الدكتور ادريس الضحاك

– ادريس الضحاك : يعتبر الدكتور ادريس الضحاك من أعمدة القضاء في المغرب , ومن الشخصيات التي تتمتع بكفاءات وقدرات شخصية واخلاقيات عالية , وكنت أحبه وأعجب به , ومنذ تعارفنا في بداية الثمانينات نشأت بيننا صداقة شخصية لا مجاملة فيها وبغير حدود , وعندما عرفته لأول مره كان مديراً لمعهد القضاء في الرباط , وقبل ذلك كان قاضياً , ودعاني لإلقاء محاضرة في معهد القضاء أمام القضاة عن القضاء والعدالة , وكنت أتابع نشاطه ونشاط المعهد واحضر ندواته , ثم عين بعد ذلك أميناً عاماً للمنظمة العربية للدفاع الاجتماعي خلفاً للأستاذ محمد الشدادي الذي أُنتخِبَ أميناً عاماً لمجلس وزراء العدل العرب , ثم عين سفيراً للمغرب في دمشق عقب عودة العلاقات التي كانت مقطوعة ,وعندما قامت حرب الخليج كان في دمشق ونجح في تحسين العلاقات بين البلدين ,وكان محبوباً وموثوقاً به وأصبح من الرموز المغربية التي حظيت بمحبة السوريين , كان الكل يمدحه ويشيد به , وكانت لـه نشاطات ثقافية واسعة في دمشق وأقام صداقات متينة , وازدهرت العلاقات بين البلدين بفضل جهوده, وبقي وفياً لسوريا محباً لها ولكل من يأتي من سوريا ,وكان يمدح سوريا ويشيد بها في كل مجالسه … وبعد أن أمضى بضع سنوات بدمشق استدعاه الملك الحسن الثاني وعينه رئيساً للمجلس الاستشاري للحوار الاجتماعي ,لتشجيع الحوار بين الحكومة والنقابات العمالية وأحزاب المعارضة ,ونجح في هذه المهمة لدماثته وكفاءاته الشخصية , ولما توفي الأستاذ محمد ميكو الرئيس الأعلى للقضاء عين مكانه رئيسا للمجلس الأعلى , وتولى في الوقت ذاته منصب الأمين العام للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وأسندت إليه مهمة الإشراف على الانتخابات في أواخر عهد الحسن الثاني وظل محتفظاً بمناصبه ومسؤولياته في عهد الملك محمد السادس الذي كلفه برئاسة اللجنة الاستشارية لمدونة الأحوال الشخصية لإدخال التعديلات المطلوبة عليها وإيجاد توازن بين مطالب الإسلاميين والجمعيات النسائية ثم.عين وزيرا…وكان ادريس الضحاك يتمتع بخصال نبيلة من الوفاء والاستقامة والتواضع والإخلاص , وكان مختصاً بدراسات القوانين البحرية ,ودعوته لإلقاء محاضرة بدار الحديث الحسنية فى مجال اختصاصه وكنا فى تواصل دائم وأقدره كل التقدير , وكان يعتز بثقافته الإسلامية وهو شخصية ملتزمة بالقضايا العربية ,وكنا على وفاق دائم في حوارنا , وهو من الذين يحبون المشرق العربي ويعرفون خصوصياته ويفهمون ما يجري فيه .. وهو زميل في الأكاديمية المغربية , وإسهاماته في الأكاديمية كبيرة من خلال عروضه وبحوثه القيمة وبخاصة في مجال القضاء ,وهو مثقف ثقافة عالية ,ويتقن عدة لغات , ومنذ عرفته استمرت صداقتنا ونمت بقوة بسبب ما يتمتع به من خصال النبل والوفاء والأدب , إنه من الشخصيات التي أعتز بمعرفتها وصداقتها

( الزيارات : 1٬183 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *