الخطوات العشر وحتمية التغيير

الخطوات العشر وحتمية التغيير

المجتمعات الاسلامية علي مفترق طرق ، اما ان تستيقظ من غفوتها الطويلة وتنفض الغبار عن نفسها وتنهض من. الكبوةالتي اصابتها منذ قرون من الزمن ، تراجع وتصحح وتبني وتختار طريقها المعبد ، واما ان تأنس بليلها وتستلذ احلامها وتستطيب دفء الاسرة المريحة ، خيار صعب ومكلف ، وكنت قبل اربعين سنة كتبت مقالة ونشرتها في جريدة الراي العام في الكويت كان عنوانها الكبير : لا خيار.. الانبعاث او الانهيار ، ما زلت اؤمن بذلك ، واقول هذا الكلام من جديد ، وانا واثق انني لن اجد له منصتا ، لم نكن من قبل بمثل ما نحن فيه اليوم من التخلف والتبعية , وما سوف نكون فيه فى المستقبل ، لقد انهكنا الجهلوالتخلف ، وما زلنا لم نضق به ، ليس المهمً. انً نفتح المدارس والجامعات وانما المهم ان نتعلم ونرتقي بما تعلمناه لكي تظهر  اثار ذلك في ملامحنا ، قوة ونضارة ، لم نكن نصدق من قبل بعدالاستقلال اننا سنقتل فرساننا ونهدم حصوننا. ونبدد ثرواتنا  ونجعلها ركاما تذروها الرياح ، اشجارنا اصبحت بلا ثمار ، وحدائقنا بلا ازهار ، كنا نحلم بالافضل واصبحنا نعمل لاجل منع الاسوأ ، خطوات عشر لا بد. من اعتمادها كمنهج للتغيير :

اولا: ترسيخ فكرةالايمان بالله وبكل ما جاء من عند الله عن طريق رسل. الله ، والايمان بالاسلامً كرسالة جامعة وخاتمة بكل ما تضمنته اصوله من احكام لتنمية القيم الايمانية والروحية اولا وتحقيق العدالة في الحقوق ثانيا. واحترام. الحياة عن طريق احترام الانسان ثالثا ..

و ثانيا : التكافل الاجتماعي بكل اسبابه بين العباد. جميعا. لاجل الدفاع عن الحياة ، القادر يحمل العاجز وجوبا تكافليا لا منة فيهلاحد ، من خلال نظام اجتماعي عادل لا طبقية فيه ولا امتيازات ،

ثالثا : اعتماد مبدأ التعاقد الاجتماعي لبناء الدولة العادلة المؤتمنة علي المصالح المشروعة والخدمات العامة كالتعليم والصحة والامن والاداب العامة ، واعتبار التفويض الارادي المقيد والمشروط والمحدد هو مصدر الشرعية لاية سلطة

.ورابعا : تحريم الفساد. في الاموال والمنافع واعتبار اكل اموال الناس بالباطل عن طريق الاستغلال والاحتكار. من الفساد في الارض، وهو شكل من اشكال الربا الذي حرمه الله. ، واخطر صور ذلك في انتقاص قيمة الجهد والعمل عن طريق الاجور والعقودالاذعانية التي تغتصب فيها الحقوق وتنتقص قيمة الاجور التي تقل عن الحاجة. ولا تحقق الكفاية ولا الكرامة التى ضمن الله لكل عباده ،

وخامسا : الثقة بالعقل كمخاطب من الله تعالي ، وتمكين العقل من العمل بكامل طاقته للتمييز بين الخير والشر والمصالح والمفاسد ، وتغذية العقل بالاسباب الما دية والمعارف  التي تنمي قدراته علي التمييز ، ولا نكليف خارج العقل فيما هو من شأن الحياة والنظم والقوانين والاعراف ، ويحتكم الي العقل فيما هو قادر عليه من امكان الممكنات. ورفض مالا يمكن ان يكون وفق العادة وقوانين الكون ،

سادسا : الثقة بالعلم والتجربة الانسانية في كل. ما تر اه العقول من المعارف ، وانً تكون هذه المعرفة العلمية في خدمة الحياة ، ولا يمكن. للعلاقة بين الدين والعلم ان تبني. علي عدم الثقة والتصادم وانما هي علاقة تكامل ، ما ثبت بيقين عن طريق العلم والتجربة يجب احترامه والبناء عليه  ، وما يبدو من التصادم بين الدين والعلم والعقل هو تصادم ناتج عن. سوء الفهم برسالة الدين ، فالدين بخاطب الانسان بما يقوده الي الايمان. ،والعلم يخاطب الانسان بما يجب ان يعلمه عن قوانين الكون التي قدرها الله فاحسن تقديرها ، مهمة العلم ان يكتشف تلك المقدرات الطبيعية ، وجهد العلماء في اكتشاف قوانين الكون هو من. العبادة بشرط ان توجه لخدمة الحياة ورقيها والدفاع عنها لا للعبث بالحياة ، الصالحون من عباد الله هم الذين يسهمون في اصلاح الحياة ، والفاسدون هم الذي يسعون لافساد الحياة بكل اسباب الفساد ، ولا شفاعة لمفسد او ظالم او معتد او مغتصب، سابعا ؛ احترام التراث كتعبير عن الوفاء لجهد الاجيال ،والوفاء خلق الكبار ، والتراث. جهد انساني يتضمن الصواب والخطأ ، ولا قداسة له ولا تبعية بين الاجيال ، وهو ليس مرجعا تستمد منه المعرفة  لاي جيل لاحق ، وانما هو. أداة لفهم تطور الفكر الانساني بجهد الاجيال ، ولكل جيل خصوصيته الذاتية وقضاياه المتجددة ،. والمبالغات في رواية التاريخ يدل علي الهشاشة الفكرية ، فمالا يقبله العقل لا يمكن الثقة به ،

ثامنا : كل جيل مخاطب من الله تعالي. بما خوطب به كل جيل ، وعليه ان يفهم خطاب الله للاتسان , وان يفهمه بالكيغية التي تحترم فيه روحية الخطاب ، وكل جيل مكلف ان يجتهد في فهم ما خوطب به ، والتقليد تعطيل للعقل عن الفهم. فيما كلف به من ربه ، التقليد ظاهرة لا تليق بالانسان ، التقليد الغاء للعقل الذى اكرم الله به الانسان . ، وعندما تستشيرطبيبا في امر صحتك. فهذا منهج العقلاء وليس من التقليد ، ولا رأي لغير اهل الاختصاص ولو كانوا اتقياء وصالحين ، ومن اجتهد في امر لا يعلمه فقد اعتدي وتجاوز، ومن اجتهد في امر لا اختصاص له فيه فقد اساء , وهذا من اسباب الفساد ، الاجتهاد لا بد فيه من شرطين : اولا العلم بالامر بكل ما بتطلبه العلم من اسباب ، وثانيا : التقوي وانتفاء الاغراض المرجوة ، وصاحب الغرض لاثقة برأيه ، كالطبيب الذي يتاجر بالابدان وينصح بما يحقق اغراضه، وهذا من الفساد ، من اراد دنياه وسعى لها فهذا حقه بشرط الايجعل الدين مطيته ولا الاسلام شعاره  , كالسياسي الذي يرفع شعار الاسلام لكي يصل به الي السلطة والشهرة وتاسعا : الاسلام منهج استقامة وعدالة ورحمة ، وهذه شروط ضروريةفي الشخصية الاسلامية ، ومن انتفت فيه هذه الاوصاف فلا ثقة بدينه ولو رفع شعار الدين  ، وقساة القلوب لامكان لهمعند الله ، ويشمل ذلك كل الظالمين والمستبدين والفاسدين ، لا اسلام خارج الاستقامة ، ويجب تحرير الاسلام من قبضة الذين يستغلون اسمه لتبرير. ما يسيئون فيه من المواقف والاطماع والاحقاد..

عاشرا : لا بد من فهم مطالب كل عصر فيما يتطلبه من مواكبة تطور الحياة والاسهام الجاد فى اثراء المعرفة الانسانية , واغناء الفكر الانساني بالقيم الراقية التى تعبر عن مرتبة الانسانية فى ظل الايمان بوحدة الكونية ومسؤوليتها امام الله عن حماية الحياة وتمكين الانسان من توضع نظام كونى تحترم فيه الحياة بعيدا عن الانتماءات القومية والتعدديات الدينية والمذهبية من منطلق العبدية لله تعالى الجامعة لكل عباد الله فى ظل رحمته التى لا تستثني احدا من عباده , والله تعالى هو رب العالمين

( الزيارات : 371 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *