الشيخ أبو النصر خلف

الشيخ أبو النصر

الشيخ أبو النصر خلف


ما زالت ذكريات الطفولة ماثلة في ذاكرتي من أحداث وقصص وأعلام وعواطف , كنا في الطفولة نسمع عن أعلام فنحبهم ونحترمهم ونسمع عن آخرين فتنطبع في ذاكرتنا لهم صور قاتمة , ومن الطبيعي أن نتأثر بما نسمعه وهو رصيدنا الذي ينمى في ضميرنا مشاعر الخير ومحبة الرموز الإسلامية التي أسهمت في تربية مجتمعها وارتقت به روحياً وسلوكياً ..
من أهم هذه الشخصيات التي نشأنا منذ الطفولة نشعر باحترامها وإجلا لها والإشادة بإثرها الشيخ الكبير المربي أبو النصر ابن الشيخ سليم خلف الحمصي شيخ المشايخ في حلب وحمص وفي معظم الريف الشمالي الممتد إلى الرقة وإدلب ومنبج ..
لم ألتق بالشيخ رحمه الله ولا أعرف ملامحه ..كنت صغير السن ولم أحضر مجالسه , ولكنني رأيت آثاره التربوية والروحية في إخوانه ..كان السيد النبهان طيب الله ثراه يحدثني كثيراً عنه وعن مجالسه وروحانيته وإخلاصه وصدقه وتقواه وورعه , وكان يحبه ويشيد به, وكان من المقربين إليه والمنتمين إلى طريقته النقشبندية الشهيرة فهو شيخ مشايخها وبه ازدهرت ونمت وكبرت , وكان لها الأثر الأكبر في تنمية القيم الروحية في تلك الفترة الزمنية التي كانت بلاد الشام تحتاج إلى تغذية القيم الإيمانية في النفوس في ظل غياب مناهج التربية الإسلامية الأصيلة بسبب الجهل والأمية وتخلف المجتمع عن عصره فكانت التربية الروحية هي أداة التكوين الأخلاقي في الإنسان..لقد أسهم الشيخ أبو النصر في تنمية هذه الروح الإسلامية في مجتمعه وحظي بالإحترام والقبول ومحبة الناس ..
لم ألتق به ولكنني كنت أحمل له في قلبي كل الإحترام والتقدير, وعرفت فيما بعد الكثير عن حياته وأسرته بعد صلتي بفضيلة الشيخ عبد الباسط ابن الشيخ أبو النصر الذي أحببته منذ رافقت السيد النبهان عندما زاره مرة في منزله في سيف الدولة , واكتشفت في تلك الزيارة عمق الصداقة والمحبة التي تجمع بينهما منذ زمن بعيد..كنت في الخامسة عشرة من عمري ..مازالت الزيارة في ذاكرتي حية جميلة معبرة..منذ تلك الزيارة بدأت محبتي للشيخ , ورأيت الكثير من خصاله النبيلة وشخصيته المحببة ..كنت أحبه ويحبني ..عندما كنت ألقاه كنت أسرع للسلام عليه وكان يلقاني بابتسامته المحببة ..كان طيب النفس رفيع الخلق ..كنت ألقاه قليلاً إلا أنني كنت أشعر بتلك العلاقة الروحية التي تشدني إليه ..ما زالت كلماته الأولى باقية فى نفسى مؤثرة مشجعة محببة …لم اكن ادرى يومئذ ما تخبئه الاقدار فيما بعد ..بعد اكثرمن عشر سنوات تزوجت ابنته وكان السيد النبهان سعيدا بهذا..وكنت ارى ملامح السعادة عليه وهو يحتفى بذلك ..
ما زالت ملامح الشيخ عبد الباسط كما رايته لاول مرة ..اقتربت اكثر منه وعرفت فضله وخلقه عن قرب كما كنت اسمع ذلك من السيد النبهان ..واليوم يتابع الشيخ اسماعيل وكل اخوانه رسالة والدهم وجدهم على خطى جدهم الاكبر الشيخ سليم خلف عميد الاسرة الاول المعروف بمكانته المتميزة وكراماته واحواله الروحية .. رحمهم الله تعالى جميعا وجزاهم الخيرعن جهدهم وجهادهم ..

( الزيارات : 3٬960 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *