الثوابت والمتغيرات

لا توسّعوا دائرة الثوابت لئلا يضيق الأمر عليكم ، فما تُرِك أمره للنّاس ولما يحقق مصالحهم فهم يختارون لأنفسهم ما هو أنفع لهم ، ودائرة المتغيرات كبيرة ، فخذوا بما ترونه الأصلح لكم ، فالمصالح الاجتماعية مرعيّة ، وتحقيقها هدف الشريعة وغايتها ، وهذا من أهمّ مقاصدها فلا تغفلوا أمر المقاصد ، وكلّ حكمٍ أُقِرَّ لتحقيق هدف اجتماعي يخدم الإنسان ويوفّر له أسباب الحريّة والكرامة ، فلا يمكن أن يؤدي أيُّ حكم إلى ضررٍ بالفرد أو بالمجتمع ، أو يؤدي إلى ظلم أو تجاهل لحقّ مشروع ، فما أدى إلى ظلمٍ فليس من الإسلام …

اجتهدوا في قضاياكم ، واختاروا ما ينفعكم ، وما تُرِك أمره لكم فلا تترددوا في اختيار الأصلح ، ولا تخافوا من الاجتهاد ، وثقوا بقدرة العقل على الفهم والاختيار ، ولا يُحتَج بالإسلام لإقرار ظلمٍ أو طغيانٍ أو لتبرير سلوكيّاتٍ خاطئةٍ ، أو لترسيخ قيمٍ فاسدةٍ ، فالإسلام جاء لتحرير الإنسان من العبوديّة والظلم والمعتقدات الفاسدة ، وما كان مخالفاً لمصلحة الأمة , متجاهلاً حريّتها فليس من الإسلام ، ولابدّ من تحرير المفاهيم الإسلامية من مخلّفات عصور التخلّف ، وأهمّها وأخطرها استغلال الدين لتبرير المظالم الاجتماعية ، ودعم الحكام الذين لا يحترمون حقوق الإنسان.

( الزيارات : 1٬520 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *