الرسالة الجامعة

سالة الجامعة والعمل الصالح

………………….

احاول ان اسجل انطباعاتي الشخصيةً  عن المجتمعات الاسلاميةً كما اراها من نافذتي الخاصة التي اعتدت ان اجلس خلفها ، ومن عادتي ان اتأمل فيما اراه امامي بموضوعية ، واحاول ان اسجل فيها انطباعاتي الشخصية ، ولا ادعي انني على صواب فيما اراه ، ما اسجله مجرد وصف نسبي تحكمه معاييري الخاصة ، وكنت اشعر انتي مكلف بان اصف ما اراه بصدق ، الحق امر نسبي ولكل انسان ان يبحث عما يترجح له الحق فيه , وما يراه يلزمه ولا يلزم غيره ، كنت الاحظ وجود  ثلاثة اصناف من الناس  , قد  نختلف فى التسميات ، وحاولت ان اصنفهم كما يلي  :  اهل الالتزام الدينى  ,  واهل البدعة  , واهل الضلال ، ولكل صنف منهم تعريفه ودلالته وخصوصيته ، أهل الالتزام , واعني بهم اهل الاستقامة وهم الذين امنوا بالله وبما جاء من عنده والتزموا بما في كتابه وسنة رسوله , ويعملون الصالحات ، وهؤلاء  لا يعتدون ولا يظلمون ولا يفعلون ما حرمه الله علىهم  من المحرمات والمنكرات والفواحش ، لا شيء مما يصلح الحياة من المحرمات ، ولا شيء مما يفسد الحياة من الصالحات ، وهذا معيار عادل للتفاضل عند الله  , وهذا الصنف من الناس  تجدهم في كل مجتمع وعصر , وهم الصالحون من عباد الله الذين يامرون بالمعروف الذي يصلح الحياة , وينهون عن المنكر الذي يفسدها , ولا اريد ان يقتصر لفظ اهل السنة على المفهوم الاصطلاحي  والتاريخي لهذا الاسم الذى يميزهم عن كل الاخرين بالاستقامة والالتزام بالحق لمجرد الانتماء ، اخترت لفظ اهل الاستقامة لكي يشمل  كل من من التزم بالحق فى عقيدته الايمانية وعمله الصالح  من كل المذاهب والطوائف الذين امنوا بالله ورسوله  ويعملون الصالحات ويبحثون عن الطريق المستقيم الذي يحبه الله من عباده ، هوية هؤلاء الايمان بالله والاستقامة التي تجعلهم يتسابقون في عمل الصالحات التي امر الله بها في احترام الحقوق والاستقامة في السلوك ، ولا اريد اكثر من هذا ، وهذا تصنيف يقنعني واجده عادلا  لكيلا يشمل كل الصالحين , ولو ضاق به العوام وانكروه واعتبروه حروجا عما الفوه ، اما اهل البدعة فهم الذين أضافوا الى الدين ماليس منه من كل الفرق والمذاهب من قبل ومن بعد ممن اعتبروا انفسهم اوصياء على الاسلام ، وسخروا الدين لخدمة مصالحهم الدنيوية ، ووظفوه فيما يفسد الحياة ، واهم البدع القديمة والحديثة التى اراها من المنكرات  ظاهرة التصنيف المذهبي والطائفي والتعصب الذي يدفع كل فريق للتمسك بما هوفيه وينكر على الاخر حقه فيما ترجح له الحق فيه ، هذا الانقسام المذهبي والطائفي اساء للاسلام , وفرق كلمة المسلمين وعمق التباعد والتنافر والتحاقد بين المسلمين , ولو كانوا من الصالحين الذي اخلصوا لله تعالى عبادة وطاعة ومحبة واستقامة , وكنت اتساءل مع نفسي  : لماذا هذا الانقسام والكراهية المتبادلة بين المسلمين  بالرغم مما يجمعهم  من الكتاب والسنة , وكل فريق ينسب للآخر ما يسيء اليه , ومن المؤسف  ان الاجيال تربت على تلك الكراهية التاريخية  وسوء الظن بالاخر ، اننا ننكر كل انحراف ً عن الطريق , وننكر كل منكر من اي فريق ولو كان الاقرب الينا منهجا وعاطفة ، لا بد من المراجعات لكل المسلمات التاريخية التى ورثناها  وتربينا عليها منذ الطفولة  وتعلمناها فى المدارس كمسلمات   ,.لا احد على الحق الا من التزم به وفق معايير الحق التي امر الله بها ، واخطر ما يهدد مجتمعنا الاسلامى ويضعفه   ظاهرة التكفير التي انتشرت واصبحت شعارا   للمتشددين , وكانهم الاوصياء على الدين والاعلم به والاحق بتفسيره ، امر الايمان والكفر ليست من اختصاص الانسان ، و هو من الامور الايمانية التي اختص الله بعلمها والحكم فيها , ومن سوء الادب مع الله ان يتحدث الانسان بجهالة عما اختص الله بعلمه من امر الخلق والغيب والتكفير ، امر العباد لخالقهم,  وهو ارحم بهم واعلم بما يسرون وما يعلنون ، واعرف بما في قلوبهم من الهدى والضلال ، ما كان من امرالله  فلا يجوز الخوض فيه ، ويشمل كل ما كان من امر الغيب الذي انفرد الله بعلمه ، ويجب الايمان به كما جاء من عند الله من غير زيادة فيه ، ولا وصاية لانسان على انسان فيما هو من امره ولما اختاره لنفسه ، النظام الاجتماعي من اختصاص الانسان ان يضبط الحقوق فيه بما تحترم فيه كلمة الله في احترام الحياة والانسان ، والنظام الاجتماعي هو ثمرة لتعاقد توافقي انساني تحترم فيه مصالح العباد فيما ترجح لهم الصلاح فيه ، الحياة امانة ومسؤولية , وكل مجتمع مكلف بقضاياه ، وكل جيل مؤتمن على عصره بما يرى الصلاح ًفيه، التجديد مطلوب ومحمود بشرط ان يكون باتجاه الكمال الذي تحترم فيه الحياة بكل مظاهرها كما ارادها الله ، لا بدعة في الدين فيما يضيف اليه ماليس منه ، ولا اضافة اليه بما يقع الانحراف به عن حقيقته الايمانية ، والاعراف الاسلامية التي تعمق القيم الايمانية محمودة ومطلوبة بشرط ان تحترم فيها روحية الدين واحكامه الكلية ، ومن الاعراف المحمودة التعبير عن الفرحة يوم المولد النبوي الشريف بقراءة السيرة النبوية والتذكير بها ، ولا ًتجاوز في ذلك للضواببط الايمانية  ولا اقرار بما يفعله العامة من الاعراف التي تتنافى مع قدسية المناسية وتوظيف المناسبة لاغراض دنيوية خارجة عن اهداف الدين ، اما اهل الضلال وهم الفريق الثالث فهم الذين طغوا في الارض وعلوا علوا كبيرا بمالهم وسلطتهم وسلطانهمً , واكثروا في الارض الفساد بسلوكيات السفه والترف المستفز للمشاعر وارتكاب المنكرات التي حرمها الله على عباده ، اهل الضلال كثر في كل مجتمع ، وتجدهم في كل مكان يعم الجهل  فيه , ولقد اشتد خطراهل الضلال  بسبب رموزه الذين يفسدون ما كان صالحا من المفاهيم والاعراف بجهلهم وتعصبهم المذموم ، وهم الذين سخروا الدين لغير ما اراده الله لكي يكون منارة هداية تمنع من الضلال ، وكنت اضيق بالمصطلحات المذهبية والفرقية والطائفية التي تفرق ما اجتمع من القلوب ، تحت شعار الصوفية والسلفية والسنة والشيعة والمذهبية الضيقة ، والمذاهب الكلامية الاشعرية والمعتزلة ، الاسلام واحد ورسالة الله لعباده واحدة ، وتخاطب كل انسان بان يستقيم ويعمل صالحا ، من عمل صالحا من كل هؤلاء من غير تمييز بينهم او تفريق , ارجو الله ان يجزيه خيرا عن عمله ، ومن افسد في هذه الحياة بظلم وطغيان وعدوان فامره الى الله ، والله يحاسبه عن افعاله ، وتنحصر مسؤولية الانسان في الحقوق التي يضبطها النظام الاحتماعي الذي يضعه الانسان بجهده واختياره فيما ترجح له الصلاح فيه ، اهم ما يحتاجه الانسان المكلف ان لا يتجاوز عبديته لله تعالى التي توجب عليه الادب مع الله فيما اختص الله به ، وان ينصرف الى ما هو مكلف به من امر التكليف بان يحترم القانون الالهي الذي وضعه الله للوجود لكي تستقيم الحياة باسباب الاستقامة ، واهمها العدالة في الحقوق بما تحترم فيه الحياة لكل انسان ويحترم الانسان فى كل حقوقه الانسانية  التى ضمنها الله له ..

…………………………………….

( الزيارات : 386 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *