لثورة : التزام واخلاق
……………………………………..
ليست الثورةً ان تستبدل ظالما بظالم ومستبدا بمستبد وفاسدا بفاسد ، هذه ليست ثورة ، وانما هي حركة تحركها دوافع الطمع والتطلع نحو السلطة باية وسيلة , وهي تؤدى الى الفوضى التي تشجع العدوان وتفسد الحياة وتهدد الابرياء وتهدم العمران ، الثورة جهد عاقل ومنظم ويهدف الى مقاومة الظلم والاستبداد والفساد ، الثورة التزام اخلاقي واجتماعي بالانتقال الى الافضل والاعدل الذي يحقق السلام الاجتماغي ، من اراد الثورة مطية للحكم فلا شرعية لثورته , ولا لسلطةً بلا تفويض ولا لواقع سياسي يشجع على الفوضي التى تسبب معاناة الابرياء لتحقيق طموحات الطامحين وعبث العابثين ، من حق المظلوم في كل مجتمع ان يقاوم ظالمه بشرط الا يؤدي ذلك الى ظلم الابرياء وتعريض حياتهم للخطر ، الابرياء امانة في عنق مجتمعهم ، ومن ارادهم وقودا لتحقيق طموحاته فقد غرر بهم وظلمهم , وهو مسؤول امام الله عما اصابهم من الاخطار والمعاناة ، الابرياء ليسوا وقودا في الىغالبات على الحكم والسلطة ، حرروا الابرياء من الوصاية عليهم ، لاتسخروهم لخدمة اهداف لا تعنيهم فيما كان من امرهم ، الشعوب المغلوبة على امرها لا يعنيها من يحكمها من الطامحين والطامعين في الحكم ، انها تريد العدالة والكراً مة , وان تحترم مصالحها وتحترم ارادتها فيما تختاره , وهذا حق مشروع لكل شعب ومجتمع ، لا للطغيان ولا لانظمة الاستبداد ورموز الفساد في اي نظام سياسي ، ولا للقوانين الجائرة التي ترسخ الطبقية الاجتماعية وتتجاهل مطالب الانسان فيما كان ضروريا لحياته ، واخطر ما يهدد حياة المجتمعات ان يستغل اسم الدين كمطية في تلك المغالبات على الحكم ، الدين رسالة هداية ايمانية وعدالة اجتماعية واستقامة سلوكية ، وليس مطية لاي احد ، ولا يجوز ان يكون مطية لاي احد من الطامحين ، هذه هي مسؤولية كل جيل ان يحرر المفاهيم الاسلامية من الجهل والتخلف لكي تفهم رسالة الدين كما ارادها الله بروحية الرسالة الايمانية الداعية للخير والمحبة والفضيلة والسلام ..
…………………
اترك تعليقاً