الدكتور احمد الميداوى

أستاذ جامعي متخصص بالمالية والمحاسبة ، لم ألتق به في رحاب الجامعة ، وإنما التقيت به لأول مرة عندما كان عاملاً على مدينة  المحمدية ، وكنا في مهمة علمية ، ودعانا لداره ، وترك في نفسي أثراً طيباً ، أعجبت بفكره وفصاحته وثقافته ، وثم عين عاملاً على مدينة طنجه ، وكان عاملاً ناجحاً وحظي بسمعة طيبة لفتت الأنظار إليه ..

ولما وقعت حادثة أخلاقية كبيرة في إطار إدارة الأمن الوطني هزت المغرب كلـه ، و أساءت بسمعة هذه الإدارة وقع الاختيار على أحمد الميداوي لكي يكون مديراً عاماً لهذه الإدارة ، وجاء وهو يحمل لواء التصحيح وإدارة التغيير ، ولم تكن الأمور ميسرة ، فالإدارات الواسعة تحكم طوقها على كل من يأتي من خارج أطرها ، وتعزلـه ويجد نفسه وحيداً وتكيد لـه كيداً جارحاً ، وسرعان ما عزل من منصبه فجأة ، ووجد نفسه بعيداً عن أية مسؤولية ، وعاد إلى قاعة التدريس ، ورأيته في تلك الفترة في مدينة تطوان كان حزيناً والألم يعصر فؤاده ، كان ايمانه كبيراً وهذا ما أكبرته فيه ، ولما سقطت دولة إدريس البصري بعد وفاة الحسن الثاني بأشهر قليلة وقع اختيار الملك محمد السادس على أحمد الميداوي لكي يكون الوزير الذي يخلف إدريس البصري ، واتجهت الأنظار إليه ، وأحاطت به الأضواء وكانت مسؤولياته كبيرة ، وكانت التركة ثقيلة ..

التقيت به في مدينة الريصاني في جنوب المغرب في حفل إفطار في القصر الملكي ، تحدثنا طويلاً عن أزمات الماضي وآمال المستقبل ، زاد إعجابي به ، اكتشفت فيه الإيمان العميق الصادق باللـه تعالى ، أكبرت فيه هذه المشاعر ، ملأ الفراغ الذي تركه إدريس البصري ، كان الوزير الذي حظي بالإعجاب وبخاصة في مبادراته سواء على مستوى العلاقات مع الجزائر أو على مستوى الإصلاحات الداخلية  ..

أمضى قرابة سنتين في الداخلية ، ولما عين الملك إدريس جطو وزيراً للداخلية عين مستشاراً للملك في الديوان الملكي ، ثم عين بعد ذلك رئيساً للمجلس الأعلى للحسابات .

ولما رأيته بعد ذلك ، رأيته كما عرفته من قبل ، رجل مؤمن باللـه ، يحمل في نفسه قيماً أخلاقية عالية ..

 

( الزيارات : 958 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *