيان هي ادعاء التفويض الالهي لرموز‏ ذلك  الطغيان في الارض لتبريره باسم الدين تحت شعار الطاعة المطلقة. للحاكم الذي يعتبر نفسه هو  ظل الله في الارض وان الله قد اختاره  لكي يكون مؤتمنا على العباد , وقد انتهى ذلك ولم يعد قائما وتراجع دور الكنيسة التى كانت ترى ذلك  وتحمىه  , ، ثم بدأت رحلة النور من الكفر الي الايمان ومن الظلم الي العدالة في الحقوق الاسياسية كثمرة حتمية لفكرة الايمان بالله والعبدية المطلقة له وعدم الشرك به فيما اختص بامره من امر عباده  ، الرحلة من الظلم الي العدالة التى انطلقت من الدين كانت  ضرورية  وحتمية  لاجل الكرامة الانسانية ، لا انسانية خارج العدالة في الحقوق الاساسية ، تلك هي مهمة الشرائع الالهية ، وتلك هي رسالة الاسلام الايمانية والاصلاحية التى تضمنتها اصول الشريعة كما جاءت من عند الله  وهي  التي تجمعها كلمة العمل الصالح الذي يحبه الله وبه يكون التفاضل ،. الايمان بالله عندما يتمكن من صاحبه يقود الي العمل الصالح فى الافكار والسلوك ، لان المؤمن يري الله في أعماله ويسعي لما يرضيه فلا يتصور الظلم منً مؤمن ولو تمكن من  القيام به  ، العدالة هي الافق الحقوقي الاول فى رسالة الاسلام ، ومعايير العدالة تتجدد باستمرار متجهة من النقص الي الكمال ، وهناك الافق الثالث للإنسانية هي الشعور بالتكافل الانساني. لاجل الحياة في كل اسباب الحياة الضرورية ، التكافل. له بداية وهو الشعور بالمسؤولية الجماعية ووحدة المصير الانساني من خلال ذلك الشعور بالتراحم الفطري الذي ينميه الدين وتعمقه التربية الروحية عن طريق مجاهدة القوة الغريزية الشهوانية التي تنمي الاطماع والقوة الغريزية الغضبية التي تنمي الاحقاد ، وكل منهما تشجع العدوان. علي الاخرين في حقوقهم فيكون بذلك التجاوز والظلم والأنانية والاستبداد والاستئثار والاغتصاب والاحتكار ، وكل هذا من الفساد في الارض ، لا عدالة مع انتفاء الرحمة بالمستضعفين ، ولا تتحقق العدالة الا بكمالها لكل عباد الله.، الجوع ليس عدالة  ولا يمكن تبريره لان الله ضمن لكل عباده ارزاقهم  وجميع حقوقهم التى ارتبطت الحياة بها ، ولا يمكن تبرير الفقر الناتج عن الضعف والعجز  باسم العدالة تحت شعار الحرية الفردية , الحياة حق بكل اسبابها حق لكل عباد الله ،وما هو مسخر لكل العباد من كنوز الطبيعة فلا ينفرد به احد دون الاخرين , لا احد يملك اكثر من قيمة جهده العادل , وما زاد عن ذلك فهو من الفساد الذى لا شرعية له , لانتفاء صفة الحق فيه ,  الحرية المحمية بالقوة ليست حرية والشرعية التي يفرضها القانون عن طريق القوة لا شرعية لها الا اذا كانت عادلة ومبررة  ، فلا عدالة مع انتفاء اسباب العدالة فى أي حق من الحقوق ، وهنا نجد أنفسنا امام العدالة بمفهومها التكافلي الذى هو ضرورة انسانبة لاجل الحياة ، وليس بفرديتها الانانية ، التكافل مسؤولية انسانية لاجل الدفاع عن الحياة ، ولا اجد العدالة خارج التكافل في كل الحقوق لاجل استمرار الحياة ، الاسرة الكونية واحدة متكافلة. متناصرة ، والأخطار التي تهدد الحياة واحدة ، واشدها فتكًا وتخريبا هي الانانية الفردية التي تعمق الطبقية الاجتماعية بين الشعوب والدول ، التكافل منهج اخلاقي وشرعي لاجل الدفاع عن الحياة ، في ظل التكافل لامبرر للحروب ولا لتلك المنافسات علي المكاسب. والتجارات والثروات والمصالح ، تلك محنة الحرية والأنانية ، الكل يجب ان يتحمل مسؤولية الحفاظ علي الحياة ، القوي يحمل الضعيف والغني يتكفل بالفقير والكبير يرعي الصغير ، وتكون الاموال في خدمةً. مجتمعها ، ولا انفراد الا بقيمة الجهد العادل ، ومالا جهد فيه فهو حق لكل مجتمعه لتحقيق التكافل ، ويجب ان تكون الثروات موزعة بعدالة لا ظلم فيها لمستضعف ، لا عدالة الا فى الاجور الا بكمال الكفاية. ، وهذا هو معني التكافل ، وتلك هي. رسالة الاسلام الحقيقية في نصوصه الالهية وفي تطبيقاتها في عصر النبوة ، مجتمع عصر النبوة  لا طبقية فيه ولا احتكارات ولاقبليات ولا احتكارات ولا ربويات ، لا احد خارج الرعاية والكفاية كمنهج. اجتماعي لاجل استمرار الحياة ، التكافل هو اعلي درجة من العدالة وهو درجة اخلاقية تسمي الاحسان. ،الذى امر الله به  في كتابه الكريم وهو ميل العدالة نحو مزيد من الرحمة بكل المستضعفين في الارض ، لا عدالة مع انتفاء الرحمة فيها. ، التكافل لاجل الحياة مسؤولية انسانية ، كل تربية فردية لا تعمق القيم الروحية ومشاعر الرحمة في القلوب تنمي الانانية والقسوة ، ما كان ضروريا للحياة فهو حق انساني مصدره الدين ، وهذا هو معني التكافل لاجل الحياة ، ليس من الدين ولا مما يقره الاسلام ان تكون الثروات بيد البعض يعبثون بها  ويقرضونها  بالربا ويغتصبون بذلك قيمة جهد المستضعفين في الارض , ويكون الفقر والجوع عدلًا في الحقوق وقدرًا يجب الصبر عليه والرضا به. اما الاموال العامة فهي ملك مجتمعها وتوزع بعدالة ولا تكون بيد السفهاء الذين يعبثون بها ، صورة الاسلام في نظر المجتمعات الاسلامية ليست هي الاسلام الحق ، انه اسلام التاريخ كما اراده طغاة الارض في كل عصر ومجتمع ان يكون ، وكما أقرهم عليه فقهاء المصالح والتبرير ، خوفا او طمعا ، وهو اسلام بلا نور من الله تتحقق به الهداية ويقاوم به الظلم كما كان في عصر النبوة من التوزيع العادل للثروات ،نحتاج الى  كسب بغير ربويات , وتجارة بغير احتكارات , وتكافل في كل الضروريات و وتحريم لاكتناز الاموال , ليس مشروعا أي كسب هو ثمرة لاستغلال ضعف الضعفاء في المبايعات والعقود والاتفاقات ، ذلك هو الاسلام الحق كما جاء من عند الله وكما نجد ملامحه في كلام الله وسنة رسول الله ، الاسرة الكونية واحدة ومؤتمنة علي امرين : العدالة في الحقوق اولا , والتكافل لاجل الحياة ثانيا ، أزمة كورونا خاطبت العالم كله وأشعرته بمسؤوليته عنً حماية الحياة عن طريق توجيه الأهتمام للانسان وتحصينه. من الاخطار التي تهدده , واهمها الأمراض والأوبئة ونقص الأغذية والحروب. والطبقيات والاستبداد. ، ذلك ما يجب توجيه الاهتمام اليه ، ما قيمة كل ما يملكه الانسان من الثروات اذا لم تمنعه من الخوف. الذي يسببه الوباء ، لا بد من نظام جديد للحقوق تحترم فيه الحياة ، ويحاصر الشر وتقاوم رموزه ، وتكون العدالة. حقيقية لتمكين كل المظلومين من اسباب الحياة ..

( الزيارات : 494 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *