الخطاب الشرعي والمخاطب به

كلمة اليوم
تاملت فى التكليف الشرعى المرتبط بالخطاب الشرعى و وكل خطاب لابد له من مخاطب به لكي يفهم المراد من الخطاب , وعندما يتجدد المخاطب بتعاقب الاجيال يتجدد الفهم ويكون الحكم مواكبا لمسيرة الاجيال معبرا عن قضاياها اليومية مستوعبا كل جديد منها مجيبا عن كل سؤال يعرض للانسان بما يلائم الزمان والمكان والخصوصية , وهذا ما رأيناه فى صدر الاسلام عندما تعددت المارس الفقهية بين مدرسة المدينة التى سميت بمدرسة الحديث التى قادها الامام مالك فى كتابه الموطأ ومدرسة الرأي فى العراق التى قادها ابو حنيفة وتلامذته من بعده ابو يوسف ومحمد بن الحسن الشيبانى , وعلماء كل عصر مؤتمنون على قضايا عصرهم , وهم مخاطبون بالخطاب الشرعى يجتهدون بما راوا فيه الصواب , ولهم العذر ان اخطؤوا ولا عذر للمقلدين اذا كانوا من اهل العلم , لان التقليد هو تعطيل للعقل عن اداء دوره فى النظر, ولا يقلد الانسان غيره فيما يمكنه معرفة دليله والتوصل لما يترجح له الحق فيه , ولاراي لغير اهل الاختصاص لانهم هم اهل العلم , فلا يجتهد اهل اللغة فى قضايا الطب ولا يجتهد اهل الفقه فى معرفة اسانيد الرواة , ولا يجتهد علماء الحديث فى مناهج الاستدلال الا اذا كانوا من اهل العلم بدلالات الالفاظ , ومن تخصص بعلم فلا يجوز له تجاوز ما تخصص به لكيلا يضل طريقه , ومن تخصص فى التربية الروحية فلا يجوز له الخوض فى قضايا الرواية اوالدراية والاستدلال الا اذا كان عالما بدقائق هذه العلوم التى لا يجوز لغير المتخصصين بها ان يخوضوا فيها ..ومن خاص فى علم لا علم له به فلا بد الا ان يضل طريقه ..
ومن ادب العلم ان تحترم رأي اهل الاختصاص فيما اختصوا به من معرفة دقائق العلم الذى تخصصوا به سواء كان علم رواية او علم دراية او علم حقيقة .. وهذا هو منهج العلماء الذين يحترمون انفسهم ويلتزمون بالمنهج الصحيح الذى يقودهم الى الحق والصواب ..

( الزيارات : 1٬199 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *