كلمة اليوم
كم هو جميل ان نرتقى بمستوى فهمنا للتكليف الذى اكرم الله به الانسان فى الارض لكي يحمل الامانة , واول مظاهر هذه الامانة ان يعبد الله تعالى والايشرك به احدا من خلقه فى التدبير والامداد , وهذا معنى الوحدانية المطلقة لله تعالى , وان يكون القلب خاليا من كل التعلقات الدنيوية بالسلطة والمال والجاه , وان يستشعر العبد عظمة الله فى قلبه وهيبته فلا يدفعه انسه بالله مهما كان قريبا من الله لسوء الادب مع الله بادعاء قرب او منزلة لا يملكها العبد بمقتضى عبوديته لله تعالى , اما الهدف الثانى فهو عمارة الارض باسباب الحياة وبذل الجهد الذى يحقق هذه الغاية , واهمها حماية الحياة الانسانية واحترام الانسان حيث كان ذلك الانسان فى شرق او غرب فلا تفاضل بالانساب ولا بالالقاب وانما يتم التفاضل بالعمل الصالح الذى يتمثل فى احترام الانسان والسعي فى اسعاده وتخفيف المعاناة عنه , والتربية الروحية تهدف الى تكوين ذلك الانسان الاخلاقى الذي يخاف الله ويعمل صالحا لا لتحقيق غاية دنيوية وانما يعمل امتثالا لامر الله فى خدمة الانسان ..وهذه هي مهمة التربية ان تنهض بالانسان قيما وفهما وسموا الى الكمال , واهم ما تحرص عليه التربية الروحية ان تجعل باطن الانسان نقيا صافيا لا احقاد فيه ولا خواطر سيئة , ولا تصدر عن القلوب الطاهرة الا ما يعبر عنها من استقامة السلوك ومشاعر الرحمة بالمستضعفين, ولا مكان لقساة القلوب عند الله فالقسوة هي وليدة الغفلة عن الله , ومن عرف الله كان موطنا للخيروالعمل الصالح ..