الحق فى الحياة

لحق فى الحياة

…………………………………….

ليس عدلا ان يفكر كل انسان في نفسه ويتجاهل وجود الآخربن وحقوقهم الانسانية ، انهم اخوة في الرحم الانساني ، وشركاء في هذه الحياة ، لقد خلق الله هذه الارض التي نعيش عليها لكي تكون مكانا للانسان لكي يعيش فيها ، وسخر الله ما فيها من الرزق لكل عباده ، لا يستبد بما فيها من الرزق احد ، ولا ينفرد بملكيتها تلك الثروات  انسان ، ولا يمنع اي احد مما تخرجه من ثمارها اليانعة ، لا احد مهما بلغت قوته يملك في هذه الارض مالا يملكه غيره من رزق الله المسخر لكل عباده لكي تكون به الحياة ، ويملك كل احد قيمة جهده وعمله يالمعروف بلا تجاوز ولا طغيان ولا استغلال ً، لا بد من توزيع عادل لثروات الارض ، ولا يمنع اي احد مماسخره الله لكل عباده ، ولا يُحرم مستضعف من حقه الذي ضمنه الله له من ثمرات الارض المسخرةًً لاجل حياةً الانسان ، ليس عدلا ان يكون هناك جائع لا يجد طعامه الذي ضمنه الله له ، كلنا نردد في مجالسنا وثقافتنا ان الرزق على الله ، فكيف يحرم احد من رزق الله ، لا احد من عباد الله خارج الحق في الحياة بكل اسباب الحياة من كل الشعوب المختلفة , ولو كان في جزيرة نائية .. هذا هو الاسلام وهذه هي منهجيته الاقتصادية التي تحترم فيها العدالة في الحقوق بالكيفية التي تحترم فيها الحياةً.

…………………………………

كمال الوجود بكل خصوصياته

………………………

كل الموجودات في الوجودتملك خصائص تعبر عنها  , ولها صورة ذاتية  وصورة اخرى فى الذاكرة ،الصورة  الاولى صورة ذاتيةً كما هي عليه بكل الخصائص الذاتية التي اوجدها الله فيها والمعبرة عن الكمال ، وهذه هي حقيقة الشيء الطبيعية لا سبيل لتغييرها ، وكمالها بما هي فيه ، ولا يمكن التحكم في هذا الوجود الذاتي لانه من الله، وكمال كل شيء بما هو مسخر له لاجل الحياة ، ولا يكلف اي شيء بان يكون غير ما هوعليه ، كمال الشيء بما خلق لاجله ، وهناك وجود في الذاكرة كما يمكن ان يرى بما هو عليه ، وهذه صورة يتحكم فيها صاحبها , وتعبر عنه , وكل انسان يرى الكمال فيما يحبه و يهواه , ويرى القبح فيما بكرهه ولو كان جميلا ، لاكمال لشيء خارج المهمة التي خلق لاجلها ، مهمة الاشجار ان تثمر , وان تعطي من ثمارها ما هو متوقع منها ، اذا لم تعط فهذا من العقم الذي يعتبر مرضا في ذلك الشيء ، الشجرة التي لاتثمر مريضة وتحتاج الى علاج لكي تثمروتعطى ما هو متوقع منها  ، وكمال الابقار بحليبها الذي تعطيه ، فاذا لم تعط ما هي مسخرة له فهي مريضة ، وتحتاج الى علاج ، ومهمة الخيول  ان تجري بسرعة , وان تحمل الانسان ، فاذا لم تجر بسرعة فهي مريضة , وهذا نقص فيها مخالف للكمال ، وكمال الانسان ان يميز ويفكر ويقرر ويختار ، وان يستخدم عقله في ذلك ، فاذا عطل عقله عن التفكير وقلد غيره فيما كان من امره ، فلا فضيلة له في ذلك ولا كمال ، ومهمة التعليم ان ينمي قدرات هذا العقل وتغذيته بما يمكن صاحبه من حسن الفهم لما يواجهه من قضاياه ، وينهض الانسان بحسن تعليمه وتكوينه لكي يختار الخير وما يصلح الحياة , وان يجتنب الشر الذي يفسد الحياة ، ورسالة الدين ان يكون كمنارة هادية الى الطريق المستقيم لكيلا يسير الانسان في طريق الضلال ، ومهمة الدين ان يزين للانسان افعال الخير لكي يفعلها ، ويدعوه لكراهية افعال الشر ويحذره من القيام بها ، محنة الانسان انه يريد ان يسخر الدين لما فيه هواه من دنياه ومصالحه الدنيوبة ، صورة الدين في حقيقته انه دعوةً لكل ما يمثل الكمال ايمانا بالله ورفضا للطغيان الانساني في كل صوره التي تفسد الحياة ، وعدالة في الحقوق بما يعبر عن احترام الانسان في كل ما ارتبطت حياته به من المطالب الضرورية التي كفلها الله لكل عباده مما سخره الله لهم ، واستقامة في السلوك بما تحترم فيه الفضيلة التي تعبر عن رقي مرتبة الانسانية ، هذه هي حقيقة الاسلام كرسالة الهية من الله تعالى للانسان .

…………………………………..

( الزيارات : 180 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *