الشخصية الاسلامية فى المرآة

الشخصية الإسلامية

تَرَسَّخَت في أذهان الناس صورةٌ معينةٌ للشخصية الإسلامية, وهي صورة سلبية في الغالب ، مخيفةٌ ومرعبةٌ وذات طبيعة حادّة ونفسيّة غضوبة ، وقلّما تكون أليفة ومتفائلة ، إذا رأت ما تنكره ثارت وانتقدت وأحرجت ، وقلما تلتمس العذر للمخالف لها في الرأيّ ، وقلما تؤمن بالحوار والتواصل مع الآخر, وتنظر إلى الحياة نظرة جادة ومثالية وهي شخصية ناقدة ومتعالية نظراً لأنها ترى أنها على الحق والآخر المخالف لها على ضلال ، وكلّ من خرج عن جادة الصواب فحو منحرفٌ وفاسقٌ ، والمجتمع الذي لا يواجه الانحراف والميوعة في السلوك هو مجتمع ضلال ، والأسرة التي لا تلتزم بالقيم الإسلامية في سلوكها هي أسرةٌ منحرفة ، ومعظم الشخصيات الإسلامية لا تؤمن بالحوار إلا في نطاق المسلمات والثوابت التى تؤمن بها…

هذه هي ملامح الشخصية الإسلامية في نظر المجتمع ، بعضها صحيح ويعبر عن نماذج من هذه الشخصيات ، وبعضها غير صحيح ، فليس كلّ الشخصيات الإسلامية ذات ملامح واحدة واستعدادات متماثلة ، فبعض الشخصيات الإسلامية وبخاصة إذا أوتيت قدراً من العلم وتربت في بيئة تربويّة أصيلة  تملك من سعة الأفق والأدب الاجتماعي واحترام الآخر المخالف لها في الفكر ما يجعلها في موطن الإعجاب والتقدير ، فالإسلام يعلم المسلم الأدب مع الناس ، وهذه من ثمرات العبادة ، ومن خصائص التربية الإسلامية التواضع الصادق والتماس العذر للناس فيما هم فيه ، ولو ساروا في طريق الانحراف ، ولا يعتبرون أنفسهم أفضل من أولئك المنحرفين ، ويحاسبون أنفسهم إذا أصابهم الغرور ، ويقفون إلى جانب المنحرفين بحنان وود وصدق للأخذ بيدهم ، ولا يخوّفون ولايرهبون  ، وإنما يفتحون لهؤلاء باب الأمل ، ويدفعونهم نحو التوبة ، ويغذون في نفوسهم الاستعداد للخير ، ومن تربّى من هؤلاء تربية روحية صادقة ومن تأدّب منهم  بأدب الإسلام فانه عظيم التاْثيرفى مجتمعه, وهؤلاء يمثلون الشخصية الإسلامية المعطاءة التي لا حدود لأثرها في الآخرين ، والقلوب تنشرح لهذه النماذج من الدعاة والناصحين ، وهؤلاء إن حاوروا فهم أكثر الناس احتراماً لأدب الحوار ، وإن صادقوا فهم أكثر الناس وفاءً للصداقة ، وإن نصحوا فهم أكثر الناس صدقاً فيما يقولون …

وليست الشخصيات الإسلامية سواء في طبيعتها وفيما تمتلكه من قدرات وخصائص ، وإذا كان البعض يخشى من قسوة بعض الشخصيات والنماذج ، فإنّ شخصيات أخرى تقدم النموذج الأمثل في الاستقامة والنزاهة والصدق والأدب ، وهؤلاء إذا تولوا مسؤولية إدارية كانوا قدوة للآخرين في استقامتهم وإخلاصهم ، وإذا تولوا مسؤولية سياسية كانوا أكثر الناس أمانة ونزاهة ، ويجب على الدعاة أن يقدموا الإسلام الأصيل وأن يكونوا القدوة الحسنة في الأدب والكلمة الطيبة  لكي تنفتح القلوب لما يقولون وتنشرح الصدور لما يدعون إليه ..

( الزيارات : 808 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *