مجالس الكلتاوية

ذاكرة الايام.. ذكريات مجالس الكلتاوية
لم اكن اسمع من قبل ما اصبحت احب سماعه اليوم من منشدى الكلتاوية الاوائل من المحبين الصادقين الذين كانوا ينشدون فى مجلس السيد النبهان طيب الله ثراه فى الحضرة النبهانية بعد صلاة الجمعة , ووجدت نفسى على غير ارادة منى ابحث عن تلك المجالس , واعود بذاكرتى الى تلك الايام الصافية الجميلة التى كنت احضرها عندما اكون فى حلب الى جانب السيد الجد طيب الله ثراه , اعادتنى تلك الذكريات الى الماضى قبل اربعين سنة , كنت ارى الدموع تنهمر من عيون السيد طيب الله ثراه وهو ينصت باهتمام الى تلك المعانى الرائعة والكلمات المنتقاة بعناية من المنشدين المبدعين ..عندما سمعت شريطا مسجلا للسيد صبرى مدلل شيخ المنشدين والسيد الجاكيرى عدت الى الماضى البعيد وتراءت لى ملامح رجال عظام اصبحوا اليوم فى رحاب الله كانوا اعمدة واركانا ..ما اروع الذكريات وما اشد حاجتنا اليها , وكم نشتاق اليها فى وحدتنا وغربتنا وكم تؤنسنا اليوم فى محنة شعبنا وتشعرنا بالامان والراحة , وكاننا فى احضان دافئة متكئين على ارائك من المشاعرالراقية والعواطف الانسانية ..كل ذكريات الماضى اصحت فى داخلى فى لحظة روحية وكاننى اعيش الماضى واحتضنه وامسك به , واجد رائحة الانس تشدنى الى عالم اكثر جمالا وروعة ..ما اشعربه ليس حلما يغيب فى لحظة اليقظة , وانما هو واقع حي اخذ موقعه فى ركن خفي لكيلا يكون ثقيل الظل فى حياتى , وعندما تذكرته انتفض ونهض ورفع الركام عن وجهه وكان الامس هو اليوم ..واختفى الزمان وعاد الماضى ترافقه ملامح الاولين التى ما زالت حية فى الذاكرة ..ليست الكلتاوية النبهانية مجرد ابنية متجاورة وعمارات وانما هي شخوص وذكريات الاباء والاحفاد , لا احدلا يهتز طربا عندما يسمع شيئا عن الكلتاوية يذكره بمن يحبه من الاباء والاجداد ..الكلتاوية باقية فى قلوب المحبين لها ويتوارث كل جيل ما يسمعه من اسلافه عن كلتاوية السيد النبهان التى لم تعد فى تلك الهضبة , وانما اصبحت فى كل مكان يوجد فيها من يحبها فى حلب والفلوجة وكل دول الخليج ومواطن اخرى ..
تعالوا نعيش الذكريات الماضية لكي نوقد بها شعلة تضيء ليلنا المظلم وتطارد كوابيس الياس والحزن ..اننا نسمع من خلال الذكريات كلمات تجعلنا اكثر قوة وايمانا بان الله تعالى المدبر لشؤون الكون هو ولينا , ولاوليّ لنا غيره , ومن كان وليّه هو الله فهو من اولياء الله الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون .وهؤلاءهم الذين قال الله تعالى عنهم : لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم..سورة يونس 63..

( الزيارات : 1٬531 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *