الاستاذ الاخضر غزال

شخصية فريدة وموهوبة في مجال الحرف العربي , ولـه جهاد محمود ومشكور في سبيل النهوض بالحرف وإصلاحه وتطويره لكي يكون في مستوى التطورات اللغوية التي تفرضها التكنولوجيا المعاصرة لاستخدام الحرف في الأجهزة الحديثة , ولـه مشروع واسع ومتكامل أعده من خلال  إدارته لمعهد التعريب في الرباط بمساعدة باحثين مختصين , وبذل جهده لاستخدام حروفه في الآلات الكاتبة وفي المطابع , وقدم هذا المشروع للمؤسسة اللغوية في القاهرة وإلى المجامع اللغوية إلا أنهم لم يأخذوا به , وأصيب بالإحباط واليأس والحزن , وهو يؤكد أن اللغة العربية إذا لم تطور الحرف العربي فسوف يؤدي ذلك إلى عزلة هذه اللغة وتخلفها ..

وهو رجل موهوب في اشتقاق المصطلحات وتوليدها من معاني الكلمات , وقد زرته مرة في معهد التعريب وأطلعني على جهده الشخصي الذي قام به سواء في مجال الإصلاح اللغوي أو في مجال توليد المصطلحات , وشكا لي من تجاهل الجامعات والمؤسسات العلمية والمجامع اللغوية لهذا الجهد الكبير , وهو مؤمن بما يقوم به , وتجب الاستفادة من جهوده هذه لئلا تضيع.فيما بعد…

وعرفته لأول مرة من خلال لقائنا كأعضاء في الأكاديمية , وكنت أتابع بحوثه , إنه مؤمن بما يقول , وهو حجة في مجال المصطلح ويحسن الفرنسية ويدرك أسرار مفرداتها اللغوية ..وخصومه يشككّون في قيمة جهده, وهو عالم لغوي يندر أن تجد مثيلاً لـه في قدراته , وعالمه هو اللغة ولا شيئ آخر يشغلـه , فهو ليس معنياً بأي أمر آخر غير اللغة , وقد شجعه الملك الحسن الثاني ومنحه الامكانات المادية لا نجاز مشروعه اللغوي , ولما ترك إدارة معهد التعريب شعر بحزن كبير وابلغني بعد فترة من الزمن أن كل جهوده عن الحرف العربى قد اندثرت وأصبحت حبيسة الرفوف المقفلة ..

( الزيارات : 898 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *