الذاكرة ومدرسة الحياة

 ,
كلمات مضيئة ..الذاكرة ومدرسة الحياة

هناك الكثير مما في الذاكرة لا ينسى ، لانه كمدرسة يتعلم فيها ومنها الكثير من الدروس التي يحتاج اليها ، كنت كثير التأمل فيما كان في الذاكرة من الاحداث ، كنت استعيدها لكي أتعلم منها ، واكتشف قوانينن النفس وسنن الحياة ، كنت احاول ان افهم اكثر ، الاحداث قد انتهت ولكن الدروس ما زالت متجددة ، وكلما. تقدمنا في رحلة الدنيا اكتشفنا الجديد من طبائع النفوس التي تحكم ذلك الانسان ، قوانين الطبيعة واحدة ومهمة الانسان ان يكتشفها. لكي يتحكم فيها ويسخرها لخدمة الحياة , وتلك مهمة العقل. ان يكتشف قوانين الطبيعية وهذا هو العلم الحقيقي الذي. ينهض بالحياة ، ليس المهمً ان نستعيد الاحداث فلا اهمية لذلك ، وإنما المهمً ان يفهم ذلك الانسان الذي اراده الله ان يكون مخاطبا ومكلفا ما الذي اراده الله ، الانسان ليس واحدا ، وهناك عاملان مؤثران في شخصيته. وسلوكه ،استعداه الفطرى  وتجربة الحياة ,  ، والحياة  مدرسة حقيقية ، وهي اهم مما في الكتب ، وهي اكثر صدقا وواقعية ، ما زلت انأمل مواقف الكثير ممن التقيت بهم في رحلة الحياة ، كانوا مختلفين في تكوينهم. وفكرهم ومعاييرهم ، كانت قيمهم.تعبر عن شخصيتهم ، هناك اخيار بطبيعتهم ولا يصدر منهم الا الخير ، ولا يقدرون علي غيره ، وهناك اشرار بالطبع والتكوين ، اما لاسباب تكوينية او لعوامل نفسية مؤثرة فيهم. ، والانسان هو الانسانً ، وأكاد اشك في مدي سلطان عقله عليه ، عندما ينفعل ذلك الانسان ويكره يصبح صغيرًا وتصدر منه افعال الصغار عندما يتنافسون ويتحاقدون ويتحاسدون ويتباعدون ولو كانوا متقاربين ، كم يختلف ذلك الانسان ، عندما ينفعل يفقد الكثير من انسانيته ، انه يفعل كل شيئ تعبيرا عن ذلك الانفعال ، واعترف انني كسبت الكثير من الاصدقاء ممن كانوا بعيدين وخسرت الكثير ممن كانوا قريبين ، وكنت اتساءل ما الذي يتحكم في ذلك الانسان ، غرائزه او عقله ، كنت اجد ان العقل تحكمه الغرائز والمصالح وتزين له افعاله ولو كانت قبيحة وسيئة الدلالة ، ما اضعف ذلك الانسان وهو يرضخ لتلك الغرائز فيه ، التي توجهه. وتتحكم فيه ، رأيت بعض من كانوا يتحكمون في انفسهم ورأيت اكثر منهم كانوا اسري تلك الغرائز ، وهم لا يشعرون بأنفسهم ، اذا غضبوا فلا حدود لغضبهم ، انهم يفعلون كل شيئ ، ويهدمون في لحظة الغضب كل ما بنوه من قبل ، ما اضعف ذلك الانسان وما اقل حيلة ذلك العقل الذي يملكه وهو يستسلم له ويبرر له كل افعاله ، كم كنت معجبا بذلك الانسان الذي يمسك بزمام نفسه ، ويفعل ما يريد ويمسك عما لا يليق به من انواع السلوك ، عاملان هما الاشد فتكًا بذلك الانسان هما الحسد والحقد ، وهما مقاتل الانسان ، كل الكبار يسقطون امام احد هذين الوصفين ، هناك حاقد يدفعه حقده للإساءة لمن يحقد عليه ، ولا بد من وجوداسباب للحقد ، واشدها الحقد الناتج عن الشعور بالاذلال والظلم ، وهو حتمي في طبيعة الانسان عندما يشعر بالظلم والاضطهاد ، ومنه الحقد الطبقي الناتج. عن استغلال الاقوياء لاسباب القوة لاذلال الضعيف وإشعاره بالمهانة. ، وكلما استخدمت القوة في هذا الموطن اشتد الحقد وترسخ الي ان يصبح خلقا في صاحبه يدفعه للكراهية والبغضاء ، المظلوم سيحقد لا محالة ، قد يخفي حقده. ليحمي مصالحه ، وعندما لاتكون هناك مصالح فالمواجهة حتمية للدفاع عن النفس ، وهناك حالة. ثانية هي ظاهرة مرضية وهي الحسد ، وتكون في الغالب بين الاصدقاء والأقرباء والجيران ، وقد تكون بين الأخوة عندما ينفرد احد الإخوة بامر لا يملكه الاخر ، ويكبر الحسد في نفسية الانسان الي ان ينغص عليه حياته ويشعره بالشقاء ، الحاقد يهاجم لانه يشعر بالظلم والحاسد يكبت مشاعره لان الاخر. لم يغتصب منه حقًا ، مصدر الحقد والحسد امران :الشعور بالضعف والاحباط اولا ، وضعف الجانب الروحي الذي يرتقي بمستوي الغرائز من منطلق ايماني ثانيا ، وكل منهما. سببه التعلق المفرط بالدنيا. ، الحقد يكبر في مجتمع العمال والأجراء والمستضعفين. ، والحسد يكبر في مجتمع العلماء الذين يتنافسون علي الدنيا ، ومقاتل اهل العلم في تحاسدهم. فيما بينهم ، وكل واحد يرقب الاخر ويعبر عن شعور الحسد بانتقاصه وتتبع عوراته ، وأسوأ صوره لذلك ان يستخدم الدين. مطيته للتعبير عن الاساءة ، انه يترصد ه في كل خطواته. ، الحقد والحسد من أمراض القلوب ومن علامة البعد عن الله ، من كان قريبا من الله اعتمد علي الله ، وصفت نفسه ، ورآي النعمة من الله ، من طبيعة الحاقد انه يجد المبرر لحقده ، اما الحاسد فهو لا يجد المبرر لحسده ، ولا احد يشعر بمتاعب الحاسد وهو. يرقب من يحسده ، الحسد من مقاتل اهل العلم والمشتغلين به فيما بينهم ، كل واحد يرقب الاخر ، ويكثر الحسد في اصحاب المهنة الواحدة ، الناجحون في الحياة الدينً يجلسون في الصفوف الأمامية لا يشعرون بمن كان خلفهم ، انهم ينظرون الي الامام ، كنت اتأمل في حياة. اولئك الذين لم يتعلقوا بالدنيا وتحرروا من التعلق المفرط بها ، كنت أراهم مختلفين عن كل الاخرين ،الدنيا ليست مذمومة ابدا. ، وهي من نعم الله التي اكرم بها الانسان لكي تكونً مطيته الي سعادته الدنيوية. ، الزهد في الدنيا الذي يدفع صاحبه للكسل والاعتماد علي الاخرين ليس فضيلة ، وهو كالتعلق بها ، لا اجد الفضيلة خارج الاعتدال ، الدنيا ليست هي المال فقط ، وتشمل التعلق بكل مظاهرها ، التعلق بالمنصب والجاه الاجتماعي والشهرة والمظاهر التى يقع التفاخر بها ، ومنها العلم عندما يراد به التفاخر لاستمالة القلوب اليه عندما يصبح مهنة معاشية يفقد خصوصيته النورانية كمنهج لمعرفة الكمال والتغلب به علي الجهل ، العلم لاجل رقي الحياة ، واكتشاف المنهج الذي يقود الي الله ،

( الزيارات : 584 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *