شكرا كورونا

كلمات مضيئة..شكرا كورونا ..
تفيد بعض المؤشرات الصادرة عن المعاهد العلمية المختصة بالأوبئة ان وباء كورونا كوفيد 19 الذي هاجم الاسرة الكونية كلها في كل مكان من الارض قد يتجدد في موجات. متلاحقة في فصل الخريف‏ القادم عندما. ينتهي الصيف بحرارته التي تخفف من انتقال العدوي. وقد يكون اقسي مما هو عليه تخويفا وفتكًا واسرع انتقالا ، وليس الخطر في أعداد الوفيات والإصابات فكل الأمراض. تميت بصمت ولا تخيف ، اما كورونا فقد اخاف وأرعب لانه. لا يمكن التحكم فيه وينتقل بصمت ولا تراه ، انه كرصاصة. طائشة لا احد يتوقع من تختاره لكي تستقر في صدره ، لا اصدق ان كل الانسانية بكل ما تملكه من اسباب العلم عاجزة عن التصدي لتلك الهجمة القاسية او إيقاف خطرها ، انها رسالة السماء للانسان ان يتوقف عن العبث بالحياة عن طريق ما يخترعه من اسباب الفتك بالانسان وتخويفه وتجويعه وإذلاله عن طريق تطوير وسائل الشر من انواع الأسلحة وبخاصة الجرثومية والكيماوية ، لا يمكن للموكب الانساني ان يستمر في رحلة الحياة بغير رشد وحكمة ، لا يمكن لطغاة الارض والسفهاء ان يقودوا موكب الحياة عن طريق القوة والسلاح والاذلال ، رسالة كورونا لاجل التصحيح ان توقفوا عن العبث بالحياة التي ارادها الله لاجل ان يعبد في الارض. وان يكون الانسان هو المستخلف والمكلف والمخاطب والمؤتمن ، الصالحون من عباد الله هم المستخلفون. والمؤتمنون فى كل عصر ،اما الاشرار ممن يملكون القوة فلا مكان لهم ولو ملكوا كل القوة بكل اسبابها واخافوا العباد ، كورونا بداية وليس نهاية ، قد تتكرر بصور جديدة من الاوبئة المتجددة  اشد قسوة ، لقد عبث الانسان عن طريق العلم بكل المسلمات التي كانت ضرورية لاستمرار الحياة، الاسرة والاخلاق والدين ومفاهيم العدالة. ،واصبح الانسان بلا ضوابط ولا. قيود اخلاقية تردعه. ، تتحكم فيه أهواؤه وتوجهه. مصالحه ، ما الفائدة ان يسهم العلم في تدمير الحياة عن طريق اختراع.السلاح الذي يدمر والحروب الجرثومية التي تهدد الحياة ، ما الفائدة في تكدس الثروات بيد دول وافراد قليلة لانهم. تحكموا في اسبابها اغتصابًا واستغلالا ويموت معظم البشر من الجوع. والفقر والمرض ، ولا يجدون ما يأكلون ، لا يمكن للاسرة الكونية المستضعفة. ان تعيش حياة القطيع وهو يمشي نحو حتفه. . مستذلا ومستضعفا . ويدفع الي المهالك ، لكي يدافع عن الطغيان ويمكن السفهاء مما يريدون. ، المستضعفون في الارض هم في فوهة المدفع دفاعا عن الحياة ، هم الذين ينتجون في المزارع والمصانع. وهم الذين يقاتلون مجبرين  للدفاع عن الطغاة في الارض من الاشرار والفاسدين ، وهم الذين يُستغلون في كل موقف ،اليس هذا من الظلم الذي حرمه الله علي عباده ،. لا اجد الدين فيما عليه المجتمع الذي يرفع شعار الدين ويدعي الدفاع عنه ، ولا أجد العقل في مجتمع العقلاء الذين يدعون حسن الفهم. والحكمة في القرار ، ولا اجد العدالة في مجتمع يتحكم فيه السفهاء ويظلم فيه الضعفاء ، كورونا هي ثمرة لذلك العبث الانساني في تلك الغابة المظلمة التي ارادها الله ان تكون حديقة مزهرة يعيش فيها كل عباد الله ، يحرثون الارض ويزرعون القمح  ويعدلون فيما بينهم في الحقوق ولا يظلمون  ولا يستبد قوي بضعيف ولا يستغل حاجته ولا يغتصب اجره ، اليس كل ما يتعاملون به من المظالم والاحتكارات والاغتصابات  هو من اكل اموال الناس بالباطل وهوصورة من صور الربا الذي حرمه الله علي عباده ان يتحكم قويهم بضعيفهم وينفرد غنيهم بالأموال ويمنع فقيرهم مما ضمنه الله لكل عباده من الرزق ، كم نحتاج الي كورونا لكي تكون موقظة لذلك الانسان من تلك الغفوة التى ابعدته عن حقيقته الانسانية ، وكم يحتاج ذلك الانسان الى ان يخرج من ظلمة  الجاهلية  الي النور والهداية ،لا بد من الاصلاح الحقيقي الذي يقود الانسان الي طريق الانسانية ويخرجه من تلك البهيمية التى نراها فى الغاب ويتحكم الاقوياء فى الضعفاء بدون رحمة ، امور ثلاثة يجب ان تتجه الانسانية اليها في عصر ما بعد كورونا
اولا : انسانية بلا حروب ولا جيوش ولا اتجار بالسلاح ولا تفاخر باسباب القوة ، ما حاجة الانسانية لتلك الحروب وقد اكرم الله الإنسان بالعقل لكي يفهم به ما خوطب به من احترام الحياة وبيان الحقوق ، الحروب التوسعية العدوانية اسوأ تراث الانسانية وأبعدها عن الدين والاخلاق والعدالة , وعندما ينحدر الانسان تكون الحروب منهجًا للتعامل ومصدرًا للحقوق وللشرعية ،

 ثانيا : انسانية. بلا طبقيات ولا انتماءات. ولا صراعات تعبر عن الانانية وتنمي الاحقاد ، الانتماءات لا تبرر. التفاوت في الحقوق الاساسية التي ارتبطت الحياة بها ، لا بد من العدالة في اصدق صورها من منطلق العبدية لله تعالي ولا احد خارج التكليف وكمال المسؤولية ، ذلك هو منهج الاسلام الذي اراده الله هاديا لعباده ..
ثالثا : اصلاح معايير العدالة في النظم الاجتماعية في الاموال والحكم والمعاملات ، فلا استبداد بحكم خارج التفويض الارادى  والتكليف الوظيفى  ولا انفراد بمال او ملكية خارج قيمة الجهد العادل ، ولا توارث لاي حق مصدره الفساد والاغتصاب والاستغلال ، ولا استغلال للدين ولا توظيف له لخدمة المصالح.الدنيوية بعيدًا عن قيمه. الروحية المستمدة من كلام الله وسنة رسوله في ترسيخ المعاني الايمانية وتنمية القيم الانسانية التي تحبب الانسان في الخير وتشجعه عليه وتشعره بالرحمة تجاه كل المستضعفين والمظلومين وتجعله مؤتمنًا علي الحياة كما. أرادها الله لكل عباده ، الحياة تستمر بالصفاء الداخلي وطهارة. القلوب وتنقية الهواء من كل ما يفسد الطبيعة من الظلم اولا ومن العبث بالهواء عن طريق تلك الملوثات التي أفسدت الطبيعة وجعلت الارض غير مؤهلة للحياة ثانيا ، الحياة يجب ان تستمر وتلك مسؤولية هذا الجيل ان يحافظ علي تلك الامانة ،كل جيل مؤتمن علي عصره ان يحافظ علي الحياة ، ومن الظلم ان نورث الاجيال المقبلة ارضا ملوثة بالأوبئة والفيروسات والقيم الفاسدة والمعايير الظالمة ، أطفالنا اليوم يعيشون محنة نفسية وسوف تكبر معهم ذكرياتها ، انهم جيل الخوف من تلك الاوبئة التي جعلت الطفل يخاف ممن يقترب منه ، ويخاف من أمه وأبيه وهو يسمع كلمة كورونا وهي تجسد له ذلك الخوف من الحياة ومن المستقبل ، جيلنا اليوم ليس هو الافضل ابدا  ، وليس من حقه ان يفخر بما انجزه من تقدم علمي في كل ميادين المعرفة ، وسؤالي اليوم:  هل اسهم كل ذلك في اسعاد الانسان والتخفيف من معاناته ، ليس المعيار ان تكبر ثروة فرد او افراد ويكثر الجياع من حولهم ، المعيار العادل ان تكون الثروة في خدمة كل مجتمعها لكي تقاوم الفقر والجوع والمرض، جهالة الحضارة بأنانيتها وقسوتها ، محنة الانسان الجاهل انه يأنس بالظلام ويجده نورا ، لم اجد في حياتي مسيئا اعترف بإساءته ، ومن الجهل المركب انه يري نفسه من المحسنين ، اليس من حق هذا الجيل ان يرسم صورة جميلة لما يراه الافضل للأجيال المقبلة وأقربهم اليه. هم اولا ده وأحفاده ، ما بعد كورونا يجب ان يكون نظيفا وليس ملوثا بالجهل والأهواء والأنانية والمصالح والمظالم  ، وكلها ملوثات للطبيعة اولا وللنفس الانسانية ثانيا ،
قال الله تعالى : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون .. سورة النحل الآية ١١٢، ۚ)

شكرا كورونا  :
لقد أيقظت ذلك الانسان من غفوته ، ما بعد كورونا سيكون مختلفًا عما كان قبلها والا. فكورونا قادمة بثوبها الجديد :
فهل من يسمع النداء..

( الزيارات : 455 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *