العالم العربي والنظام العالمي

العالم العربي والنظام العالمي

لا يمكن لا ي احد ان ينكر سلطة النظام العالمي الذي يتحكم في العالم  كله , ويمسك بزمامه الساسات الاقتصادية والسياسية والنقدية ، لست ضد وجود نظام عالمي  يمنع عالمنا من الانهيار والسقوط بسبب  الطيش الذي تمارسه بعض الدول  وبعض القادة  من المغامرين والذى  يفسد الحياة ويهدد السلام  ، انني مع وجود نظام كوني عاقل  يوجه ويخطط  ويمسك المقود  ويحمي السلام فى العالم  ويقاوم الطغيان فيه  والفساد , ويسهم في اصلاح الحياة بالقدر الذى يمنع المواجهات والحروب  ، وهذه هي رسالة الله لعباده وهي رسالة الاديان السماوية وكل دعاة الاصلاح من الحكماء  ان يتحمل الانسان المؤتمن  على الحياة مسؤولية الدفاع عن تلك  الحياة التى ارادها الله ان تكون من منطلق ايماني بالله  وبحق الانسان فى الحياة بكل اسبابها لان  الله كفله لكل عباده  ، وبجب الاعتراف بان مجتمع اليوم هوافضل من المجتمعات السابقة في الدفاع عن القيم الانسانية وحقوق الانسان فى الحرية والكرامة ، واخطر ما يهدد النظام العالمي اليوم هو سيطرة الحضارة  لغربية عليه وهي حضارة ذات طبيعة مادية وفردية  وتخفي  الرغبة في الهيمنة السياسية  وتنمى الطبقية الاجتماعية بين شكال وجنوب تحت شعار الحرية الفردية والتنافس العادل بين الاقوياء والضعفاء ، لا عدالة بين قوي متحكم وضعيف  مستذل فى المنافسات ، ولا احد ينكر ان العالم العربي هو كيان مستضعف , ويعانى من الكثير من الامراض الناتجة عن الجهل والتخلف فى انظمته الاجتماعية ,  ويقع التعامل معه بقدر من  الاستخفاف به , وتجاهل مصالحه المشروعة ، وسبب ذلك امران  : الاول: ضعف العالم العربي بسبب انقسام  دوله  وتمزق كلمته  وعدم استقلاليته في سياساته وقراراته ، والامر الثاني: تدخل الدول الكبرى في اموره الداخلية واختيار حكامه وانشاء دوله ورسم الحدود بين دوله وتشجيع الخلافات بينهم لاسباب شخصية او قومية اوطائفيةً ، والانظمة العربية اما ان تكون هي نتيجة توافقات علي المصالح وتحت الوصاية ، ويجب عليها انً تكون راضحة لما يفرض عليها ,  وتنفذ السياسات التبعية المرسومة لها وعندئذ تحظي بالدعم والتأييد والتشجيع ، واما ان ترفص الوصاية وتتمرد عليها  ولو بالتململ  , وعندها ستواجه الازمات والاضطرابات الداخلية التي تهدد استقرار ها  ومصالح شعبها ، النظام العالمي ليس حياديا  تجاه العالم العربي وقضاياه العادلة ، ومن طبيعة الدول الكبرى انها تبحث عن مصالحها في المنطقة العربية , واهمها استنزاف  ثرواتها الطبيعية  وبخاصة النفط  , واستغلال موقعها الجغرافي وتكريس تخلفها وتبعيتها واضعافها بالخلافات  البينيةً ، وقد زرع النظام العالمي الغربي دولة اسرائيل في قلب العالم العربي لكي تشعل الفتن وتشجع الانقسامات بين دول المنطقة ، واجهاض كل محاولة للاصلاح ، وتشجيع الاقليات القومية والدينية علي المطالبة بحقوقهم . واشعارهم  بالظلم السياسي والاجتماعي ، الغرب يحكم قبضته علي العالم العربي، ويشجع التطرف الديني والمذهبي والقومي لكي  بمسك بالخيوط فى ظل الانقسام , ويتحكم في الصراعات  والازمات ، الامة العربية هي رمز الاسلام , وهي حاملة  رسالته والمؤتمنة عليه ، واذا ضعف العرب ضعف الاسلام فى كل مكان ، والطريق الى اضعاف الاسلام  هو اضعاف العرب اولا   وتشويه صورة الاسلام بالتخويف منه  لتحصين العالم منه  كرمز للعنف والارهاب والتعصب والكراهية ، اخشى علي الامة العربية  من الجهل والتبعية والتعصب والانعزال ، رسالة الاسلام هي رسالة الله لكل عباده ، وهي رسالة هداية واستقامة ورحمة ، لا كراهية فيها  ولاطغيان  ، والاسلام هو منهج حياة تعبر عن مرتبة الانسانية  ذات القيم الراقية في فهم الحياةً كامانة من الله ً ، رسالةً كل جيل ان يصحح  تلك المفاهيم  الخاطئة عن الاسلام ، وان يحرر المجتمع العربي من التبعية الجاهلة  للغرب الثقافية والتبعية السياسية ، تلك هي مسؤولية الاجيال القادمة ان تحمل الامانة ، وهذا هو الطريق الى الله ، وهذا هو مفهوم العمل الصالح الذي يتقرب به الى الله , وهو المعيار الوحيد الذى يكون به  التفاضل عند الله ..

( الزيارات : 435 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *