الدكتور عبد الوهاب التازى سعود

أستاذ جامعي وعميد لكلية الآداب بجامعة فاس , وأمضى فترة طويلة في هذه العمادة , وتمرس في الإدارة الجامعية , وكان عميداً ناجحاً وحكيماً ويعرف جيداً كيف يتحكم في إدارته , ثم أسندت إليه رئاسة جامعة القرويين , واستطاع بذكائه ودهائه أن يحدث تغييرا فى الكليات و يبعد العلماء التقليديين من مناصب العمادة في كليتي الشريعة بكل من فاس وأغادير, وجاء بعمداء يحملون المؤهلات الجامعية ويتعاونون معه لتطوير كليات القرويين التي كانت غائبة عن المشهد الثقافي لمدة طويلة ..

وكنت آنذاك أحضر مجلس جامعة القرويين , وأشهد ما يجري داخل هذه الجامعة من فوضى وخروج عن القانون , بالرغم من أن الجيل الجديد من الأساتذة يتوفر على المؤهلات التي تمكنه من تطوير الدراسة في هذه الجامعة العريقة التي كانت تعيش مراحل ترهل وشيخوخة , وانعكس اثرها على مناهجها وطموح أبنائها ..

وحاول الدكتور عبد الوهاب أن يطور هذه الجامعة , وبذل جهداً محموداً في ذلك , إلا أن هذا الإصلاح لم يتناول جذور الأزمة , وأزمة هذه الجامعة هي أزمة التعليم الإسلامي كلـه الذى يعيش فى أزمة خانقة , وليست هناك إرادة حقيقية في الإصلاح , والكل يخاف من التغيير , وخصوم الثقافة الإسلامية يخشون من صحوة المؤسسات الإسلامية , والأنظمة السياسية تخشى من الإسلام الحقيقي الذي يسهم فى ايقاظ الشعوب وتحريرها من الخوف والمطالبة بحقوقها المشروعة..

وخلال رئاسة الدكتور عبد الوهاب التازي لجامعة القرويين حاول النهوض بها وتنظيم امورها وتطوير مناهجها, وكان يشكو  من مشاكل هذه الجامعة باستمرار , وكنت أشجعه في خطواته وإصلاحاته , وأشارك فى نشاطات هذه الجامعة …

( الزيارات : 1٬687 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *