الدكتور المهدى بنعبود

طبيب مختص بالجلد ، وهو مفكر إسلامي وداعية إلى الإسلام ، وشخصية مغربية لامعة ولـه مواقف وطنية نادرة  ، وهو مجاهد وزاهد وورع ، ولا يخاف لومة لائم ، يفعل ما يؤمن به ، ويقول ما يعتقده ،وهو زاهد في المال والمناصب ، وكان سفيراً للمغرب في واشنطن ، ثم عين أستاذاً للفكر الإسلامي في كلية الآداب ، ولم ينقطع عن عيادته ، وكان يعالج الفقراء مجاناً ، ويفتح عيادته لهم ، ويشتري لهم الدواء ، ولم يفكر في المال، ولا يسأل زبائنه في العيادة عما دفعوه ، وهو شخصية نادرة في إخلاصها واعتزازها بمواقفها , ولا يجامل في الحق , ولا يسترضي أهل السلطة أو المال , ويصادق الصالحين والصادقين ,وله سمعة طيبة وعطرة وهو في موطن الاحترام..

التقينا على مستوى الفكر وكانت بيننا محبة ومودة, وكان قليل الصلة بالناس , يصادق من كانوا على مشربه ,و كانت لـه أحاديث إسلامية في التلفزة المغربية, وهو قارئ نهم للفكر المعاصر , ويستشهد كثيرا بأقوال الفلاسفة المعاصرين , وهو ذو نزعة صوفية في أفكاره , ذهبنا معاً لأداء فريضة الحج بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير عبد اللـه بن عبد العزيز عام 1982 , واكتشفت ايمانه العميق وأخلاقيته المتميزة , ولا تغريه المناصب  ولا يسعى إليها وقد يرفضها إذا كانت مخالفة لما يؤمن به , واعتذر عن قبول عضوية الاكاديمية عند إنشائها عام 1981

وكان رجلاً عظيماً في مواقفه, مؤمناً في عقيدته , عميقاً في فكره , زاهداً في المال والسلطة وبعيداً عن المجاملات الاجتماعية , ولم ينل حظه من التكريم الذى يستحقه, واختار طريق الفكر و الدعوة ,

وهو نسيج متميز من الرجال الذين عرفتهم في المغرب , ولـه مواقف وطنية شجاعة ..ولما انتقل إلى رحاب اللـه حزن أصدقاؤه عليه , وأخذ كل واحد يتحدث عن جانب مشرق من شخصيته المتميزة ,..

( الزيارات : 992 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *