الدين..لا تبرير للظلم

 ليس هناك أسوأ من الاحتجاج بالإسلام لتبرير ظلمٍ أو عدوانٍ أو للمطالبة بمصلحة شخصيّة يتوهم صاحبها أنّه يستحقها ويسعى للحصول عليها , والدين لا يحمي أيّ طرف في المغالبات التنافسية على الحكم ,ولا أحد هو الأولى من الآخر في نظر الدين , والذي يحمي الحقوق ويدافع عن إدارة الأمة في مجال الحكم , فما ارتضته الأمة لنفسها فهو الحقّ , ولا يُحتَجّ بالأنساب في هذه المغلبات , والأمة تختار الأصلح والأجدر ومن يحسن الدفاع عن مصالحها , ولا أفضلية لصاحب نسبٍ على غيره إلا إذا رأت الأمّة ذلك مفيداً لها , وإذا ارتبط النسب باستقامةٍ وعلمٍ وكفاءةٍ فالأمّة ترجح وتختارالافضل, , ولا شرعية خارج إرادة الأمة , ولا عصمة لحاكم ولا قدسيّة لشخصه أو رأيه , ولا يملك الحكم إلا بتفويض إراديّ من الأمّة أومن يمثلها من أهل الحل والعقد , وليست هناك امارة مقدسة, وإنّما هناك إمارة يستحقها صاحبها باختياره لها من أهل الحل والعقد الذين يمثلون إرادة الأمة وهي خالية من أيّة قداسة دينيةاوعصمة تخرج صاحبها من المسؤولية , ولا طاعة إلا في نطاق مصلحة الأمة ولا يُطاع أيّ أمير أو حاكمٍ إلا في حقّ , ولا سلطة له في تعيين خَلَفٍ له الابارادة الامة ومبايعتها له والرضى به, ومن ادعى عصمة أو قداسةواستخدم الدين لتبرير ظلمٍ أو تجاوزٍ فقد أساء وادعى لنفسه ما لا يملكه , ومن حقّ الأمة أن تقيد سلطة المتجاوزين من الحكام وأن تسحب ثقتها منهم في حال تجاوزهم , وأن تقاوم استبداد الحكام بمقاومة كلّ تجاوز وإجبار الحكام على الرضوخ لإرادة الأمة..

( الزيارات : 1٬498 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *