الدكتور عز الدين العراقى

أستاذ بكلية الطب متخصص في الأمراض الصدرية ، عرفته لأول مرة عندما عين وزيراً للتربية عام 1977 عندما شارك حزب الاستقلال بثمانية وزراء في الحكم ، زرته في وزارته زيارة عمل ، رأيته رجلاً جاداً ، وهذه صفة حسنة في مجال المسؤولية ..

هو رجل معتز بشخصيته ، ويفعل ما يقتنع به ، وتغلب عليه الحدة في المواقف ولا يحسن المجاملة ، وهو كثير الصدام مع مساعديه لأنه يريد أن تكون الأمور كما يريد ، وكما يراها  صحيحة..

في العام الثاني بدأت علاقتنا تتراجع ، وأصابها الفتور والذبول لم يكن هناك سبب واضح لذلك ، وتزامن ذلك مع قرارات اتخذها و أثارت غضب الجامعات المغربية ، وتوقفت الدراسة في الكليات بسبب إضراب الطلاب ، واضطر الملك للدعوة إلى مناظرة إيفران التي اشترك فيها كل الفعاليات الثقافية والسياسية ، وحضرها الملك والحكومة ، وعقدت المناظرة لمدة ثلاثة أيام وضمت ثلاثمائة شخصية ، حضرت هذه المناظرة ، كانت الغاية إزالة سوء الفهم وإعادة اللحمة التي تمزقت بين الأطراف المختلفة حول التعليم ، ولما خرج وزراء حزب الاستقلال من الحكومة انسحب العراقي من الحزب واستمر في الوزارة ، وفي هذه الفترة اتخذ موقفاً معادياً لدار الحديث الحسنية ، وأوقف مناقشة الأطروحات فيها لمدة ثلاث سنوات ، وأقر إنشاء الشعب الإسلامية بكليات الآداب ، واعتبرها بديلاً عن دار الحديث ، ولما تدخل الملك أصدر المرسوم المنظم للدراسة وفتحت الأبواب لمسيرة الدار العلمية ..

عينه الملك وزيراً أول وظلت مواقفه سلبية كانت علاقتي به باردة ولم تتجاوز حدود المجاملة العامة ، ولما التقينا كأعضاء في رحاب الأكاديمية ظلت العلاقة كما هي .. باهتة جامدة من كلا الطرفين..

بعد الوزارة الأولى عين رئيساً لمجلس الأمناء لجامعة الأخوين ، ثم انتخب أميناً عاماً لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، ووقع انتقاده بقسوة من الصحافة العربية والمغربية ، واضطر المغرب لسحب ترشيحه وإنهاء مهمته ، وتم ترشيح الدكتور عبد الواحد بلقزيز لهذا المنصب ..

الدكتور العراقي رجل مثقف وهو رجل مؤمن ولـه مبادئ ثابتة ، وهو لا يحسن المجاملة الاجتماعية ، وهو صادق ولا يحب التزلف والتملق ولعل هذا من الأسباب التي جعلت بعض الدول لا ترتاح لمواقفه ..

( الزيارات : 793 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *