الدكتور الحبيب المالكى

أستاذ جامعي متخصص في الاقتصاد ، وهو عضو بارز في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، الحزب الذي اشتهر بحدة مواقفه في المعارضة ، في البرلمان ، وفي الصحافة ، وفي النقابات العمالية ، وهو الحزب الأقوى في المغرب على مستوى المواقف أو على مستوى الكفاءات والتنظيم الحزبي..

عرفت الدكتور الحبيب المالكي في إطار الأكاديمية ، وأصبحنا زملاء وأصدقاء ، وكان قريباً مني ، ولم أجد في أفكاره شيئاً أنكره عليه ، ولم أجد في مواقفه السياسية ذلك التطرف ، كان شخصية في غاية التهذيب واللباقة والأدب ، كنت أحبه لذلك ، كانت تدخلاته في الأكاديمية  في غاية الموضوعية والعمق ، وبخاصة في مجال الاقتصاد ..

عينه الحسن الثاني أميناً عاماً للمجلس المختص بشؤون الشباب والمستقبل ، وكنت عضواً في هذا المجلس ، وحضرت معظم مؤتمراته العامة وندواته المتخصصة ، وكانت لهذا المجلس دراسات هامة حول شؤون الشباب والتشغيل ، ولم أجد في آراء الدكتور المالكي أي تطرف أو خروج عن المألوف ، كان ولاؤه للقصر تاماً ، وكانت هناك ثقة مطلقة به حسب ما كنت ألاحظه ، وكان احترامه للملك لا يقل عن احترام الآخرين ، ولعل هذا من الأسباب الذي رشحته لعضوية الأكاديمية التي يعتبرها الملك من حصون النظام الملكي ومن قلاعه الثقافية ..

لما جاءت حكومة التناوب برئاسة عبد الرحمن اليوسفي عين الدكتور المالكي وزيراً فيها ، ولما وقع تعديل الحكومة خرج من الوزارة ، بسبب منافسات داخل القيادات الاشتراكية التي كانت مسيطرة على الحكم ولما كلف السيد جطو برئاسة الحكومة عين الدكتور المالكي وزيراً للتربية الوطنية ، وهو من الكفاءات المغربية الجيدة ، ومن الوجوه الاشتراكية المعتدلة والتي تحظى باحترام الآخرين .. كنت أقدره وأعتبره من الشخصيات المؤهلة للمسؤولية والجديرة بالثقة ..

( الزيارات : 1٬657 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *