العلم الذى نريده..

ذاكرة الايام..العلم الذى نريده..
كنت شديد الاهتمام بشخصية الانسان الذى يتجه للعلم ويريد ان يتخصص فى فرع من فروعه وبخاصة فى مجال البحوث الاسلامية نظرا لانها تتطلب التزاما واستقامة ودينا , والالتزام الاخلاقى شرط لا بد منه فى كل العلوم وبخاصة ما ارتبط منها بالانسان صحة وحقوقا ومصيرا , فليس كل باحث فى مجال الطب يصلخ لكي يكون طبيبا مؤتمنا على الابدان , وليس كل من تخصص فى دراسات الحقوق يصلح ان يكون قاضيا وملتزما بالعدالة , وليس من اتجه لدراسة التاريخ يصلح ان يكون مدافعا عن الحقيقة كما هي وكما وقعت , ما اكثر الذين عبثوا بالقيم الاخلاقية فكانوا عبئا على مجتمعهم واساؤوا فيما قاموا به من تجاهل للعدالة والامانة والسعي للدفاع عن الانسان , العلم سلاح مخيف ولا يجوز ان يسلم لغير من هو مؤهل للحفاظ عليه فلا يستخدمه فيما يلحق الضرر بالانسان , العلم لا هوية له وهو امكانية مكتشفة , ويمكن ان يستخدم فى الخير وفى الشر, ويمكن ان يسهم فى سعادة الانسان وتخفيف معاناته ويمكنه ان يسهم فى شقاء الانسان وتهديم النظام الاجتماعي وتراث الانسان , الانسان هو الذى يمسك بمقود العلم لكي لا يقتحم بجهل القيم الاصيلة من تراث الانسانية وقلاعها الاخلاقية , العلم لخدمة الانسان وليس للعبث بحياته وصحته واستقراره ومقومات وجوده , كنت اؤكد على اهمية الالتزام الاخلاقى فى مسيرة البحوث العلمية لكي يكون العلم فى خدمة الانسان , لا بد من اختيار الانسان المؤهل لحمل امانة العلم ورسالته , اننى اكبر كل البحوث العلمية التى تسهم فى خدمة الانسان , واهمها الطب وكل ما يتعلق بحماية الصحة , وكل البحوث التى تسهم فى توفير الغذاء للانسان , لسنا بحاجة للبحوث التى تهدد السلام وتخيف الانسان وتنشر الرعب , كالبحوث التى تسهم فى تطوير السلاح وكل انواع السلاح الذ يهدد الانسان , ما اجمل ان تتجه جهودنا الى تنمية قدرات الانسان عن طريق المناهج التربوية والقضاء على الامية والجهل والتخلف , نريد من معاهد التكوين ان تجعل الانسان اكثر فهما ووعيا ومعرفة , العلم هو اداة للنهوص فاذا استخدم لتقويض النظام الاجتماعي عن طريق العبث بالانساب والقضاء على الاسرة واستنساخ الانسان كان العلم عدوا للانسان لانه يتسبب فى شقاء ذلك الانسان, اننا نحتاج الى وضع رقابة اخلاقية وقانونية على مؤسسات البحث العلمى لكي تكون فى خدمة الانسان والتخفيف من معاناته , لا بد الا ان نرفع شعار الخير العام والنفع العام للنهوض بالانسان , لكي يكون اكثر كمالا واكثر تعلقا بالفضائل الاخلاقية وقيم الرحمة والمحبة , لانريد لعصرنا ان يطلق عليه عصر السفه او عصر الجهالة , نريد ان يكون شعار عصرنا هو كرامة الانسان حرية وعدالة واحتراما للحياة , لا مجال فى الحقوق الانسانية للتفريق بين شعب وشعب , ولا بين اقوياء وضعفاء ولا بين رجل وامرأة , الكل مكلف ومسؤول امام الله عما يفعل ويختار , لا احد يحرم من حق اقره الله له , والناس متكافلون ومتضامنون للدفاع عن الانسان والحياة , لا شمال ولا جنوب , عندما ترتقى البحوث القانونية تكون اكثر التزاما بحقوق الانسان والدفاع عن العدالة لكي يكون الناس متساوين فى نظر القانون لا فرق بين قوي وضعيف, عندما نهتم بتكوين الانسان فسوف يكون هذا الانسان هو اجمل مافى الحياة , ويكون هو الثروة الحقيقة التى تسهم فى نهضة الامم والشعوب , لانريد العلم لذاته وانما نريده ان يكون مفيدا ونافعا وفى خدمة الانسان.
( الزيارات : 1٬168 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *