الرحيل الرحيل

الرحيل ..الرحيل
كم تاثرت وانا القى محاضرة فى الاسبوع الماضى عن الامام الغزالى وهو يحكي قضيته الخاصة وهي رحلته من الشك الى اليقين..كم عانى من الالم والحزن والكآبة حتى اصابته عقلة فى لسانه وهو حجة الاسلام وصاحب الكلمة الفصحى والاسلوب المشرق..
ثلاثة اشهر توقف لسانه عن الكلام واصبح يغالب نفسه فلا يستطيع ويسمع نداءا من اعماقه يناديه ويتعالى النداء حتى اصبح صوته كضجيج مزلزل فى كيانه:
ما تفعل ياغزالى اذا اكتشفت ان عالم العقليات قد خذلك وخدعك كما خذلك عالم الحسيات ..
ما ذا تفعل ياغزالى اذا اكتشفت ان كل ما تفعله ويثير اعجاب الناس بك لا تفعله لله وانما تفعله لاجل الصيت والسمعة , ولكي يقال عنك بانك حجة الاسلام..
ماذا تفعل ياغزالى بكل ادلتك وفلسفتك وعلمك اذا فشل كل ذلك فى ايصالك الى اليقين الذى لا ريب فيه , وكل علم ودليل لا يوصلك الى اليقين قلا ثقة به ولا امان معه ..
صوت من اعماق الغزالى يناديه :
الرحيل.زالرحيل.
لم يبق من العمر الا القليل.
ان لم تتوقف اليوم فمتى تتوقف وان لم تستيقظ اليوم فمتى تستيقظ ..

ترك الغزالى كل شيء ..تخلى عن كل اعبائه واخذ بالرحيل واحرق جميع سفنه لكيلا يعود الى ما كان عليه فى بغداد..
رحلة قاسية متعبة شاقة ..جميع الابواب قد اغلقت ولم يبق امام الغزالى الا ذلك الخيار الوحيد..الرحيل الرحيل ..

( الزيارات : 1٬633 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *