كورونا ليست النهاية

كلمات مضيئة ..كورونا  ليست النهاية
كنت كثير التأمل في ظاهرةً وباء كورونا الذي ما زالت الاسرة الكونية بكل من فيها تعاني منها في كل مكان ولو كان بعيدا ونائيا  في الجزر البعيدة وفي قمم الجبال ، وأقسى اثاره  في العواصم الشامخة التي كانت ناطحات السحاب فيها تتحدي العالم بشموخ وغرور ، ما اضعف ذلك الانسان واقل حيلته وهو يقف عاجزًا امام ذلك الفيروس الصغير الذي اخاف الجميع وأسقط كبرياء الطغاة وهم يقضون فترة الحجر الصحي في بيوتهم المغلقة لا يخرجون منها الا بإذن مسبق من ذلك الخطر الذى يترصدهم عندما يخرجون من منازلهم المغلقة  ، كنت أجد في ذلك الوباء رسالة ربانية موقظة ومحذرة. من ذلك العبث في الحياة التي ارادها الله لكل عباده لكي يتنافسوا. فيها ويتكافلوا للدفاع عنها وتمكين الكل من اسبابها  التى ضمنها الله لكل عبده ولو كان عاجزًا وفقيرًا ومستضعفا. ، لا أحد من عباد الله خارج رعايته ورحمته ولو كان عاصيا وغافلا ، لقد أوقفت كورونا. الوباء. كورونا الشر والعدوان التي كادت ان تهدد الحياة بحرب لا هوادة فيها يشعل فتيلتها الطغاة وهو يضمنون لانفسهم ان تكون حصونهم مانعة وجيوشهم مرعبة ، وكانت قادمة بسبب حمق القادة الكبار ممن يملكون السلطة والمال والجيوش والسلاح ، كم هو جاهل ذلك الانسان وهو يفخر بانتاج. السلاح والاتجار به والتخويف منه والعدوان علي الاخرين به، , لآجل ماذا هذا الصراع وتلك المواجهات بين الافراد والشعوب والدول ، الشعوب المستضعفة هي الضحايا فقرًا وإذلالًا ، ما ينفق علي الجيوش والحروب اكثر مما ينفق علي الغذاء والعلا ج والتعليم. ،الموت قادم لا محالة فلا تستعجلوه ,  الا يمكن ان تعيش الانسانية في ظل السلام القائم علي العدل والشعور بالتكافل الانساني ، اليس هذا هو معني الاستخلاف في الارض. وان تكون الاسرة الكونية مؤتمنة علي الحياة ، اليست هذه هي رسالة الاديان ، اليس هذا هو الاسلام الحق الذي جاء به الرسول الكريم من عند الله مبشرًا ومعلمًا ومبلغا ومبينا وهاديًا ، كم تحتا ج الانسانية الي تلك النظرة الايمانية الجامعة لما تفرق من الانتماءات. في ظل رؤية للحياة ايمانية العقيدة روحية المشاعر تكافلية. لأجل الدفاع عن الحياة في ظل توزيع عادل للحقوق تحترم فيه الفضيلة وتراعي فيها مطالب الحياة لكل العباد مما سخره الله لهم في البر والبحررزقا لهم فاستبد به البعض ظلما وانفرد به البعض اكتنازا لما ارتبطت الحياة به  ، اليست هذه هي رسالة الدين التي جاء بها الرسول الكريم ،اسلام بلا قبلية ولا طبقية ولا عنصرية ولا اطماع ولا احقاد ، تلك هي ثقافة الاسلام التي يجب ان تعمق فى الانسان وان تكون منهجا للتربية والتكوين  ، كورونا كانت رسالة موقظة. لاجل التغيير نحو الاكمل الذي يحبه الله من عباده ، ذلك التعصب الجاهل القومي والطائفي. وتلك الاحقاد التاريخية والبحث عن المصالح الدنيوية والمكاسب سيقود لا محالة الى ذلك النفق المظلم الذي يهدد الحياة بالفناء ، العلم لأجل الحياة ، وليس لاجل اكتشاف ما يهدد الحياة من الاوبئة والأسلحة ، العدالة لآجل توزيع الحقوق وليس لآجل ترسيخ الظلم فيها وتمكين الاقوياء من الضعفاء باسم العدالة والقانون. والقضاء ، كورونا رسالة اولي ، وسوف تتبعها رسالات اخري لا شفاعة فيها لظالم تحدى الله فى ظلم عباده ، لأجل التصحيح والتغيير نحو الكمال الذي يليق بالانسان كمؤتمن علي الحياة ، لقد وصل النظام العالمي الي نهايته الحتمية وقاد الاسرة الكونية الي ذلك التصور الجاهل للحياة وللعدالة والقانون ، الحياة لكل عباد الله ، ولا احد خارج الحياة. ، ويملك الصغير المستضعف ما يملكه الكبير المعتز بقوته من تلك الحياة ، الكل من ادم وآدم من التراب فلا تغتروا بالحياة ولا بما تملكون منها من السلطة والمال ، عندما تعبثون بالحياة بعقولكم وتسخرون ما اراده الله لكم لكي تعتدوا به وتطغوا في الارض فالله اكبر منكم ومن كل ماتملكون من سلطان ، لا إجد الدين خا رج رسالته الأيمانية بالله تعالي وخارج مقاصده في تحقيق العدالة في الحقوق بما يجعلها في خدمة الحياة وتسهم في رقيها ، لا حرية فردية خارج التعاقد التكافلي لآجل حماية الحياة بكل اسبابها ، كل جيل مؤتمن علي عصره ان يحافظ عليه بما يراه حقا وعدلا ، وان يضع النظم الاجتماعية التي يراها عادلة كما ارادها الله ، وان يجتهد فيما التبس عليه امره فيما يراه محققًا للمصالح المشروعة ، وكل طريق يسهم في تحقيق الخير فهو من العمل الصالح الذي يقود الي الله ، اما الشر الناتج عن الاطماع والاحقادفهو من الفساد في الارض ، ويجب التصدي له ، وهذا هو معني الجهاد في سبيل الله ، ولا جهاد في العدوان في اية صورة من صوره المتجددة ، المجتمعات الاسلامية مؤتمنة علي الاسلام ان تقدم نفسها من خلآل التصور الايماني الروحي التكافلي الاخلاقي كمنهج رباني للحياة ، انسانية مؤتمنة علي الحياة ، ولا يكفي ان تكون هناك مجتمعات تؤمن بالإسلام وتدعيه لنفسها وتتعصب له ، هذا لا يكفي ، بل يجب ان يكون هناك مجتمع يجسد ذلك الاسلام في حياته اليومية من خلآل معني التكافل الضروري في الحقوق والتوزيع العادل للثروات ‏ ومنع الطغيان فى السلطة والاستبداد في الحكم ، وذلك هو ما يجب العمل لأجله من خلآل التعريف بذلك الاسلام الذي هو رسالة من الله لكل عباده ، من حق كل جيل ان يفهم الاسلام لانه المخاطب به بنصوص صريحة هي كلام الله وبيان رسوله. المؤتمن علي بيان ما امره الله به ، ثم يكون الانسان هو المخاطب عن طريق عقله بفهم ما خوطب به من ربه. ، جهد الاجيال يعبر عن فهم تلك الاجبال لما خوطبت به ، لا قداسة لجهد العقول فيما ترجح لها انه الحق، ويستأبس بجهد السابقين ولا يقلدون فيما اجتهدوا فيه لانفسهم فالمخاطب مؤتمن بما خوطب به  ، لئلا يؤدي ذلك الي تعطيل العقل وهو المخاطب، الاجتهاد مسؤولية كل من كان قادرا عليه بحسب تخصصه ، الام مخاطبة ان تهتم باولا دها ، وهي المكلفة بهم وهي المؤتمنة عليهم ،وهي مكلفة  ان تجتهد فيما كان من امر تربيتهم , والطبيب مخاطب وعليه ان يكون أميناً فيما ائتمن عليه ، ان يجتهد فيما هو من اختصاصه ، لا يفرط ولا يتاجر ولا يقصر ، ولا يتجاوز اختصاصه، وكل مخاطب مكلف بما خوطب ب بان يجتهد فيه بما يراه الافضل والاكمل , تلك هي مسؤولية كل جيل ان يحمل الامانة التى امره الله بها فيما كان من امره , لا احد يحمل وزر احد فيما قصر فيه , والله يفصل بين عباده فيما اختلفوا فيه وهو ارحم الراحمين .

( الزيارات : 433 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *