الطفولة هي الحديقة الخلفية

ذاكرة الايام ..الطفولة هي الحديقة الخلفية

كانت طفولتي هي المدرسة التكوينية الاهم فى حياتى  فيما بعد ، كل ما في ذاكرة الطفولة من الغرس كان  ينبت من جديد ويكبر ، وكنت اظنه من قبل  قد انطفأت شعلته واصبح رمادا ، لا شيئ مما في الطفولة لا يحتفظ به في تلك الذاكرة التي هي المستودع الاهم لكل ما مر بنا من. المشاهد والمواقف والاحداث ، لا شيئ. مما كان في الطفولة لا ينبت في حديقتنا الخلفية ورودًا او أشواكا ، في تلك الحديقة الخلفية نحتفظ بكل شيئ مما في الذاكرة. ، وفي الوقت المناسب نخرج ما كنا قد ادخرناه واخفيناه  من قبل وكانه لم يكن مخفيا ، وكلما تقدم بنا العمر كانت دروس الماضي اكثر فائدة ، معظم افكارنا. هي ثمرة لتلك الطفولة وتعبير عما عشناه من تلك التراكمات من الاحداث والمشاهدات ، اعترف ان طفولتي في صحبة السيد النبهان طيب الله ثراه كانت غنية بالقيم الايمانية والروحية والدروس المتجددة عن الحياة والانسان والدين والاخلاق ، عندما أستعيد تلك الذكريات استمد منها افكارا أحتاج اليها لفهم الحياة بطريقةاكثر عمقا ، من المؤكد انني لولا تلك الطفولة بما تركته بذكرياتها الغنية لكنت مختلفا كليًا في افكاري وقناعتي. ، احيانا كنت احاول ان ابحث عن. جذور كل فكرة ، وكنت اجد لها سببًا ظاهرًا او خفيًا ، تلك ذكريات كان يمكن ان تنسي بسرعة وتمحي من الذاكرة ، ولكنها ظلت كما هي تورق وتزهر وتكبر الي ان اصبحت أشجارا وغابات ، لا اشك ان كل ذلك كان مؤثرا في شخصيتي الاولي وتكويني ،
وكنت الاحظ اثر تلك الطفولة في حياتي في امور ثلاثة:  الاول : في تكوين معالم شخصيتى . بالشكل الذي اصبحت عليه ، بكل مكوناتها الاساسية النفسية. والسلوكية .، وكان هذا التأثير واضحًا لكل من كان حولي،
والثاني : في تكوين ملامح افكاري الشخصية التي هي ثمرة لتلك التجربة الانسانية ، وكل فكرة لها جذورها في النفس ، وهي ثمرة اما لتجربة شخصية ذاتية. او ثمرة لتقليد شخصية اخري فيما اختار ت لنفسها ،
والثالث : في تكوين. رؤية متكاملة للحياة والوجود. والانسان من منطلق ايماني وروحي ، وهذه العوامل مجتمعة تسهم في تكوين الانسان كمخاطب من الله تعالي ومكلف بما امره الله به لاجل كمال الحياة واستمرارها ، لا يمكننا ان نفهم رسالة الحياة من الحياة ذاتها الا اذا اتسعت معرفتنا بما اراده الله من خلق عباده ، عندما لا نفهم ذلك نري في الحياة. العبثية الجاهلة الناتجة عن الجهل وضعف الايمان  ، وهي التي تقود الي ذلك التدافع والتغالب والتصادم ، من كمال الحياة ان تكون الحياةً كما هي عليه ، ولا تستقيم تلك الحياة الا بما فيها ، تلك هي الحكمة. الالهية التي تسيّر الكون وتوجه الانسان ، لا شيئ في الوجود الا الله ، وكل ما عداه ليس له وجود ، وانما هي صور متلاحقة كالخواطر التي تمر بنا كسحب في السماء حينا والاحلام حينا اخر ، وكنت ابحث عن ذلك الانسان في ذلك الخضم الكبير من التزاحم.علي الدنيا بكل اسبابها ، كنت اجد الوحدة الكونية محكمة ومنسجمة ، واجد ذلك الانسان في ضعفه. وقلة حيلته وغروره المعبر عن شعوره الداخلي. بالضعف ، كنت اري الغرور في الصغار اكثر منه في الكبار ، لو لا ذلك التكليف الالهي المقترن بذلك المقود النوراني وهو العقل لما اختلف الانسان عن اي حيوان اخر ، العقل عقلان. ، عقل غريزي ويملكه الحيوان كما يملكه الانسان. وهو الذي يهديه الي اسباب حياته واستمرار وجوده، وهناك عقل نوراني اختص به الانسان دون الحيوان ، وهو المخاطب من الله والمكلف. والمؤتمن ، هذا الانسان هو المستخلف ‏من الله علي الارض. ، وهو الذي يملك. القدرة علي تسخير الطبيعة واكتشاف قوانينها الصارمة المحكمة المدركة عن طريق الاسباب ، والاسباب من خالق الاسباب، وهو الذي خلقها لكي يقع التكليف بها ، لا شيئ خارج الاسباب ولو ادَّعاه الجاهل لنفسه ، وخوارق الطبيعة من الاسباب المدركة وهي محكومة بتلك الاسباب ،. وخوارق الطبيعة لها دلالة واحدة وهي عظمة الخلق والخالق ، ولا علاقة لها. بصاحبها ولا دلالة لها سوي تلك الدلالة الايمانية علي عظمة الكون ، ومن قوانين الطبيعة انً تتفاوت القدرات بين الافراد فيما اختصوا به  ، البعض يملك مالا يملكه كل الاخرين من القدرات ، البدنية والعقلية والروحية ، ولا دلالة لها في معايير التفاضل عند الله ، ولاتفاضل عند الله خارج العمل الصالح ، لو انفرد اَي فرد بقدرته علي الطيران في الهواء او بقدرته البدنية او يذكائه العقلي او بعبقريته او بأية قدرة. بدنية او عقليةخارج ما جرت العادة به فلا دلالة لكل ذلك بالنسبة لصاحبه  ولايدل على تميز ، وذلك من طبيعة الخلق وكماله. والتفاوت امر. طبيعي ولا دلالة له ،خوارق الطبيعة من اسرار الطبيعة التي اختص الله بها يمنحها لمن شاء من عباده ، المهم ان يستخدمها في الخير، لا تكليف خارج الاسباب المدركة. بالعقول ، عندما نجرد الدين من كل ما أضيف اليه من الزيادات ونحرره ممن ارادوه مطية لهم ولو بحسن نية. تبرز رسالة الدين الايمانية والروحية كمنهج. للحياة الانسانية اراده الله لعباده لكي يكون هاديا لهم الي ما فيه سلامهم وامنهم في الدنيا ، وهو الطريق الذي يقود الي الله والي ما يحبه الله ، هناك الكثير مما كنت اجد بذرته الاولي في تلك الطفولة التكوينية ، كل فكر هو وليد عاملين: الاستعداد الشخصي. الذاتي والبيئة الحاضنة. لذلك الاستعداد والموجهة له ، افكارنا هي سجل لطفولتنا الاولي والمنعطفات التي مرت بنا. في رحلة الحياة، ومن الطبيعي ان تتطور تلك الافكار باستمرار لكي تعبر عن. تلك الانفعالات الداخلية ، التكليف يتضمن الثقة بالمكلف وتمكينه من الارادة. والاختيار والترجيح ، والا كان التكليف من العبث ، مهمة الدين ان يساعد الانسان لاختيار طريقه عن طريق هدايته للطريق الأفضل له ، ثم هو الذي يختار طريقه ويقرر ما ذَا يفعل وهو المسؤول ،لا تكليف مع انتفاء الارادة والاختيار، هناك. اصول وثوابت هي. التي خاطب الله بها الانسان ، وهو المكلف بها ان يختار الطريق الذي تحترم فيه تلك المقاصد ، ومنً منطلق. الاختيار والقرار تكون المسؤولية. ، ولا مسؤولية مع انتفاء الارادة والاختيار ، مهمة كل مجتمع وفي كل عصر ان يضع نظامه الاجتماعي الذي يختاره لنفسه بما يراه الافضل الذي تحترم فيه الحياة كما أرادها الله لهذا الانسان لكي  يملك الحق بكل  مطالب الحياة. ، ولا احد من خلق الله خارج رعايته ورحمته لانهم خلقه وعباده ، وأحب الخلق الي الله ارحمهم بعباده الذي يسعون في الارض في كل خير يليق بالانسان يبنون ما تهدم. ويجمعون ما تفرق , ويرفعون الظلم عن كل مظلوم ويقفون جميعًا متكافلين متضامنين. لمقاومة اعداء الحياة من رموز الشر ممن يملكون القوة التي بها يظلمون ويعتدون ، وتحترم في كل نظام يضعونه لانفسهم الاصول التالية ،

 اولا : الايمان بالله. وحده ولكل ما جاء به رسل ، والقيام بحقوق الله عبادة وطاعة وادبا ..
ثانيا : احترام حقوق كل الاخرين من عباد الله التي اكرم الله بها عباده  والتي تعبر عن سمو الانسانية  من خلال وضع نظم. ضابطة للحقوق تمنع التجاوز والطغيان في اَي حق في مجال الاسرة والمال والسلطة ، وهي نظم تتجدد باستمرار لتحقق مقاصدها التي يحبها الله ،
وثالثا : الالتزام با لاخلاق والآداب التي نعبر عن سمو الانسانية ، في ظل صيغة. تعاقدية فطرية عمادها الشعور بالتكافل والرحمة ووحدة المصير الانساني ، واهم ما يجب الالتزام. به في ذلك النظام : احترام الاسرة كمنهج للتعايش والتكاثر ، والمال كاداة. ضرورية لتلبية الحاجات ، والسلطة. كجهة مؤتمنة. علي المصالح وتحقيق ، العدالة .بما يضمن حماية الحقوق الانسانية التى اقرها الله لكل عباده..ش

( الزيارات : 532 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *