لماذا الذكريات..

ذكريأتك هي جزء منك..
امسك منها ما يسعدك ..وانس منها ما يؤلمك..
تعلم منها درسا الا تكرر أخطاء الماضى ..

……………………………………………

لما ذا الذكريات
الافراد والمجتمعات والشعوب فى لحظة الضعف وفى ايام المحن تقاوم اليأس بامرين 
الاول : التربية الايمانية العميقة والقيم الروحية الاصيلة 
الثانى : استحضار تاريخها المجيد لترسيخ ثقتها بنفسها لكيلا تنهار .. 
وعندما احرص على تسجيل بعض الذكريات فانا اهدف الى احياء الامل فى النفوس لكي يكون مجتمعنا اقوى صمودا واعمق جذورا..

………………………………………….

ما ارويه من ذكريات واحداث ..
المراد به هو الدلالة والعبرة والاستفادة لكي نتعلم من الماضى دروسا ونستلهم المنهج الافضل لواقعنا ..نحن نحتاج اليوم الى النهوض ولن ننهض الا بجهدنا ..واقعنا هو ملكنا ولا وصاية لغيرنا عليه..نحن مسؤولون عنه ..لا احد سيحل لنا مشاكلنا ابدا.. اما ان نتعلم ونستفيد ونبادر الى الطريق الصحيح او نستسلم لواقعنا المتخلف .. لا خيار لنا

…………………………………………………….

كتابة الذكريات
ليست الغاية من كتابة الذكريات التسلية وايقاظ الماضى وانما الغاية ان تقدم تجربتك للآخرين لكي يستفيدوا منها فى حياتهم

…………………………………………………….

كلمة اليوم .. وذكريات الامس..
حلب ..كما كنت أراها فى طفولتى ..وكما وصفتها فى كتابى المطبوع قبل عشر سنوات .. انقل فقرة من مقدمة كتابى . .الشيخ محمد النبهان ..لم استطع ان اغالب دمعى وانا اقرأ هذه الفقرات من تاريخ حلب وانا اعلم ان اهل حلب اليوم يعانون من الخوف والبرد والجوع, ولم تعد المدينة التجارية التاريخية باسمة وضاحكة ومبشرة كما كانت ,,ملامحها حزينة وجريحة ..جدرانها ملطخة بالدماء ودكاكينها محترقة .. اراد الظالمون والغادرون اغتيال حلب واغتصابها وافقارها .. حلب اليوم تبكى شهداءها وتضمد جراحها .. ولكن… لن تستسلم ولن تركع ابدا .. لقد دفعت ثمن حريتها غاليا ..لن تساوم ولن تحاور ولن تفاوض ..لن تقبل.. ولن تقبل بأقل من النصر الذى وعد الله عباده الصالحين به..سوف تتحمل كل الآلام.. حلب خسرت الكثير الكثير ولكنها لن تئن من الألم.. ولن تظهر ضعفها.. ولن تركع ابدا….. 
«المدينة» هي مدرسة تجاريّة، تخرّج منها كل تجار حلب، ويعود الفضل إلى هذه المدرسة في تكوين العقليّة التجاريّة لدى الحلبيين، وهذه المدرسة لا تعلم فنون التجارة فقط وإنّما تلقِّن القيم الأخلاقيّة في التعامل التجاري، وأهم ذلك الصدق والأمانة والوفاء والالتزام بالكلمة وعدم الغش في السلعة وأداء الديون في مواعيدها، والكلمة مقدّسة عند تجار المدينة، فإذا اشترى بكلمة فالعقد ملزم ولا رجعة فيه، وإذا باع فكلمته معتمدة وموثوق بها في وصف سلعته، وإذا باع فإن ربحه محكوم بالتقاليد التجاريّة المعتادة فلا يتجاوز الربح المعتاد عند التجار، وإذا خالف هذه الأخلاقيّة فسرعان ما ينعزل عن مجتمع التجار وينصرف الناس عن التعامل معه، ويشيع في المدينة كلها خبر ذلك السلوك، وكلّ تاجر من تجار المدينة له بطاقة مكشوفة يعرفها الجميع في التجارة وفي الصداقة وفي الزواج، فإذا لم يكن صادقاً في تجارته فلا أحد يزوِّجه أو يرضى بتزويج ابنته من ابنه، لأنَّ سلوكيَّته ليست صادقة، وهذا لا يؤتمن في التعامل ولا يطمئنُّ إليه.
والويل كلّ الويل لمن يمتنع عن سداد دينه في موعده رغبة في أكل أموال الناس بالباطل، فمن امتنع عن السداد بسبب كارثة أو خسارة أو غرم أو حريق وقف الجميع معه وساعدوه، وخففوا عنه أعباء ديونه بالإبراء أو التأجيل، وقد يعيدون له رأسماله إن كان من أهل الصدق والأمانة.
ومن اليسير علينا أن نكتشف الكثير من أخلاقيّة الحلبيين في مروءتهم معاملاتهم التي اشتهروا بها، إنهم أهل دين ومروءة وفضيلة، هكذا كانوا في بداية هذا القرن.
كان هناك النقاء والصفاء في طبائع الأفراد، وكان هناك التماسك والتكافل في تكوين المجتمع، وهذا التكوين الذاتي جعل حلب ذات طبيعة أخلاقيّة محببة إلى النفس، وهي طبيعة مريحة.
كانت هناك الفضيلة هي التي تحكم سلوك الأفراد، وتوجِّه هذا السلوك، والأسر الحلبيّة يعرف بعضها البعض الآخر، وهناك تداخل بين الأسر، بسبب المصاهرات، وبخاصة بين أبناء الحي الواحد، وكانوا يفضّلون أن يقع التزاوج بين الأسر المتكافئة في الأحياء المتجاورة، لأسباب متعددة، أهمُّها توفّر الاحترام المتبادل القائم على معرفة كلّ أسرة للأسرة الأخرى وإمكانيّة حل كلّ المشكلات بالمودة والحوار، وإذا وقع التصادم والخصام فلا حدود لآثاره السلبيّة وبخاصّة في الأحياء التي يغلب عليها التكوين القبلي والعصبية العشائريّة، وغالباً لا يكون ذلك بالنسبة للأسر التي حظيت بقدر من العلم والثقافة، تكون أكثر تهذيباً بتأثير الثقافة وطبائع التحضّر.
وتتميز الشخصيّة الحلبيّة بالحدة في معظم الأحيان والصراحة في إبداء الرأي والشجاعة في المواقف، وعدم قبول أنصاف الحلول، والدفاع عن الحقوق بكلّ قوة، وعدم قبول المساومة فيما يمس الحقوق الذاتيّة، وبسبب ذلك تعزّز شعور الشخصيّة الحلبيّة بالكرامة، ولا يمكن للحلبيّ أن يفرّط في كرامته أبداً، ولو خسر حياته وماله وأبناءه.

………………………………………………………………..

ذكريات غرفات 
لم ادخل خيمتى فى عرفات , اريد ان اري ارض عرفات وسماء عرفات وخيام عرفات وضيوف الرحمن فى عرفات,وسمعت المؤذن يؤذن للعشاء ما اروع الاذان فى عرفات..الله اكبر وكأننى اسمعها لأول مرة..سأنى احد الحجاج عن المسجد ولم اكن اعرف مكانه, تحدثنا عن روعة عرفات ..عرفى بنفسه الدكتور عدنان العبداتى لم اضبط الاسم جيدا وهو من اشهر اطباء الاعصاب فى الاردن , ثم انضم الينا اخ جديد السيد سيف الاسلام الشريف صاح
ب جريدة الدستو ر الاردنية ونقيب الصحفيين العرب ..
ما اروع الصداقة فى عرفات , واقبل علينا الدكتور عبد العزيزخوجة وزير الثقافة والاعلام وقال لى جئت ابحث عنك بين الخيام ورحب بى , وكنت اعرفه منذ كان سفيرا فى الرباط , وهو من كرام الرجال خلقا ونبلا, ولما تركنا ذهبت مع الدكتور عدنان والسبد سيف الى المسجد , وهو قاعة جميلة واسعة مكيفة ومليئة بالمقاعد المريحة .. امضينا معظم الليل هناك,,وكنا نحن الثلاثة خلال ايام الحج مع بعضنا فى الليل والنهار وفى اوقات الطعام .. وكانت لنا زاوية خاصة نجلس فيها وانضم الينا مجموعة جديدة من كرام الرجال ومن ابرزهم الدكتر عزام عنايزة من جامعة اليرموك وعدد من رجال الثقافة والاعلام فى تونس .. واوجه لاصدقاء عرفات اجمل تحياتى ..لقد كانت صحبة صادقة دافئة رائعة ..وما رأيت نبلا وطيبة كما رايته فى هذين الصديقين الدكتور عدنان والاستاذسيف الشريف..

………………………………………………………………………………………

ذاكرة الايام…يقظة الذكريات
ما اروع ذكريات الايام فى حياتنا , وكم تمنحنا شعورا بالسعادة عندما نستعيد ملامح شخوص انسانية راقية التقينا بهم وتركوا فى نفوسنا بصمات لن تمحى ابدا وتظل عالقة بقلوبنا يقظة متوثبة ملهمة , وعندما يذكرنا احد الاصدقاء بشيء من تلك الذكريات يستيقظ التاريخ كله من رقاده وكأنه كان يغالب الايام ويتحدى النسيان .. ما اروع من كنت القاهم وغابوا وما غابت ملامحهم , ما زلت اتذكرهم حيث كانوا , فى المغرب كان اللقاء مع تلك الرموز العلمية من طلابى الذين كنت ارى فيهم ملامح الشباب وعزم الرجال وامل المستقبل و و كنت محظوظا بمن عرفت من اصدقائى وطلابى , بعضهم التقيت بهم قليلا وبقي شيء منهم فى ذاكرتى , ادبا وخلقا ونبلا وعلما , ولا اذكر اننى اختلفت مع احد منهم بالرغم من اننى كنت اثقل عليهم بما اطلبه منهم من جهد علمي متقن , لم يتململ احد منهم مما كنت اطلبه منه , كان يعرف ان ما افعله انما هو لاجله , لكي يكون افضل واكمل ..عندما تكون المحبة قائمة فكل شيء يكون مقبولا ومحمودا وعندما تنتفى المحبة فكل شيء يكون مكروها ومذموما, ما اجمل ان نحترم طلابنا وان نشعرهم بالمحبة , وان نوصل اليهم عواطفنا لكي يتقبلوا النصيحة التى نوجهها لهم وان نمنحهم الثقة بما نقوله لهم ملتزمين ادب النصيحة ورقي العبارات , لا احد يرفض الكلمة الطيبة اذا كانت صادقة ونزيهة وخالية من مشاعر الاساءة واستصغار الاخرين , ليس الكبير من يرى نفسه كبيرا , وانما الكبير هو من يفعل افعال الكبار لكي يراه الاخرون كبيرا فيما يصدر عنه من مواقف وما ينطق به من عبارات تليق بالكبار ..

……………………………….

ذكريات الايام..اصدقاء الرياض..
فى عام 1966 غادرت القاهرة الى الرياض للتدريس فى جامعة الامام الاسلامية .. اقمت ثلاث سنوات , كانت الرياض مدينة صغيرة تكبر فى كل يوم , ليس فيها اي ازدحام وما زالت اثار الماضى فيها واضحة فى احيائها القديمة ومبانيها الاثرية ..اسواقها صغيرة وكان هناك شارع رئيسى هو شارع الوزير وتحيط به ابنية الرياض القديمة باسواقها التقليدية ..وكان هناك مناطق حديثة وبخاصة شارع المطار الطويل..الفنادق قليلة واهمها اليمامة …القيت اول محاضرة لى فى قاعة المحاضرات عن الاقتصاد الاسلامي..لاول مرة التقي الدكتور احمد الضبيب الذى عاد من انكلترا بعد حصوله على الدكتوراه فى اللغة العربية..لم اكن اعرفه من قبل ..اهتمت الصحافة به وبزملائه الذين عادوا بعد حصولهم على الدكتوراه ..عرفت الدكتور احمد الضبيب وزملاءه السبعة وكانوا من اوائل الكفاءات السعودية ..منهم الدكتور منصور الحازمى والدكتور عبد الرحمن الانصارى والدكتور خالد البدلى ..كانوا نخبة متميزة راقية الاهتمامات واعية لقضايا عصرها ..كانوا فى جامعة الرياض وهي الجامعة الام فى الرياض وكنت فى جامعة الامام الاسلامية…وكان معى فى الكلية محموعة من الاصدقاء السوريين منهم الدكتور عبد الرحمن الباشا والدكتور عبد القدوس ابو صالح والدكتور بكرى شيخ امين والدكتور ابراهيم السلقينى..ومن السعوديين الدكتور عبدالله التركى الذى اسبح فيما بعد رئيسا لجامعة الامام ووزيرا للشؤون الاسلامية والان هو الامين العام لرابطة العالم الاسلامى فى مكة المكرمة..
تكررت لقاءاتى بالدكتور احمد الضبيب كان الصديق الاقرب الي من كل الاصدقاء, و كنا نلتقى مساء كل يوم ونذهب سوية الى خارج الرياض الى المقاهي الشعبية فى الصحراء فى طريق خريس , كانت ليالى الرياض جميلة ..كان الاخ احمد من اقرب الاصدقاء , وكان من انبل من عرفت من الاصدقاء واكثرهم وفاءا واستقامة ورقيا , كنا نتحدث فى كل شيء من شؤون الفكر والحياة , امتدت صلتى به الى كل زملائه , كان بيته مفتوحا باستمرار , وفى كل يوم كنت اكتشف الجديد من خصال الدكتور احمد , وعندما غادرت الرياض الى الكويت افترقنا ولم نلتق لمدة عشر سنوات , اصبح عميدا لكلية الاداب ثم عميدا لشؤون المكتبات ثم مديرا لجامعة الملك سعود التى اسهم فى نهضة البحث العلمى فيها بجهوده وبحوثه , ولما انشئت الاكاديمية الملكية المغربية عيّن عضوا ممثلا لبلده فيها والتقينا من جديد فى رحاب الاكاديمية فى الرباط واصبحت لقاءاتنا مستمرة ..كان يشغل منصب الامين العام لجائزة الملك فيصل العالمية ثم اصبح عضوا فى مجلس الشورى وفى معظم اللجان العلمية والثقافية فى المملكة ..
يوم امس تواصلنا من جديد على الواتسآب , وتذكرنا ذكريات الرياض القديمة ..ما زال الدكتور يتابع نشاطه العلمى ويتابع ما قام المؤرخ الكبير حمد الجاسر من جهود للتعريف بتاريخ الجزيرة العربية.
.امد الله فى عمر الصديق الوفي القديم الدكتور احمد الضبيب وما ازال اذكر ذكريات الرياض بسرور, وادعو الله ان يحفظه واسرته ..

………………………………………………

ذاكرة الايام.. ذكريات مجالس الكلتاوية
لم اكن اسمع من قبل ما اصبحت احب سماعه اليوم من منشدى الكلتاوية الاوائل من المحبين الصادقين الذين كانوا ينشدون فى مجلس السيد النبهان طيب الله ثراه فى الحضرة النبهانية بعد صلاة الجمعة , ووجدت نفسى على غير ارادة منى ابحث عن تلك المجالس , واعود بذاكرتى الى تلك الايام الصافية الجميلة التى كنت احضرها عندما اكون فى حلب الى جانب السيد الجد طيب الله ثراه , اعادتنى تلك الذكريات الى الماضى قبل اربعين سنة , كنت ارى الدموع تنهمر من عيون السيد طيب الله ثراه وهو ينصت باهتمام الى تلك المعانى الرائعة والكلمات المنتقاة بعناية من المنشدين المبدعين ..عندما سمعت شريطا مسجلا للسيد صبرى مدلل شيخ المنشدين والسيد الجاكيرى عدت الى الماضى البعيد وتراءت لى ملامح رجال عظام اصبحوا اليوم فى رحاب الله كانوا اعمدة واركانا ..ما اروع الذكريات وما اشد حاجتنا اليها , وكم نشتاق اليها فى وحدتنا وغربتنا وكم تؤنسنا اليوم فى محنة شعبنا وتشعرنا بالامان والراحة , وكاننا فى احضان دافئة متكئين على ارائك من المشاعرالراقية والعواطف الانسانية ..كل ذكريات الماضى اصحت فى داخلى فى لحظة روحية وكاننى اعيش الماضى واحتضنه وامسك به , واجد رائحة الانس تشدنى الى عالم اكثر جمالا وروعة ..ما اشعربه ليس حلما يغيب فى لحظة اليقظة , وانما هو واقع حي اخذ موقعه فى ركن خفي لكيلا يكون ثقيل الظل فى حياتى , وعندما تذكرته انتفض ونهض ورفع الركام عن وجهه وكان الامس هو اليوم ..واختفى الزمان وعاد الماضى ترافقه ملامح الاولين التى ما زالت حية فى الذاكرة ..ليست الكلتاوية النبهانية مجرد ابنية متجاورة وعمارات وانما هي شخوص وذكريات الاباء والاحفاد , لا احدلا يهتز طربا عندما يسمع شيئا عن الكلتاوية يذكره بمن يحبه من الاباء والاجداد ..الكلتاوية باقية فى قلوب المحبين لها ويتوارث كل جيل ما يسمعه من اسلافه عن كلتاوية السيد النبهان التى لم تعد فى تلك الهضبة , وانما اصبحت فى كل مكان يوجد فيها من يحبها فى حلب والفلوجة وكل دول الخليج ومواطن اخرى ..
تعالوا نعيش الذكريات الماضية لكي نوقد بها شعلة تضيء ليلنا المظلم وتطارد كوابيس الياس والحزن ..اننا نسمع من خلال الذكريات كلمات تجعلنا اكثر قوة وايمانا بان الله تعالى المدبر لشؤون الكون هو ولينا , ولاوليّ لنا غيره , ومن كان وليّه هو الله فهو من اولياء الله الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون .وهؤلاءهم الذين قال الله تعالى عنهم : لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم..سورة يونس 63..

……………………………………………….

ذكريات الايام..مرآة النفس
كنت الاحظ فى حياتى ان كل انسان يصنع لنفسه مرآة خاصة به يرى من خلالها الاشياء التى تحيط به , قلا تريه الاحجام ولا الملامح الحقيقية , وانما تريه ما يريد ان يراه من الوان واوصاف , احيانا يرى بها الجميل قبيحا والقبيح جميلا ويرى فيها الابيض على خلاف لونه وااحيانا يعجبه السواد ويألفه ويتذوقه الى ان يرى الجمال فيه ..لوكانت المعايير ثابتة لما كانت الحياة جميلة , ومعظم الناس يرى الكمال فى اوصافه والجمال فى ملامحه ..وكلما عمّ الجهل وصغر العقل ازداد وهم الانسان فى ذاته الى ان يعيش معزولا عن واقعه ضمن برج يبنيه لنفسه..
الانسان بطبيعته يحب الكمال ويبحث عنه بغريزته وتتعدد مفاهيم الكمال معبرة عن جمال التعدد وحتمية التنوع فى الطبائع والاستعدادات , لا احد يماثل الاخر فى الشكل ولااحد يفكر كما يفكر الاخر, فالعقول متفاوتة فى قدراتها وفى معاييرها وكلها قاصرة عن فهم ذاتها فضلا عن فهمها لسر الحياة وحكمة التدبير الالهي الذى اختص الله به , وحذر الانسان من الخوض فى كنه الذات الالهية لما يعلمه من قصور العقل عن الفهم والاحاطة فيشقى بجهله ويحرم من ايمانه فلايمكن للعقل ان يبحث فى موجده : ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد

……………………………………………………

كلمة اليوم..ذكريات الايام
تاملت فى مواكب من التقيت بهم فى حياتى , وحاولت ان افسّر سر ما كنت اشعر به تجاه الاخرين , وهو امر نعيشه فى كل خطواتنا نحدد به علاقتنا مع من نلقاهم , وما نشعر به من عواطف المحبة والتقدير او مشاعر الانقباض والاعراض..
لاحظت فيمن التقيته ان الناس ينقسمون الى اصناف اربعة:
الصنف الاول :يحسن الادب ويحسن الرأي , وهذا صنف موجود ويجدر بالانسان ان يتمسك بهذا الصنف من الناس وان يقيم معهم علاقات المحبة والصداقة , ولا يشترط ان تلتقي معهم فى الافكار, ولكنك تحترم ما يختارون من مواقف تدل على حسن فهم ورجاحة عقل , والتعددية لاتعنى التصارع والتغالب , ولابد من التعايش فى ظل ثوابت اخلاقية وقناعات ذاتية , وكنت املك الكثير من الاصدقاء الذين كنت اختلف معهم فى الراي واحترمهم فيما يختارون لانفسهم , وهذا هو الانسان الذى يتسع لكل الاخرين..
الصنف الثانى: يحسن الادب ولا يحسن الرأي , وهذا صنف حسن النية وكنت اقيم افضل الصلات مع هذا الصنف النقي القلب الذى كنت احاول الحوار معهم وايصال رسالتى اليهم وكانوا يقبلون ذلك اذا تبين لهم الحق , وهذا الصنف كثير ولديه قابلية كبيرة للفهم والاستجابة لكلمة الحق ويجب ان يتسع صدرنا لكل من يتطلع الى الحق ويبحث عنه ولولم يملك اسبابه . .
الصنف الثالث :يحسن الرأي ولا يحسن الادب , وهذا صنف يصعب التعامل معه والاقتراب منه ولوكان حسن الرأي واسع العلم , وغالبا ما تنتهي العلاقة مع هذا الصنف بندامة بسبب سوء الادب والتربية , ومن لم يتخلق بخلق الاسلام فى سلوكه فقلما تنشرح القلوب له ولو كان حسن الراي والفكرفالادب هو مطية الانسان الى الحق ولا اهمية لعلم بغير ادب …
الصنف الرابع: لا يحسن الفكر ولا يحسن الادب , وهذا صنف يندم من يقترب منه , ولا يمكن التواصل معه ولا الثقة به , ومعظم هذا الصنف من الرجال جاهل او فى حكم الجاهل وفى الغالب لا يعرف جهله فيخفى جهله بسوء ادبه , واذا خوطبت بخطاب من هؤلاء فقل لهم سلاما , ولا تحاورهم لئلا تندم فلا ينفع الخطاب معهم , وهذا هو الصنف الذى حذرنا القران منه فى قوله تعالى : واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن انسجد لما تامرنا وزادهم نفورا ..صدق الله العظيم..سورة الفرقان 60

( الزيارات : 1٬114 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *