التصحيح لاجل المستقبل

كلمات مضيئة .. التصحيح لاجل المستقبل

ليست لدي مسلمات خارج النظر العقلي فيما خوطب به العقل من التكليف ، ما كان غيبًا فيجب الايمان به كما جاءمن عند الله ، وما كان من أمر التكليف فالعقل مخاطب به ان يفهمه. من دلالة نصوصه  وفقا لقواعد الاستنباط  المعتمدة التى تمنع الرضوخ للاهواء والتمادى فى التاويل الذى لا دليل عليه ,  ما كان من عند الله من المحكمات البينات  فيجب طاعة الله فيه من منطلق  الايمان بالله والالتزامً باحكامه. ، وما خوطبت به العقول فالعقول مؤتمنة ان تفهم ما يترجح لها انه المراد والحق وقد جاءت النصوص لكي تفهم ممن خوطب بها ، لا تعطيل لأداة الفهم وهو العقل عن اداء مهمته. ، وهو الذي اكرم الله به الانسانً ، ما كان من الله فيجب ان يفهم المراد منه ، ويحترم ذلك المراد ، العبث بالنص اما لجهل او لتحكم الاهواء فيه  والمصالح هو الذي يخرجه عن اداء وظيفته الايمانية والاجتماعية. ،التى خوطب بها  , لا بد من المراجعات النقدية لجهد العقول للتأكد من حسن فهمها دلالة وغاية ، ولكل مخاطب خصوصيته التي تعبر عنه وتتحكم في اختياراته وترجح له الحق فيما يراه الاقرب اليه  ، وهي تلزمه ولا تلزم غيره ، كنت اكره التقليد
لمن يحسن الفهم ، عندما يرجع المخاطب لمن هو اكثر علمًا منه لكي يستأنس برأيه ,  وبخاصة في الامور التي تتطلب العلم فهذا ليس من التقليد ، من حسن الفهم الرجوع  لأهل الاختصاص فيما اختصوا به في سائر امور المعرفة العقلية ، لا احد يجتهد فيما لا علم له به ولا ان يبدى رأيا فى غير اختصاصه ، ويحسن ان  يجتهد فيمن يختاره من منطلق الثقة به ، ومعيار التفاضل امران : العلم والاستقامة ، واحد الوصفين لا يغني عن الاخر ، وليس احدهما اولي من الاخر ، فانتفاء العلم هو الجهل ، وانتفاء الاستقامة يضعف الثقة ، وتلك معايير التفاضل والاختيار في كل امر ، العلم والتقوي ، التقوي شرط في كل عمل لكي تقع الثقة بكل مؤتمن ، في الطبيب والقاضي والتاجر والعامل وكل مؤتمن علي المصالح ، العلم يعني الجدارة وحسن الفهم يجب ان يكون تقيا ويشعر برقابة الله عليه فيما يخفيه من النوايا والمقاصد ، ولكل امر من يحسنه ، قد يكون الانسان عالمًا بشيئ وجاهلا بغيره ، وهذا امر طبيعي ، فلا يسأل غير الطبيب في امر يختص بصحة الابدان ويبنى الحكم الشرعي على ما يراه اهل الاختصاص ولا رأي لغير اهل الاختصاص العلمي ، ولا يتولي القضاء الا من يحسن فهم الاحكام  التى يقضي بها  ، ولا يفتي في امر الا من يحسن فهمه وبخاصة فى قضايا الناس ، ولا يعتد برأي غير اهل العلم من اهل الاختصاص , ولا يفتى فى احكام المبايعات فى الاسواق الا من كان من اهل تلك المهنة , ومن اعتزل حياة الناس فلا يفتى فى امرهم , وتلك محنة الكثير من الفقهاء الذين يتصدون للفتوى فيما لا يعلمون , واقترحت ان تكون الفتوى جماعية تصدر عن مؤسسات علمية تضم اهل الاختصاص , وبخاصة فى النوازل المنشئة للاحكام , والفتوى الفردية هي مجرد راي شخصي يحتاج الى اعتماد وترجيح ,    العلم اولا والتقوي ثانيا ، التقوي ذات دلا لة واسعة ، وتشمل عموم معاني الاستقامة والعفة والصدق والاخلاص والخوف من الله , واهمها النزاهة وانعدام المصلحة الشخصية المؤثرة فى العواطف والقناعات ، الدين هو اهم مصدر. للتقوي بشرط ان يكون ذاتيًا وعميق الجذور في القلب ، اما ادعاء الدين فلا اثر له في السلوك اذا لم ترافقه التقوى الصادقة , والاتقياء قلة وهم على درجات متفاوتة ، العلم مع انتفاء التقوي يقود الي  سلوكيات السفه  وتبرير المظالم والنفاق الاجتماعي في المواقف ، ومثل هذا يكثر في عصر التخلف الذي تنمو فيه كل القيم الخاطئة , العلم بغير خلق يؤدى الى السفه لان العلم كسلاح بيد جاهل لا بد الا ان يخيف به من حوله  ، ومن الجهل ان ينسب خلق السفه  الي الدين باية صورة من صوره  ، الظلم في جميع اشكاله لا يبرر باسم الدين , وما ثبت الظلم فيه فلا يبرر ولو افتى به المفتون  ، ولا يستمد الدين الا من الدين نفسه ومن نصوصه التي جاءت من عند الله وسنة رسوله ، توظيف الدين لغير رسالته عبث وجهل وتخلف وجرأة علي الله ، التدافع علي الدنيا حق مشروع بشرط ان يكون عادلا وتحترم فيه قواعد التدافع وأخلاقياته ، ولا تجد الدينً خارج امرين : الايمان بالله بكل ما يدل عليه ذلك الايمان من دلالات ، واهمها انتفاء القداسة لغير الله ، والامر الثاني احترام الحقوق
من غير تجاوز او تعسف او استغلال ، وهذا هو مراد الدين ومقاصده، وكنت أعيد النظر في كل المسلمات في رحلة من المراجعات النقدية ، وهي ضرورية لانها تعبر عنً معني التكليف والاستخلاف ، لا أجد تلك المذهبية الطائفية المنافسة المتغالبة التي اخفت الكثير من الاسباب التي ادت اليها من الصراعات الدنيوية ، ولا اجد تلك السلفية والصوفية المتزاحمة علي المصالح الدنيوية باسم الدين ، السلفية منهج اصيل في الفهم. وهو منهج كل العلماء الذين يرفضون. البدع والمبالغات والتوظيفات والشطحات والانزلاقات ، واخطر البدع هي ما تضمنته  افكار  السلفية المستحدثة  من انزلاقات مخيفة فى المفاهيم ,  السلفية المعاصرة المعروفة بالوهابية هي  سلفية بدعية. يغلب عليها الجهل والتشدد وقضاياها خارج منهج السلفية الأصيلة ، سلفية. المحدثين. النجدية سلفية متخلفة. ضيقة الافق منفعلة جريئة علي المقدسات تبريرية فى  المنهج والأسلوب ، مشبوهة الاهداف وهي تهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع ، وتعمق الاختلافات وتعلي من شأن الحاكم ولو كان ظالما ومستبدا وتبرر له سياسته , ومهمتها ترسيخ الاستبداد باسم الدين مكتفية بالشعارات التى لا دلالة لها ، انها سلفية في خدمة. الحكام لتمكينهم من الحكم باسم الدين للتخلص من المساءلة والمراقبة والمحاسبة ، وتبرير الجور في الحقوق باسم الدين وتكريس التخلف ، وفي الوقت ذاته لا اجد في صوفية المتأخرين ذلك الصفاء القلبي والقيم الروحية ، انها صوفية التعلق بالدنيا التي لا نجد فيها. تلك الخصوصيات الروحية الأصيلة التي. اشتهر بها أئمة التصوف المشهود لهم بالتقوي ، صوفية اليوم بغير صوفية ,

 لا بد من تلك المراجعات النقدية لاجل التصحيح الحقيقي في كل القضايا. المعاصرة ، وليست هناك مسلمات. ولا قداسات ولا امتيازات ولااحد خارج. الضوابط الشرعية الاساسية ولا تجاوز لما كان من تلك الاصول , وبخاصة في قضايا الايمان وثوابت الاحكام . ، الاسلام رسالة الهية وليس مطية للطامحين ، وليس مجرد. شعار للسياسيين الذين أرادوه وسيلة لاستمالة المشاعر باسم الدين ، ليس هذا هو الدين ، وليس هذا هو الاسلام ، ولا اجد علي المدي القريب افقا يبشر بفجر يوقظ الغافلين وينهض المتكئين على الارائك  ، المجتمع الاسلامي سينهض بخصوصياته الروحية والإنسانية كمنهج. متميز تحتاج اليه الانسانية لكي يكون جامعًا لكل الاسرة الكونية في ظل ثقافة شمولية تؤمن بالانسان كمؤتمن علي الحياة ومستخلف عليها من الله تعالي ، لا اجد الاسلامً خارج ذلك المفهوم الذي يرتقي بمستوي الوعي الانساني نحو الاكمل ، لكي يحرر ذلك الانسانً. من بهيميته الغريزية التي يشاركه فيها الحيوان الي انسانيته التي يستمد العقل فيها نوره وفهمه من النور الالهي الذي يغمر الوجود ويلهم ذلك الانسان رشده الذي يتميز به ويقع التفاضل به عند الله وعند الناس ..

( الزيارات : 468 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *