الدولة كيان سياسي توافقي

كلمة اليوم
الدولة كيان سياسي توافقي بين جميع مكونات الشعب القومية والدينية والطائفية الذىن تجمعهم تلك الدولة , وتستقر الدولة فى ظل امرين :
الاول : التوافق الدستورى الذى ينص صراحة على ما يرتضيه هذا الشعب من الاحتكام للقانون والتوزيع العادل للسلطات من غير تمييز بين فريق وفريق فالكل فى نظر الدولة سواء فى الحقوق الاساسية المتعلقة بحقوق الانسان وحق المواطنة والمساواة امام القانون ,
الثانى : اارادة العيش المشترك فى ظل ذلك الكيان السياسي ولا احد يمكنه ان يستبد بالسلطة او الامتيازات دون الاخر , ولا يمكن تجاهل حقوق الاقليات فى حقوقهم الاساسية , ويراعى التوزيع العادل للسلطات بحيث تكون الدولة هي الحاضن للجميع والحامي للجميع , وتراعى حقوق الاكثرية فى التوزيع العادل , ولا اقصاء للاقليات مهما كانت ولا تنال اقل من حقها ولا اكثر منه , مع مراعاة التوافق بين الجميع فى حل المشكلات , وهذا المنهج يوفر اسباب الاستقرار السياسي والاجتماعي فى ذلك المجتمع بحيث تكون الدولة ممثلة الجميع وتحمي الجميع وتحترم الجميع, واي اقصاء لاي مكون من مكونات الدولة سيؤدى لا محالة الى توترات قد تكبر بتجاهلها , ولا يمكن للحلول الامنية والعنف ان يحل مشاكل المجتمع فى حالة اقصاء احد الاطراف بدون مبرر , وكلما ارتقى المجتمع ثقافيا واخلاقيا ارتقى وعيه لمفهوم الدولة التوافقية التى لا يتحقق الاستقرار الا بها , والعنف هو اسوأ اختيار لحل المشاكل السياسية, وهو المناخ الملائم لنمو التطرف فى المواقف والازمات ..
وكل مجتمع مؤتمن على قضاياه فاذا احسن فى اختيار طريقه ضمن لنفسه الاستقرار الاجتماعي والسياسي , واذا اساء الاختيار والقرار فمن المتوقع ان المشكلات ستكبر, وكلما تفاقمت الازمة اصبحت عصية على ايجاد السبيل الصحيح للتغلب عليها , والشعب هو الوحيد الذى سيدفع ثمن التوترات من حياته وماله وامنه , ولا احد يمكنه ان يتحدى الاخر بما يثير غضبه , فالغضب المتبادل يعمق الازمات, ويوجد الاحقاد وتسيل بسببه الدماء ويتهدم العمران ..
لقد اكرم الانسان بعقل يميز به بين الحق والباطل ويعرف به الصواب والخطأ , فلا يتجاوز قوي على ضعيف فالتجاوز ظلم والله لا يحب الظالمين ..عندما نهتم نتربية الانسان اخلاقيا ونعمق فيه قيم الدين الاصيلة فاننا نوجد النواة الصالحة لمجتمع صالح ناهض راق فى مواقفه وسلوكياته يحسن اختيار الطريق المعبدة التى تسير فيه العربة بامن وسلام لكي تصل الى الغاية المرجوة وهي التكافل الانسانى لاعمار الارض بالحياة لكي يستحق الانسان ان يكون خليفة الله فى الارض يعمرها ولا يفسد فيها بظلم يرتكبه او طغيان يعتدى به على الاخرين.

( الزيارات : 749 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *