الظلم

 الظلم

كلمة عن الظلم

الظلم واقع في العلاقات الإنسانية بين الإنسان والإنسان , فالأقوى يظلم من هو أضعف منه ولولا ضعف الضعيف لما كان ظلم القوي له ..
الحاكم يظلم المحكوم , وكل من ملك سلطة فإنه يظلم من لاسلطة له , الزوج القوي يظلم زوجته الضعيفة بتجاهله لحقوقها , والزوجة القوية تظلم زوجها إذا شعرت بضعفه , والأب القوي يظلم أولاده باستبداده بما هو حق لهم , والولد القوي قد يظلم والديه بما يملكه عليهم من سلطان , والجار القوي يظلم جاره الضعيف بتجاوزه عليه في حق من حقوقه , ورب العمل يظلم عماله في أجورهم أو في إذلالهم أو في تجاهل بعض حقوقهم , وربة البيت تظلم خادمتها وتكلفها بما لا تطيق من أعمال ….
ما أقسى الظلم بين الإنسان والإنسان ؟!..الإنسان القوي يظلم الضعيف ويتجاهل حقوقه الإنسانية , ولا حد لخطورة الظلم في إفساد النفوس , وكل ظلم سيولد لا محالة مشاعر الحقد في النفوس ولو كانت مكبوتة , ولا بد إلا أن تظهر يوماً على شكل سلوكيات عدوانية أو أفكار عدوانية ..لا شيء من الظلم إلا سيولد أغصاناً مليئة بالأشواك الجارحة والمؤلمة ..
إذا لم نتغلب على الظلم في السلوك فلن تتوقف صراعات الإنسان وخواطره السوداء المولدة للتطرف والعنف والرغبة في الإنتقام والإذلال ..
قاوموا الظلم في المجتمع قبل أن يفسد كل شيء في حياتكم ..الظلم لا يدوم وإن طال أمده , ولا بد له من نهاية ونهاية الظالمين حتمية لأن الله لا يحبهم ولا بد من أن يذلهم الله مهما كبروا , ولو بمشاعر الشقاء التي تجعل حياتهم مليئة بالألم والمقت والكراهية ..
أصلحوا ما في أنفسكم ولا تكبروا فالله أكبر منكم , ولا تغتروا بما تملكون من مظاهر القوة ولا تتسلطوا على المستضعفين بجبروتكم وسلطانكم فما كبر أحد بذل غيره إلا أذله الله بما كبر به ولو بعد حين…

قاوموا الظلم حيثما كان
قاوموا الظلم في بدايته ولا تستسلموا له , لأنه كلما رضختم له زاد طغيانه عليكم إلى أن يسقطكم أرضاً ولن تتمكنوا بعده من مغالبته , لأنه سيكون أقوى منكم جميعاً..
أمور ثلاثة لا بد أن تتمسكوا بها لأنها طريقكم إلى مقاومة الظلم والظالمين :
أولها : خوف الظالم من الله , وهذا الخوف يخفف من ظلمه أحياناً لأنه يخاف من الله أن يحاسبه ويعاقبه ويسلط ظالماً عليه , وهو أمر حتمي , وهناك من لا يخاف الله أو يخافه ويبرر ظلمه بما يجعله يعتقد ظلمه عدلاً وفضيلة , وقد يفخر بظلمه ويعتبره قوة ورجولة, و قد يعتبره جهاداً مشروعاً, وكلما زاد جهل الإنسان زادت غفلته عن ظلمه إلى أن يراه حقاً وعدلاً ..ما أقسى جهل هؤلاء الذين يظلمون ولايرون ظلمهم , ويعتدون ولايرون عدوانهم ويتجاوزون ولا يرون تجاوزهم , وقد يكونون من أهل الدين والتقى والصلاح.؟!.
ثانيها : سلطة القانون التي تمسك برقاب الظالمين وتلاحقهم وتمنع ظلمهم للمستضعفين في معاملتهم أو في حقوقهم أو في كرامتهم , إلا أن الأقوياء قد يسخرون القانون لخدمتهم فيكون القانون هو مطية الظالم لتبرير ظلمه ..وعندئذ لا بد من التصدي للقانون لتحريره من سيطرة الأقوياء والمتنفذين لكي يحمي الحقوق ويحقق العدالة ..
ثالثها : رقابة المجتمع على حماية العدالة ومقاومة الظلم بالتصدي العاقل لرموزه وإدانة سلوك الظالمين بنظرات الإزدراء التي تشعرهم بالخجل مما يفعلون , فالظلم جريمة إنسانية ويجب على المجتمع كله أن يقاومها ولو بالإدانة والإنكار .. ولكن المجتمع عندما تفسد قيمه يتقبل الظلم ولايراه ظلما ويتعامل مع الظالمين باحترام وخضوع وتبرير لأفعالهم وإعطائهم شرعية لظلمهم باسم الدين حيناً و باسم الأخلاق والقيم حيناً آخر وباسم التقاليد والعادات السائدة في بعض الأحيان..
ما أقسى أثر الظلم في المجتمع..لا شيء يبرر الظلم أبداً لا الدين ولا القانون ولا الأخلاق والقيم..الظلم ظلم جيثما كان .عندما يثبت الظلم فقاوموه لكي لا يتمكن منكم..
وهذه هي رحلة الإنسان في الحياة أن يكون وصياً على حقوقه وقضاياه …….

( الزيارات : 3٬241 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *