الحوار.. دليل قوة

كلمة اليوم
معظم الناس يظن ان الحوار مظهر ضعف واستسلام ،وانه شعار الضعفاء والمتخاذلين, وان العنف يعنى القوة والانتصار , وهذا هو الجهل بعينه , واميّة المجتمعات ليس فى عدم قدرتها على الكتابة والقراءة , وانما فى سوء فهمها لامور حياتها اليومية وارتجالها فى المواقف والقرارات من غير تامل او اعداد ..وهذه هي مهمة الثقافة فى تكوين الانسان الى الافضل ..
الحوار لا يكون الا بين طرفين يملك كل منهما ما يملكه الاخر ولا حوار بين قوي وضعيف , ويظهرهذا فى حوار الحضارات وحوار الاديان , ولا غالب ولامغلوب فى الحوار, ولا منتصر ولا منهزم , ولا يمكن لاي طرف فى الحوار ان يجبر الاخر على ما لايريد , واهم ركن فى الحوار انك تنتزع من الاخر ولو كان اقوى منك شرعية الاعتراف بك كمحاور له تملك ما يملك من حقوق وقدرات , وتلزمه ان يستحيب لك ولا خيار له الا ان يقدم لك التنازلات المطلوبة منه بمقدار حاجته اليك , قد يطول امد الحوار شهورا وسنوات ،كما هو الشأن فى حوارات الشمال والجنوب والحوارات الدولية على الموارد والمياه والسلاح النووى والطاقة ، ولكنك لن تخرج من الحوار فى النهاية الا ان تحمل فى حقيبتك شيئا لم تكن تملكه من قبل , قد لا تقع الاستجابة لكل طلباتك ولكن لا بد ان تربح شيئا فى النهاية تعود به وقد يتكرر الحوار وتتكرر المطالب وتتوسع ..سواء كان الحوار سياسيا اواجتماعيا او حوارا بين دولتين او بين رب العمل وعماله , الحواردليل قوة وصلابة وهيبة ، ولولا شعور الاخر بهيبتك لما حاورك , والحوار يدل على صلابة صاحب الحق فى دفاعه عن حقه . وفى ظل الحوار فانت تخرج اقوى مما كنت عليه لانك اصبحت شريكا لمن تحاوره ولا يمكنه ان يتجاوزك او يتجاهلك لانه قد التزم معك بتعهدات ملزمة له امام الاخرين , احيانا يحاول التخلص منها واحيانا يسعى للتحايل عليها ولكنه فى جميع الاحوال لا يمكنه التنكر لها ما دمت حارسا لحقوقك ..
لا حوار بين طرفين مع انتفاء قدرة احدهما على الدفاع عن حقه , اياك ان تستخدم العنف بدلا من الحوار مع من يملك السلاح والقوة فهو اقوى منك , وقد ينتزع منك سلاحك وحقك ولا سبيل لك للمطالبة بحقوقك بعد ذلك لان ما انتزع منك بالقوة لا يعود لك ابدا ….متى نحسن الدفاع عن حقوقنا ونختار الطريق الذى يقودنا الى تلك الحقوق ..الشعوب الواعية تعرف طريقها الى حقوقها ولو بعد حين .. المهم فى النهاية ان تصل الى كامل حقوقك وتحقق كامل اهدافك ..وبهذا تتفاضل الشعوب بتميز اسلوبها وسلامة اختياراتها وقراراتها ..

( الزيارات : 1٬409 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *