الرقابة على الرقابة فى البنوك الاسلامية

الرقابة على الرقابة الشرعية فى البنوك الاسلامية
من القضايا التى ناقشها مؤتمر الاقتصاد الاسلامى فى تطوان يوم الجمعة الماضى فكرة الرقابة الشرعية على البنوك الاسلامية , ومن يمارس دور الرقابة فيها , والبنوك الاسلامية تختار من تشاء للرقابة الشرعية وهل يمكن لمن يعمل فى هذه البنوك ويتقاضى مكافاة على مهمته ان يراقب هذه البنوك وان ينقدها وان يكشف اسرار تجاوزاتها الشرعية . لا اتهم الكل فهناك من من يجب ان نثق بدينه وورعه وهناك من يتساهل او لا يحسن فهم ما يجرى فى هذه البنوك لعدم تخصصه فى هذه الامورالمعقدة ..
سؤال ملح وضرورى ولا بد منه للتاكد من سلامة الرقابة وجدية الرقابة , ونحن نعرف ان البنوك المركزية بما تملكه من سلطات تراقب عمل البنوك العادية وتحذرها من تجاوز القوانين المالية والضوابط الادارية .
اليس من حقنا ان نتساءل عن مدى جدية الرقابة الشرعية فى البنوك الاسلامية , ولا بد من انشاء هيئة رقابية تراقب هذه الرقابة وتتاكد من سلامة هذه الرقابة وان تكون هذه الهياة الرقابية مستقلة عن البنك وليست خاضعة له , وتملك سلطة النقد والكشف عن التجاوز والتساهل لاعطاء مصداقية للرقابة الشرعية , فالرقابة على الرقابة امر ضروري فى الامور المالية واستقلالية الهيأة الرقابية امر لا بد منه لكي لا يكون هناك استغلال او تجاوز فى امر لا بد من التاكد من سلامته لكي يثق المدخر المسلم بمن يتعامل معه من البنوك الاسلامية التى قد لا يلتزم بعضها بالمعايير الشرعية والشفافية المطلوبة فى اعمالها واستثمار اموالها ..
كم نحتاج اليوم الى التصحيح الجاد لمسيرة البنوك الاسلامية لكي تكون اسلامية المنهج لا احتكار فى اموالها ولا استغلال ولا ظلم ولا تجاوز للضوابط الشرعية فى الاستثمارات والمرابحات وعقود الاذعان التى لا يملك المستثمر حق الدفاع عن نفسه فى ظل الشروط المجحفة التى يجب عليه ان يرضخ لها وفقا لما يحقق مصالح هذه البنوك فى تحقيق ارباحها فيما تقوم به من استثمارات وقروض وخدمات ..
نريد الشفافية فى اعمال البنوك الاسلامية لكي تكون اسلامية ملتزمة , ونريد منها ان تؤكد لنا التزامها بالثوابت الاسلامية التى لا احتكار فيها ولا استغلال للمدخر الضعيف او المقترض من هذه البنوك..
نحن امام منعطف جاد .زاذا لم تكن الامور جادة وصادقة وملتزمة فلن تكون هناك ثقة بعمل هذه البنوك ..لا بد من مصداقية الانتماء ومصداقية الالتزام الاسلامى بما ينسب الى الاسلام .

( الزيارات : 1٬436 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *