الدكتور مولاي ادريس العلوى العبدلاوى

أستاذ جامعي متخصص في القانون ، وعميد لكلية الحقوق بمراكش ، ورئيس لجامعة القرويين ، وعضو في المجلس الدستوري ، وهو أستاذ أكاديمي ، ولـه اهتمامات واسعة بالفقه الإسلامي,.

وكان من أعز الأصدقاء ، وننتمي لجيل واحد ، فقد كنا في سن متقاربة ، وهذا ما جعل صداقتنا أقوى وأمتن ، واهتماماتنا متماثلة ،التقيت به لأول مرة في أول زيارة لي للمغرب عام 1973 كان يعمل مستشاراً للأستاذ محمد مكي الناصري  وزير الأوقاف والثقافة آنذاك ، وكان شاباً وسيماً معتزاً بذاته وأنيقاً في ملابسه ، وهو صاحب طموح ، وشخصية جيدة …

ولم نلتق كثيراً بعد ذلك ، كان يسكن في مراكش ويشغل منصب العمادة في كلية الحقوق ثم عميدا لجامعة القرويين ،  ، وعين مولاي ادريس عضواً في الأكاديمية المغربية وعضواً في المجلس الدستوري ، وتوطدت الصلة بيننا في رحاب الأكاديمية التي كانت تجمع نخبة مختارة من رجال الفكر والأدب والقانون ,وكلهم ممن شغلوا أعلى المناصب في الإدارة المغربية .

30- عبد اللـه شاكر الكوسيفي

عالم سوس وفقيهها المبجل ، يحظى بمكانة واسعة في منطقة سوس في جنوب المغرب ، وهي منطقة متاخمة للصحراء ، وتقع بين مراكش في الشمال والصحراء في الجنوب وأهم مدنها أغادير وتارودانت وتزينت ، ومنطقة سوس غنية بعلمائها وبتاريخها وبمدارسها العتيقة وآثارها القديمة ، عندما زرت أغادير أحببت أهلها ، إنهم يتميزون بأخلاق عالية ، هم أهل كرامة وعزة ، وهم كرماء وأسخياء يحبون الضيف ، ويحترمون العلماء ، وهم أهل دين وعلم وتجارة واستقامة ،  إذا أحبوك فتحوا قلوبهم لك ، وهم صادقون في ذلك .

والمجتمع السوسي مجتمع متماسك متكافل ، يسعى بعضه لمعاونة البعض الآخر ، وهم محافظون على التقاليد ، وما زالت المرأة السوسية متمسكة بتقاليدها الإسلامية ، ولا تجد ذلك التحرر المذموم في سوس فذلك مما ترفضه الأسرة السوسية وما زالت المدارس العتيقة قائمة ومستمرة فيها…

من منطقة سوس ومن مدارسها العتيقة تخرج الأستاذ عبد اللـه الكرسيفي الذي عرفته في أول أيامي بدار الحديث الحسنية ، التحق بها بالرغم من تقدم سنه وتخرج منها وأصبح أستاذاً للفقه المالكي ، وكان يمثل علماء سوس في رابطة علماء المغرب ، وهو عالم مغربي أصيل ، في لباسه وفي فكره وفي أسلوب حياته ، وهو عالم  وفقيه متمسك بآراء المذهب المالكي ، وهو واسع المعرفة بكتب المذهب المعتمدة لدى فقهاء المالكية .

وكان صديقاً وكنت أحبه بالرغم من اختلافنا في التكوين وأحب فيه صدقه وإخلاصه وصفاءه وعفويته ، وعندما أنشئت كلية للشريعة بأغادير عين عميداً لها ، وكان  يزورنى باستمرار ,وفي رحلتي إلى العراق عام 1989 لحضور مؤتمر هناك قبل غزو الكويت كان الشيخ عبد اللـه الكرسيفي رفيقي في هذه الرحلة ،وعرفته عن قرب ،وهو رجل مؤمن وصالح وهو تيجاني الطريقة ، ويعيش حياة الزهد والتقشف ، ولـه أوراد يؤديها في مواعيدها والتقينا معاً في رحاب الأكاديمية المغربية واختاره الملك تقديراً لعلماء سوس ، ولما انتقل إلى رحاب اللـه خلفه زميلـه الشيخ حسين وجاج من علماء سوس أيضاً .

( الزيارات : 3٬996 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *