الوجود كما يراه الانسان

كلمات مضيئة ..الوجود كما يراه الانسان
من طبيعة الانسان ان يمر بمراحل زمنية ثلاث في حياته ولكل مرحلة خصوصيتها التي تلائمها ، قد تختلف بين فرد وآخر ، وكل مرحلة متأثرة بما قبلها وهي امتداد لها ، ومن الصعب القياس بين فرد وآخر ، لعاملين :

 الاول اختلاف. التكوين النفسي بين الافراد ، ولا احد كالاخر ،
والثاني : التكوين التربوي الذي ينشأ فيه الانسان ،وهو مؤثر وموجه ومرجح ، وكنت اشعر بأثره الكبير في شخصية الانسان ،
اما المراحل الثلاث فهي كالاتي :
مرحلة التلقين وهي الاهم والتي تمتد الي سن التمييز والرشد ، هذه المرحلة تسهم في تكوبن الملامح الاولي للشخصية ، الفرد في هذه المرحلة هو امتداد لمحيطه ، ينهض به وينحدر عندما يكون المحيط متخلفًا وفاسدا ، ومن اليسير ان نجد اثر هذه الحقبة التكوينية في حياة صاحبها ، ومن الصعب التحرر منها كليًا ، وبعض الذكريات. لا يمحي من الذاكرة ويمكنه ان. يظهر في موقف لكي يعبرعن اثره ، واستطيع ان اقول ان هذه المرحلة هي الأهم والاكثر تأثيرًا في القيم السلوكية ، تلك الذكريات تظل مؤثرة وموجهة ، وهناك المرحلة الثانية وهي مرحلة التكليف الاول ، حيث. تبتدئ مشاعر الذاتية تنمو بقوة لكي تعبر عن. نفسها ، احيانا ينفرد صاحبها بموقف متطرف ومخالف لكي يعبر عن التميز. والرغبة في الانفراد ، واحيانا يكبر هذا الجموح الي ان يكون ظاهرة. نفسية ، ونجد مثل هذا لدي كثير من الشباب في مرحلة معينة. للتعبير عن الذاتية ، الجموح تعبير عن تلك الذاتية ، ولا خطر من ذلك الجموح بشرط. ان يتم التعامل معه بطريقة. تمنع انحرافه ، عن طريق التفهم له كمنهج للتعبير عن الذاتية ، ومن خصوصية هذه المرحلة انها تمثل مرحلة البناء والشعور بالقوة ، ومن اليسير ان تكتشف القدرات الذاتية في تلك المرحلة علي شكل اقتحامات مثيرةللاهتمام ، تلك هي مرحلة المراجعات النقدية لكل المسلمات التي تلقاها صاحبها في المرحلة التكوينية الاولي ، لا شيئ لا يخضع للمراجعة ،. واعادة التقييم ومحاولة الفهم ، وتلك الظاهرة لا تخيف وهي ظاهرة صحية وحتمية ، انها المرحلة الاهم التي تشهد تلك المراجعات النقدية ، وبعدها تبتدئ المرحلة الثالثة ، وهي مرحلة الائتمان وتحمل المسؤولية وصياغة رؤية متكاملة منسجمة للحياة ، هي ثمرة لمرحلتين سابقتين المرحلة التكوينية والمرحلة التكليفية ، ولا بد من وجود ثوابت تمنع الانزلاق والشطط والخضوع للأهواء ، هذه المرحلة ليست نقيضًا لما قبلها من المراحل ، وانما هي امتداد وتكامل ، تمثل رحلة الشخصية من النقص الي الكمال ، وتلك هي رحلة الحياة. والانسان ، تتميز هذه المرحلة بالسعة. والنظرة الواقعية. والحكمة ، لا شيئ يمكنه ان يكون الا بالشكل الذي يؤدي مهمته التي خلق لاجلها ، الخير والشر لا بد منهما في الحياة، عندما تفهم الاخر تقبله كما هو ، وعندما تفهم الحكمة. ترتاح ويزداد إيمانك بالله وتكون اكثر فهمًا عنه. فيما اراده من ذلك التنوع والتدافع في الحياة ، ويشعر الانسان في مرحلة من حياته انه بحاجة لاعادةً الفهم. في كل المسلمات من منطلق الحكمة. ، ولا بد من منهج للتقويم لكيلا يقع الخلل في الاحكام ، وتراعي الثوابت والأصول ويكون الانسان هو المخاطب والمؤتمن ، لكي يكون هو المستخلف علي الارض من الله تعالي ان تكون موطنًا. للحياة، وهو مكلف بما ارتبطت به حياته من الاسباب المادية ، ما كان من الله من الاصول والثوابت والاحكام. فيجب احترامه ، وطريقها واحد وهو رسل الله.، تلك هي المسلمة الاولي ، اما المسلمة الثانية. فهي الثقة بالعقل كمخاطب من الله ومؤتمن علي ما خوطب به من ربه ، والعقل اداة للفهم. متأثر بمكوناته التكوينية الاولي ، وبمحيطه الاجتماعي وبمصالحه التي يصعب عليه التحرر منها ، كل جيل مخاطب كما خوطب الجيل السابق له بخطاب تكليفي واحد ، ومن حق كل مخاطب ان يفهم ما خوطب به من ربه في مجال الايمان اولا وفي مجال الاحكام ثانيا وفي مجال الآداب والاخلاق ثالثا ، لا احد من الخلق خارج التكليف الالهي والرعاية الالهية والرحمة المطلقة ، كل جيل مؤتمن ان يفهم ما هو مكلف به ، لا مسلمات فيما كان من جهد العقول الذي وقع الاختلاف فيها ، ما كان من امر الاجيال السابقة فكرا وثقافة وفهمًا فينسب اليها ويسجل في صفحاتها ، يستفاد منه ويستأنس به كتراث انساني ، ما كان صالحا ومفيدا أخذ به ، وما كان من خصوصيات ذلك الجيل فيحتفظ له فيه من غير قداسة فلا قداسة لجهد إلعقول فيما كان مصدره. المصالح المتجددة ، اصول الحقوق من الله تعالي ويجب ان تحترم ، وتطبيقاتها مسؤولية. انسانية وتحترم فيها الأغراض والمقاصد المرجوة ، التكليف متجدد علي ألدوام لا يتوقف وهو ثمرة لذلك الخطاب الالهي لكل عباد الله فيما كان من الهداية لهم والرشاد في امر الايمان بالله. اولا واحترام الحياة في كل مظاهرها ثانيا ،. واهمها احترام الانسان في كل حقوقه التي ضمنها الله له ، ولا اجد الاسلامً كرسالة الهية خارج تلك الرحمة بكل العباد والقيم الانسانية والروحية في كل العلاقات التي تربط الانسان بالوجود بكل تجلياته التي هي من خلق الله وحكمته ،  المرحلة الثالثة هي الاهم في حياة الانسان ، لانها تمثل مرحلة العطاء الناتج. عن التجربة الانسانية. الغنية بعبرها ودروسها ، الحياة كما هي عليه من منطلق انساني ، وفي هذه المرحلة يكون الانسانً اقرب الي الله تعالي وأعمق فهمًا لمعني الحياة ، الله ولا شيئ الا الله ، وكل ما في الوجود مجرد تجليات نورانية تعبر عن تلك الوحدة الوجودية التي هي الحقيقة المطلقة ، النور الالهي واحد واعظم تجلياته في خلق ذلك الانسان. بكل. تنوعاته واستعداداته واسرار خلقه ، ما نكتبه عن الوجودليس هو الحقيقة ابد، وانما نكتب عن الوجود كما يراه الانسانً ، وعي الانسان بالوجود هو الوجود المادي. الذي يدخل ضمن التكليف ، وما تجاوز ذلك الادراك من امر الغيب فلا يجوز له الخوض فيه لانه من امر الله الذى اختص الله بعلمه ولم يطلع عليه احدا من خلقه .

( الزيارات : 434 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *