الدعوة واهمية منهج الاصلاح

لدعوة واهمية منهج الاصلاح

………………………………………..

الدعوةً الدينية يمكن ان نكون مجرد دعوة ايمانيةً ، وتظل محدودة التأثير في مجتمع ضيق , وقلما تكبر وتتسع الا اذا اتسعت افاقها واهتمت بقضايا الانسان ومطالبه الضرورية ، ولكي تنمو وتكبر فلا بدلها من مشروع اصلاحي مقنع يخاطب المجتمع بما يحتاجه وبما ينهض به ويحد فيه ما يمنحه الامل ، واهم مطالب الاصلاح ما يلي :

اولا : تحقيق العدالة في الحقوق بالكيفية التي يحتاجها المجتمع ، وهذا هو الركن الاهم الذي يضمن نجاح الدعوة ، وطريق العدالة هو مقاومةً رموز الطغيان الذين يضيق كل مجتمع بهم ، كل مجتمع يضيق بمن يطغى ويظلم ، ويتعاطف مع من يرفع شعار مقاومة هذا الطغيان بكل مظاهره ، ومن طبيعة الانسان انه يبحث عن مصالحه ، واهم هذه المصالح التخلص من رموز الطغيان الذين يستفزون المشاعر بتجاوزاتهم في الحقوق وعدوانهم على المستضعفين ،

ثانيا : الاستقامة التي تمكن لهذه الدعوة في القلوب وترسخ مكانتها من خلال استقامة رموزها واخلاصهم ، رموز الدعوة هم مرآة صادقة وناطقة وتعير عن اهداف تلك الدعوة ، واهم صفة فيهم الزهد فيما يطمع فيه غيرهم من امور الدنيا ، الطامعون في الدنيا وبخاصة في الحكم يسعون للوصول اليه بكل طريقة ,  وقلما يصلون الى ما يريدون لان القلوب تعرض عنهم ، ولا بد من وجود اهداف جامعة للقلوب ومقنعة ، وعندما تصبح الدعوة الدينية مطية للدنيا تفقد مكانتها وتتفكك من الداخل بسبب التنافس على المكاسب ، ويكون البأس فيما بينهم شديدا..

 ثالثا : اعتماد الدعوة على عصبية جامعة وقاعدة ثابتة من المصالح المشتركة سواء كانت قومية او مذهبية او قبلية او جهوية توحد ما تفرق وتحرك المشاعر ، وًالعصبية ضرورية في المغالبات الدنيوية لكي تضمن التماسك في البداية ، واهم ما يشعر العصبيات المفككة باهمية التلاحم والتماسك الشعور بالخوف من الخطر المحدق بهم الذي يهدد وجودهم ، والعصبيات التي تجمعها المكاسب الدنيوية تتفكك بسرعة بسبب التغالب على تلك المكاسب المغرية والرغبة فى الانفراد بها  دون الاخرين ،

رابعا : الاستعداد للتضحية في المواقف والمواجهات ، وهذا امريحتاج الى ايمان بالقضية التي يعملون لها ، طموحات المترفين المتكئين على الارائكً قلما تنبت زرعا او تخرج زهورا ، ولا ربيع لها ولو حلموا به او توهموه قريبا ، ما اكثر احلام المترفين وهم يرقبون فجرا ليسوا بالغيه ولو انتظروه طويلا ، صعود الجبال يحتاج الى من يملك العزم والارادة وألا يضيق بالتضحية ولو كانت ثقيلة عليه ومكلفة ،

خامسا : من ليست له قضية يؤمن بها تقلقه كل ليلة وتنهضه كل صباح فلن يصل الى ما يحلم به ، من تحكمت فيهم شهواتهم وكانوا يبحثون عن ملذات الدنيا وانشغلوا بها فقلما تكون لهم قضية يدافعون عنها ، بناة الحياة ودعاة الحرية لا يضعفون ولا يستسلمون ، وقلما تغريهم مباهج الدنيا ولو احاطت بهم واغرتهم ، انهم في شغل عنها بما يفكرون فيه من الاهتمامات التي تزين لهم ما يفكرون فيه ..

أعلى النموذج

أسفل النموذج

…………………………

ا

( الزيارات : 208 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *