العلم ..ورسالة التنوير..

ذاكرة الايام..العلم ورسالة التنوير.

مهمة المؤسسات العلمية هي البحث العلمى وتكوين الكفاءات العلمية التى تحسن البحث وتلتزم به ولا تتجاوزه بالخضوع للاهواء والعواطف , وغاية العلم ان يقودك الى الحقيقة كما هي , والعلم هو معرفة الامر على ما هو عليه , والعلم بالتعلم والسير فى طريقه , ولا بد من وجود المعلم المتخصص الذى يقودك الى معرفة الطريق ويرشدك الى المواطن التى تحتاج اليها , وعندما تحسن اختيار المعلم يقودك الى المناهج السليمة فى الاستدلال العقلى ومنهجية البحث , غاية العلم هو العمل بما علمت والاستفادة من العلم فيما كنت تجهله , والعلم يطلب لمعرفة الحقيقة , وليس كل من اراد العلم يمكنه ان يكون عالما ولا بد من الاستعداد اولا والارادة ثانيا وجودة التعليم ثالثا , وعندما ترتقى مؤسسات العلم يرتقى مستوى طلابها ويكونون اقدر على الفهم لما يتعلمونه , ومؤسسات العلم ليست هي مؤسسات الدعوة , العالم يهمه البحث عن الحق وهو منهج الاستدلال العقلى , وهناك علوم تحتاج الى حسن الفهم وبخاصة علم الفقه فانه يحتاج الى ملكة فقهية , والملكة تحتاج الى عاملين الاول هو الموهبة والاستعداد والثاني حسن التعليم والتكوين , والملكة لا يملكها الا من كان من اهل الموهبة الفطرية  التى تميز البعض بها فى مجال من المجالات , وغاية العلم تكوين قيادات فكرية تحسن الفهم فيما هي مؤتمنة عليه , والبيئة العلمية تنمى المواهب ويجب ان يشجع اصحاب الموهبة عن طريق الاحتضان والتشجيع , ولا يجوز ان يكون هناك تمييز بين طلاب العلم لئلا يكون الاحباط , والكسالى لا ينهضون ولو تعلموا والمتكؤون على غيرهم قلما ينجحون اويتفوقون , ومن لم يكن له وقود ذاتى من نفسه فسرعان ما يتوقف عند اول عقبة تصادفه , والوعظ والاشاد مهمة اخرى تحتاج الى استعداد وموهبة واستعداد ايضا , وهي لا تحتاج الى جودة العلم ولا معايير الفهم , ولكل مهنة فى الحياة من يحسنها ومن هو مؤهل لها , من اراد العلم فهناك مجالسه واهله , ومن اراد الدعوة والارشاد  فهناك من هو مؤهل لها , وهناك من هم اهل تربية روحية واخلاقية وهذا منهج له اهله  , والصادقون من هؤلاء قلة  والمدعون والباحثون عن الدنيا من هؤلاء كثر , وهناك من هؤلاء من يريد الشهرة والجاه الاجتماعي والدنيا والسلطة , وهؤلاء لا يصلحون للعلم وان سلكوا مسالكه وسرعان ما يغادرون , وفى كل هذه الاصناف هناك الصالحون وهناك غير الصالحين , وهناك الاخيار والاشرار , هناك علماء تميزوا بعلمهم وكانوا ائمة فى عصرهم وتركوا اثرا عظيما من المواقف والافكار والاراء وكانوا اهل استقامة وتقوى , وهناك علماء اهل اهواء وطموحات ومصالح وكانوا يتغالبون على الدنيا ويتنافسون على المال والسلطة والجاه , والناس ليسوا سواء فيما اختاروه لانفسهم , اهل التقوى والصدق والاستقامة هم الاقل فى جميع العصور , وهؤلاء لا يغالبون ولا يتنافسون ولا يزاحمون , وهناك من اراد العلم والدين شعارا له ولم يكن صادقا فيما كان يدعيه ,  , وهم على درجات متفاوتة , فهناك من يغالب بشرف ويريد بذلك الدنيا ومظاهرها  , وهناك سفهاء لا يختلفون عن كل السفهاء  من الجهلة , فالسفه واحد ومظاهره متعددة , وقد نقل الينا التاريخ كثيرا من  تاريخ السفهاء من علماء عصرهم وكانوا فى مقدمة الصفوف مكانة عند الحكام ويحظون بالدنيا والمنافقون حولهم كثر , ليست هناك قاعدة واحدة , ولكل عصر معاييره ورموزه , وليس كل من تعلم العلم واخذ به تخلق باخلاق العلماء استقامة وصدقا واخلاصا , عصرنا لا يختلف عما كان من قبل فى كل العصور , وكانت هناك كوارث فى تاريخنا من مواقف اهل العلم وهناك مواقف تستحق التقدير والاعجاب , والمهم اننا نحتاج اليوم الى مؤسسات علمية تهتم بالتربية والتكوين كما تهتم بالتعليم والتلقين , اخلاقية العلم لا تنفصل عن شخصية العالم , احيانا كنت ارى الاستقامة والتقوى لدى كثير من العوام اكثر مما كنت اجده لدى اهل العلم ورموزه , كنت التمس العذر لعوام الناس فيما اختاروه لانفسهم ولا التمس العذر لمن ادعى العلم وتحمل مسؤوليته امام الله ومجتمعه ..وسوف تظل رسالة العالم فى مجتمعه رسالة تنوير وتحرير ودفاع عن قيم انسانية ارادها الدين ان تكون مصدر هداية للانسان لكيلا يضل او يطغى ..

( الزيارات : 1٬167 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *