طريق النصر..لا للعنف

كلمة اليوم
ما اروع الانسان عندما يراجع نفسه..
لا احد لا يخطئ ولكن العاقل يبحث عن خطئه ويحاول ان ينتقل من الخطا الى الصواب ومن الضلال الى الهدى والنور ..
لحظة اليقظة تحتاج الى صفاء روحي وايمان عميق بالله لكي يتمكن الانسان من رؤية الطريق المعبدة التى امرنا الله تعالى ان نسير فيها والا نتجاوزها بظلم لمن خالفنا فى الراي والانتماء والدين اوعدوان على الابرياء لكيلا نضل وتزيع منا الابصار..
ما اجمل ان نرفع شعار المحبة والرحمة والتسامح والتعايش العادل فى علاقاتنا الانسانية فى ظل الاحتكام الى ثوابت الدين التى تدعونا الى الكلمة الطيبة الناصحة الحكيمة , وان نختار طريق التواصل الانسانى والحوار والتوافق بين الانسان واخيه الانسان وان يحترم بعضنا البعض الاخر ولو كان مخالفا لنا فى الرأي والاجتهاد والانتماء والدين فى ظل ثقافة الحقوق التى تمنع التجاوز والطغيان , وتُربي اجيالنا على قيم التعايش والتساكن بدلا من التصارع والتنابذ والتقاتل ..ما اسوأ ما يفعله الجهل والجهلاء فى النفوس ..
فى ظل الاحترام المتبادل يكون الحوارالعاقل الجاد الملتزم هو الطريق الاقرب والاضمن ولو كان طويلا للتوصل الى حلول ممكنة وعادلة ومنصفة لا غالب فيها ولا مغلوب ولا منتصر فيها ولا مهزوم ولا استئثار فيها ولا استبداد , تحترم الحقوق فيها وتصان كرامة المواطن ووحدة الوطن ولا يستأثر قوي بحق ليس له فى سلطة او مال او نفوذ ..ومهما كان طريق الحوار طويلا فطريق العنف اطول , ومهما كانت تكلفة المقاومة السلمية كبيرة فتكلفة المقاومة المسلحة اكبر…
مجتمعنا واحد تجمعه روابط من التاريخ المشترك ومن اللغة والانتماء والعواطف والمصير الواحد .. ما احوجنا الى ايقاظ قيم التعايش للتغلب على ازماتنا السياسية ..العنف ليس هو الطريق ..العنف طريق خاطئ ومكلف وقلما يوصل الى الهدف..الطريق هو تكوين المواطن لكي يكون مؤهلا للدفاع عن حقه بالطرق الصحيحة والامنة والبعيدة عن الفوضى والارتجال والمغامرة ..الحكمة لاتعنى الضعف ابدا ..والحوار لا يعنى الاستسلام حتما ..عندما تكون الغاية هي الحرية وكرامة المواطن فعلينا ان نعرف الطريق اليها والا نسمح لغريب او دخيل ان يقتحم مخادعنا وان يطلع على اسرارنا وان يعبث بارضنا وتراثنا وذكريات طفولتنا ..لا غريب يمكن ان يكون امينا على قضايانا وان يشعربقدسية دماء شهدائنا ..تعالوا نختلف اختلاف الاخ مع اخيه واختلاف الجار مع خاره لا اختلاف العدو مع عدوه , ومن يرفع السلاح ضد اخيه فليس اخا فالاخوة يختلفون ولا يقتتلون , لا يمكن لايّ اخ ان يستأثر بحق ليس له دون الاخرين , ولا ان يطغى عليهم بما يملك من قوة فمن فعل ذلك فلاعذر له عند الله وعند الناس , ويقاوم بالحوارالجاد المؤمن الملتزم والكلمة العاقلة المقنعة الضاغطة كما تفعل كل الشعوب الراقية فى دفاعها عن الحرية والعدالة والاحتكام للقانون .. فلايمكن للطغيان ان يدوم اذا عرفت الشعوب طريقها الى الحرية , واهمها تكوين المواطن المؤمن بقيم الحرية الذى لا يصفق لطغيان اواستبداد..والنصر فى النهاية لمن يعرف طريقه الى النصر.. ومن عرف طريقه من غير تجاوزلحق من حقوق الاخرين فالله ناصره لا محالة ..

( الزيارات : 1٬669 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *