الحياة ورسالة الدين

 الحياة ورسالة الدين

الحياة هي لحظة وعي الانسان بذاته ولما حوله ، وانه يحس بوجوده وحركته وانه يفعل ما يريد ، الحياة هي الشعور بالذات وبالوجود وانه يمارس حريته التي يريد ، ويفعل ما يشاء ان يفعل بكل حرية ، ما يظهر من ذلك الانسان ليس هوالحقيقة  التى تعبر عنه  ، انه يظهر ما يريد اظهاره  مما يحب ان يراه الاخرون ، انه يظهر الصورة المتوهمة للكمال كما يراها فى نفسه ، ومفهوم الكمال نسبي ، وكنت اتساءل مع نفسي ، هل يمكن للعقل وحده كأداة للتمييز بين الاشياء .  الخير والشر والحسن والقبح ، واحاول ان استعرض ما في الذاكرة من المواقف ، وترجح لي ان العقل يدرك ما ينفعه  وما يضره بطريقة غريزية ، ولكنه لا يستطيع التمييز بين الخير والشر الا بعلم سابق وراجح ، وهذا هو العقل الغريزي الذي يملكه الحيوان ، كل حيوان يقوده عقله الغريزي الًى ما ينفعه وما يحتاج اليه ، انه يبحث عن طعامه  وكل ما هو ضروري له لاجل حياته بعقله ، والعقل الانساني الغريزي يهدي الانسان الى كل ما هو ضروري له ، ويبحث عما يحتاج اليه بكل الطرق الممكنةً ، وكلما شعر بالقوة كبر الطغيان لديه الى ان يعتدي على كل من هو اضعف منه , ولو كان انسانا مثله للاستيلاء على ما بيده ، ويشتد طمعه في الاخرين كلما كبرت الانانية لديه ، العقل اداة بيد الغريزة كما هو الشأن في الحيوان ، وكل حيوان يقوده عقله الى ما يتفعه من مطالبه التي تعبر عنه ، الانسان البدائي كالحيوان يعمل لاجل حاجاته ومطالبه بغير قيود اخلاقية ، واهم فضيلة في الانسان هو شوقه للمعرفة عن طريق العلم ، وتزداد بالعلم معرفته بالحياة ، واهم مصدرللمعرفة الانسانية هو رسالة الله للانسان ان يختار الخير ويجتنب الشر , ومعيازذلك ما يصلح الحياة وما يفسدها ، والا يعتدي على الاخربن ولو كان يملك القوة ويضمن الغلبة ، وان يؤمن بالله وحده ويكفر بالطاغوت بكل صوره  والا يطغي في الارض والا يفسد فيها ، هذه هي اهم معرفة توصل اليها الانسان  في تاريخه وقد ارتقت بالعقل لكي يميز بين الخير والشر ، الدين هو مصدر الهداية الاولى للعقل مهما ارتقى ادراكه لكي لا يعندي على غيره  ولا يظلم احدا ، العقل الغريزي وحده لا يكفي لهداية الانسان ، ولا بد من ميزان للخير والشر ، وهو ما امر الله به وما نهى عنه من الفساد والعدوان ، رسالة الله هي هداية الانسان وتوجيه العقل لعمل الخير الذي يصلح الحياة والرحمة بالعباد المستضعفين ، العقل متأثر بالثقافة التكوينية التي تلقاها في الطفولة من التربية الدينية والبيئة الاجتماعية والقيم الاخلاقية المتوارثة ، الدين هو مصدر الخير والرحمة والفضيلة ، وعندما يضعف اثر الدين في مجتمع من المجتمعات تتحكم الغريزة في العقل ، ويكبر الطغيان وتتفكك الاسرة وتتحكم الاناتية الفردية وتضعف الروابط الانسانية  ، القانون تعاقد اتساني على احترام الحياة وتحميه السلطة الآمرة ، وهولا يكفي لانه جهد انساني تتحكم فيه المصالح ويفتقد الرقابة الداخلية عليه ، والقانون المستمد من الدين اكثر رسوخا في مجتمعه لانه يجد الاحترام فى مجتمعه  اكثر من القانون التعاقدي الذي يحمي مصالح الاقوباء ، ويكرس الطبقية الاجتماعية والملكيات الفردية الناتجة عن طغيان القوة ، العدالة التي يدعو اليها الدين هي عدالة شمولية لا تقبل الظلم ولو في موقف صغير ، اما العدالة التغاقدية فتتحكم فيها القوة والغلبة ، وقلما تكون عادلة ، انني اثق بالعقل ولكنني اخشى من العبث بالحياة في تكريس ثقافة القوة للتحكم في مفهوم العدالة ، وأخشى من الحرية المطلقه في تفكيك مؤسسة الاسرة , وهي متوقعة فى ظل العبث  ، والحريات المفسدة  للضوابط الاخلاقية في السلوك الاجتماعي ، رسالة الله هي رسالة الدين  ويجب ان تفهم من خلال فهم روحية الرسالة الالهية الهادية الى الايمان بالله والعمل الصالح الذي يسهم في اصلاح الحياة ، وليس من خلال المفهوم التاريخي لتلك الرسالة المتأثرة بعصرها ومجتمعها ، كنت ارى الاسلام من خلال تلك الرسالة الالهية كمنهج لفهم الحياة من منطلق ايماني ملتزم بما يعبر عنً مرتبة الانسانية

( الزيارات : 352 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *