الثقة بالعقل منهج للفهم

كلمات مضيئة.الثقة بالعقل منهج للفهم

عندما نستخدم عقولنا فى فهم معنى الدين ودلالة رسالته كمنهج هداية الهية ترتقى مفاهيمنا لدور الدين فى حياتنا ونحسن فهم احكامه ومقاصده , كان فهم السلف الصالح فى النصف الاول من القرن الاول الهجرى ارقى من فهم العصور التى ازدهرت فيه العلوم وعم التدوين وابتعدت العلوم عن حقيقة الدين,  واصبح العلم غاية لذاتها ومهنة يتبارى المتبارون فى الاستزادة منها , العلم كشجرة يراد منها الثمرة المرجوة منها والعلم يراد به ثمرته من المعرفة والسعة وحسن الفهم , غاية العلم ان يحسن المخاطب فهم ماكلف به  , وان يكون الانسان المكلف افضل عند الله بعمله الصالح الذى هو ثمرة لحسن فهمه لما خوطب به  , وان يكون اكثر انسانية ورحمة , وبفضل العلم الذى خاطب الله به الانسان  تكون هذه الفئة المؤمنة متميزة عن كل الاخرين فهما لمعنى الحياة ولما يريده الله من الانسان ان يكون عليه مؤتمنا على ما يريده الله منه لا يظلم ولا يعتدى ولايتجاوز حقا ولا يقسو على مستضعف او يتيم ويخفف من  معاناة كل ضعيف ومسكين او عاجز , لا احد افضل عند الله الا بعمله الصالح , كل الاسرة الكونية متكافلة متناصرة متعاونة , القوي يحمل الضعيف والغني يتكفل بالفقير , الحياة قصيرة وكل انسان ياتى الى الحياة ويخرج منها كما جاء لا يحمل معه شيئا , مطالب الخلق واحدة ولا احد يمكنه ان ياكل اكثر من الاخر ولا ان يدفع عن نفسه المرض ولا ان يخلد , فلما ذا التنافس يشتد وتكبر به المنازعات وتتضخم الاحقاد , مازاد عن الحاجة من الثروات هو مجرد ارقام وهمية يظن صاحبها انه يملكها وتكون مصدر شقاء له فى حياته , وتكبر بها الخلافات بين اصحابها , والمترفون الذيم تكبر ثرواتهم  لا يشعرون بلذة الحياة وهم يملكون كل اسبابها وقلما يجدون لذة الجهد والكسب ,  لانهم لا يجدون ما يفعلون وقلما ينهضون لاجل هدف وهم يجدون كل شيء ميسرا , الدين رسالة حياة لكي تكون الحياة به اكثر فهما واستقامة ويكون الانسان بفضله اكثر صلاحا  , عندما نفهم الدين بعقلانية راقية خالية من السذاجة  فى الفهم  نسعد به,  ويرتقى مجتمعنا بحسن فهمنا  الى الافضل , الايمان يمنح الحياة هدفا ويجعلها اكثر جمالا , ويدفع الانسان لكي يعمل ما يرضى الله تعالى , لولا الايمان لكانت الحياة مملة وعبثية , ما اقسى ان تكون رحلة الحياة بلاهدف ولا غاية , الايمان يعطيك تفسيرا للحياة وتبريرا , والعبادة تشعرك بلذة التواصل مع الله فى كل يوم , انت تفعل لاجل هدف انت تؤمن به , انت جزء من هذا الوجود وتملك منه ماتحتاج اليه ولا سلطان لك عليه , فلا تكن وصيا على ما تدركه من الكون , ماتحتاجه فانت تملك اداة فهمه وتسخيره وهو العقل , والعقل كالنور الذى ينير لك دربك , ولكنه لا ينير لك كل الكون , فالكون اوسع من قدرات العقول  , العقل اداة الفهم فلا تعطله , لست مكلفا بمالا تقدر عليه , امر الغيب ليس من اختصاصك , آمن به ولا تخض بمالا علم لك به ,  العقول ليست واحدة وهي متفاوتة تكبر وتتسع واحيانا تصغر وتضيق , هذه هي طاقتك ولست مكلفا باكثر منها , الايمان والعبادة والعمل الصالح هي ثوابت الدين , وما عداها من امر الحياة والمصالح  المتجددة فانت مكلف   ان تفكر فيه وتختار ماترى فيه مصلحتك , ماكان من المطالب المشروعة فهو من المصالح المشروعة , وكل ما ارتبطت الحياة به وكان مفيدا  لحياة الانسان فهو مشروع ,وماكان من الظلم والعدوان فالدين يحرمه  , والدين لا يمنعك مماترى فيه مصلحتك ابدا , ان وجدت تعارضا بين الدين والحياة فاعد النظر فيما انت فيه من الموازين , مهمة الدين ان يعبد الطريق وينيره , اذا تاكدت المصلحة ولم يكن فيها اي تجاوز فهي مشروعة وتحترم , الانسان مؤتمن على مصالحه , واداته لادراك ذلك هو العقل  , مالا دليل على تحريمه بنص صريح  الثبوت والدلالة فالاصل فيه الاباحة واحترام المصلحة  , موضوع العبادة يؤخذ فيه بالدليل ولا يثبت اي حكم  الا بالدليل , اما المصالح فالاصل فيها ان تحترم ولو كانت فردية الا ان يثبت الدليل المانع لها والمحرم , الانسان مخاطب وعليه ان يفهم ما خوطب به , وان يفهم المقاصد , من ضيق الخناق على نفسه فهذا خياره , اهل العلم مؤتمنون على الحق فان ارادوا التقرب الى العامة بالتزمت فهم مسؤولون , العالم باحث عن الحق , الدعوة عندما تكون بيد غير اهل العلم  يسوء الفهم وينحدر , وهذه ظاهرة تعم فى المجتمعات التى يكثر الجهل فيها , الدعوة ليست مهنة وانماهي رسالة , وتحتاج لاهل التقوى والاستقامة وهم قلة , استخدم عقلك فهو المشعل الذي ينير طريقك ولا تعطله ابدا , انه معك باستمرار , ان عطلته فقد ضللت لا محالة , لا احد يهتدى الى طريقه فى الظلام , انت مخاطب واداة فهم الخطاب هو عقلك , اذا لم تكن عاقلا فلست مكلفا , لاتعطل عقلك ولاتقلد غيرك فيما انت قادر عليه , استفسر واستشر وما يترجح لك انه الحق فخذ به , ومالاترى فيه الهداية والطمانينة  فدعه , من اشعل المصباح فلا يمكنه ان يضل او يتعثر , عقلك هو اداتك التى اكرمك الله بها وجعلك بها مهتديا , ما لا تراه صدقا وحقا فلا تاخذبه , لاتخف اذا اخطات فانت باحث عن الحق , وهذا يجعلك فى امان من الضلال .ز  

( الزيارات : 717 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *