فقه الحياة
لم اجد جوابا ابلغ فى التعبير عن المواقف والانفعالات فى حالة الرضى والغضب وفى حالة الاقرار والانكار ومع من تحبه وتحترمه ومع من لا تحبه ولا تحترمه , ومع العقلاء ومع السفهاء , انه اللغة التى يمكنك التعبير بها عن كل المواقف وهي الرسالة الاكثر تعبيرا عن كل كلام يقال او يكتب , ما اروع الانسان الذى يحسن لغة الصمت فى المواقف , وما اجمل شجاعته عندما يمسك نفسه فلا يجيب لاعتبارات كثيرة هو الوحيد الذى يحسن فهمها ويقدر اهميتها , الصمت موقف وهو جواب بالغ التعبير عما تريد ان تقوله فتمسك نفسك فلا تجيب وتكتفى بصمت ناطق معبر ..
كم كنت اعجب باؤلئك الرجال الذين يحسنون الصمت وليس كل الناس يحسن الصمت وليس كل الناس يفهم لغة الصامتين فالكبار يفهمون ما يعنيه الصمت عندما يتكلم الجميع ويمسك الصامت عن الكلام تعبيرا عن موقف لاخجلا ولا تهيبا ولا جهلاولاحيرة فاحيانا يعبر عن الفرحة والامتنان والرضى واحيانا يعبر عن الاعراض والتجاهل لخطاب الجاهلين الذين علمنا القران ان نقول لهم اذا سمعنا خطابهم سلاما …
كم نحتاج ان نتعلم من التوجيه القرانى ذلك الادب الرفيع فى معاملة الاخرين سواء كانوا صالحين او كانوا فاسدين فلاسلطان لك عليهم , ولا بد من ان تصادف فى حياتك بعض السفهاء والحاقدين والحاسدين ممن فسد باطنهم فلا يمكن ان يصدر عنهم الا ماهو مخبوء في قلوبهم من سوء ناتج عن فساد فى الطباع وتربية قادتهم الى سلوكيات منحرفة..
تعالوا نتعلم من القران الكريم منهجية التربية الراقية فى التعامل مع الاخرين , واياك ان تنحدر الى الهاوية فى لحظة انفعال او ان يستدرجك الجاهلون لما يريدونه منك من مجاراتهم فيما هم فيه , ان فعلت فقد خسرت تميزك عنهم وفعلت ما يفعلون , تعالوا نتعلم لغة الصمت الراقية لكي نعبر عن انسانيتنا بتجاهل ما يفعله الجاهلون ..